آثار انتشار مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعى، لطفل يتعرض للتعذيب على يد والده ببولاق الدكرور، تعاطفا تجاه الضحية، خاصة أن والدة الطفل هى من سجلت ووثقت مشهد الاعتداء، بعد أن وقفت عاجزة عن الدفاع عنه، لبطش زوجها بها، وانهياله عليها بالسباب والشتائم.
فور انتشار مقطع الفيديو، أمر النائب العام بالتحقيق فى الواقعة، كما تلقى خط نجدة الطفل بلاغا بالاعتداء، ليتحرك على الفور ضباط مباحث رعاية الأحداث بوزارة الداخلية، ويتمكنون من تحديد مكان المتهم، والقبض عليه داخل شقته ببولاق الدكرور.
عقب التحقيق مع المتهم، والاستماع لأقوال زوجته وابنه "كيرلس" البالغ من العمر 13 سنة، المجنى عليه، قررت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق،لاتهامه بضرب وسب زوجته ونجله، وتعريض أمن وسلامة وأخلاق وصحة الأخير للخطر، وإحرازه جوهر مخدر بقصد التعاطي.
رانيا زوجة المتهم، ووالدة المجنى عليه، كشفت لـ"انفراد"، تفاصيل القبض على المتهم، فقالت إن المتهم دائم الاعتداء عليها، وعلى ابنها "كيرلس"، وأشقائه الثلاثة الصغار بالضرب، وتوجيه الإهانات والسباب لهم بشكل دائم، وأنها اعتادت تصويره خلال اعتدائه عليهم، لاستخدام تلك الفيديوهات لصالحها، للحصول على الطلاق، وحضانة الأطفال.
وأضافت أن اليوم الذى شهد واقعة اعتدائه على ابنها، بدافع مطالبته له بالتخلص من كيس قمامة، أصيب بحالة هياج كالمعتاد، وبدأ فى ضربه بقسوة، كما اعتدى عليها بالضرب، والسباب، وخلال اعتداءه سجلت له مقطع فيديو، ورغم علمه بأمر التصوير، إلا أنه استمر فى تعذيبه لابنها وضربها.
وذكرت أنها أرسلت مقاطع الفيديو لشقيقتها، لإغاثتها، حتى تطلب من أسرتها مساعدتها، والنظر فى أمر زوجها، فنشرت شقيقتها مقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعى، التى تداولها عدد كبير من رود الفيسبوك، حتى صلت للجهات المختصة.
وأشارت إلى أنها لم تترك شقة الزوجية رغم اعتداء زوجها عليها وعلى ابنهما "كيرلس" خشية من تهديده الدائم لها بحرمانها من أطفالها، وفوجئت عقب انتشار مقاطع الفيديو، بقوة أمنية تلقى القبض على زوجها، حيث كان جالسا بالشقة، يتعاطى مخدر الحشيش الذى اعتاد تدخينه.
وقالت إن رجال المباحث اصطحبوها وابنها "كيرلس"، للاستماع لأقوالهما، كما حققت النيابة معهما، وذكرا أنه دائم الاعتداء عليهما بالضرب، وأكدت أن زوجها عقب القبض عليه، وجه لها تهديدا بالإيذاء قائلا " هادبحك لما أخرج".
وذكرت أن النيابة العامة استمعت أمس لأقوالها وأقوال ابنها "كيرلس"، واستمعت اليوم لأقوال باقى أبنائها الثلاثة، وعقب الانتهاء من التحقيقات، سيتم عرضهم على الطب الشرعى، لإعداد تقرير بالإصابات، تنفيذا لقرار النيابة العامة.
ورغم تعذيب المتهم لابنه، واعتدائه على زوجته بالضرب، والسباب، وإهانتها، إلا أنها أكدت أنها حزينة بسبب القبض عليه، قائلة " أنا زعلانة علشان تم القبض عليه، وكنت أتمنى الموضوع ميوصلش لكدا".
من جانبه، أمر المستشار حماده الصاوي، النائب العام بحبس والد الطفل المتهم أربعة أيام احتياطياً؛ لاتهامه بضرب وسب زوجته ونجله، وتعريض أمن وسلامة وأخلاق وصحة الأخير للخطر، وإحرازه جوهر مخدر بقصد التعاطى..
وكانت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام؛ قد رصدت أمس الثلاثاء الموافق التاسع من شهر يونيو الجاري؛ تداول مقطع مصور بمواقع التواصل الاجتماعى لشخص يعتدى على طفل بالسب والضرب، وقد طالب رواد تلك المواقع بإلقاء القبض عليه، فأمر السيد المستشار النائب العام بالتحقيق فى الواقعة.
إذ أخطر المجلس القومى للطفولة والأمومة النيابة العامة بتلقى خط نجدة الطفل بلاغاً بشأن تداول المقطع المذكور، مُحدد فيه بيانات الجانى ومحل إقامته، وأن المُعتدى عليه - كما ظهر بالمقطع – هو (نجله) البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، وأكدت تحريات الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث – بوزارة الداخلية – صحة الواقعة، وأمكن ضبط الجانى الذى أحيل إلى النيابة العامة لاستجوابه.
وإذ استمعت النيابة العامة إلى زوجة الجانى ونجله اللذان أكدا اعتياد المذكور تعاطى المواد المخدرة والتعدى عليهما وسائر أفراد الأسرة بالضرب منذ سنوات دون أسباب واضحة، وأنه سبق لهم الإبلاغ عنه فى وقائع مماثلة، وتلك المرة صورته زوجته طلباً لنجدتهم.
بينما أقر المتهم خلال استجوابه بتعاطيه الجوهر المخدر، وتعديه على نجله بالضرب والسب – كما تبين بالمقطع المتداول – بدعوى تأديبه لعدم استجابته لأمره، وكذا تعديه على سائر أفراد الأسرة بالضرب بدعوى تربيتهم.
وقد أخضعت النيابة العامة حالة الطفل وذويه لبحث إخصائى بالمجلس الأعلى للطفولة والأمومة الذى أعد تقريراً بها، وقررت النيابة العامة عرض الجانى على مصلحة الطب الشرعى لبيان مدى تعاطيه مواد مخدرة، واستدعت سائر أفراد أسرته لاستجوابه، وعرضت المجنى عليهما على المستشفى لتلقى العلاج وإثبات ما بهما من إصابات.
وتُشير النيابة العامة إلى أن أساس تربية النشء إكرامهم والرفق بهم وحسن صحبتهم، وأن بادرة تأديبهم وعظهم وإنذارهم، ثم تغليب الرفق بين ألوان عقابهم – إن اضطر إليه - بعيداً عن تعذيبهم أو التعدى عليهم.