عاقبت محكمة جنايات القاهرة وأمن الدولة العليا طوارئ، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، وعضوية المستشارين رأفت زكى، وحسن السايس، وسكرتارية حمدى الشناوى، والمنعقدة بطرة، اليوم الأحد، 3 متهمين بالإعدام شنقا، والمؤبد لـ 8 متهمين من بينهم الإرهابى يحيى موسى، فى اتهامهم بمحاولة اغتيال اللواء مصطفى النمر، واغتيال اثنين من طاقم حراسته، فى القضية المعروفة إعلاميا بمحاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية.
وقضت المحكمة بإدراج الإرهابى يحيى موسى و7 آخرين على قوائم الإرهاب، ووضع المحكوم من الاول للثامن تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات، بإلزام المتهمين بدفع 244 ألف جنيه قيمة ما خربوه، ومصادرة الأسلحة والذخائر المضبوطة وألزمتهم بالمصاريف الجنائية.
وقبل الجلسة أودع حرسم المحكمة المتهمين المحبوسين قفص الاتهام وارتدا جميع الحضور الكمامات كنوع من التدابير الاحترازية.
استهل رئيس المحكمة جلسة النطق بالحكم بكلمة بدأها بالآية القرآنية التى تقول" نَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ.
وتابع المستشار محمد شيرين فهمى: يروع الجميع بعمليات تفجيرية إجرامية، تخلف من ورائها مقتل أبرياء، برتكبها نفر، يحملون نفسيات غير متزنة، موازينهم مختلة، روايتهم كاذبة، وحججهم فارغة، يرون لإفساد إصلاحا، والإصلاح إرهابا، يتأرجحون مع أهوائهم، يميلون حيث تميل الريح، المصلحة هى الحاكم لسلوكهم، يقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح مجتمعهم.
وقال : يريدون القتل خلسا وغدرا، يعيسون فى الأرض فسادا، وترويعا للآمنين، بسبب تطلعهم إلى السلطة بالقوة، عن طريق استقطاب شباب، والتلاعب بعقولهم وشحنهم نفسيا وعاطفيا بأفكار مغلوطة ومضللة لفهم الآيات القرأنية، وغرس الجهاد فى نفوسهم بمفهوم خاطيء، وأن الحكم وأعوانهم طواغيت وعدو صائل ينبغى مقاومته وقتله مما حولهم إلى متطرفين، بسبب ما وصل إليهم بالجهل المعرفى والسطحى بحقيقة الإسلام.
وأضاف رئيس المحكمة : لقد شرعت القوانين وسنة الأحكام من أجل حفظ الحقوق وصيانة الدماء الأعراض والأموال، ونهت عن التعدى والظلم والبغى من الإنسان على أخيه الإنسان، وجاءت الشريعة الإسلامية بأحكامها لتنشر الأمن والآمان بين الناس، فحذرت حتى من مجرد ترويع المسلم وتخويفه، إذ يحذر رسول الله "من أن يشير إلى بالسلاح، حتى لا يكون ذلك سببا فى ترويعه وتخويفه، وإقلاق سكينته، أو سببا لسفك دمائه، وتعريضه للخطر، فيقول صلوات الله وسلامه عليه"من أشار على أخيه بالسلاح لعنته الملائكة حتى ينتهى وأن كان أخاه من ابيه وأمه".
واستطرت المحكمة : فإذا كان التحذير والوعيد من مجرد ترويع المسلم وتخويفه، فكيف من يستحل دم المسلم ويكون سببا فى ترويع الناس ونشر الخوف فى المجتمع بأفعاله، ولقد بلغ من تحريم الإسلام لهذه الجريمة النكراء، أن الله تعالى جعل قتل نفسا واحدة تعادل جريمة قتل الناس جميعا، وذلك لأن حق الحياة ثابت لكل نفس، فقتل واحدة من هذه النفوس يعتبر تعديا على الحياة البشرية كلها، فقال عز وجل "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".
ونوهت المحكمة : كم من دماء سفكت، وكم من أم فجعت فى أولادها، وكم من أب عاش حياة الخوف على أبنائه، وكم من زوجة سلبت الأمن والراحة خوفا على زوجها، وكم من إنسان روع وخوف فى أهله، وكم من يتيم فقد من يعوله، وكم من مجتمعا روع أبنائه بسبب تفجير هنا أو حرب هناك أو قع طريق أو سلب أو نهب أو تعد على الحقوق، أو اختطاف فى هذا المكان أو ذلك، والله أسأل أن يعيذنا من الفتن وما ظهر منها وما بطن وأن يهدى من ضل من عباده إلى الهدى.
وتابعت : فقد انضم المتهمون إلى جماعة إرهابية تدعو إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة بأعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وهى جماعة الإخوان الإرهابية وحركة حسم المسلحة التابعة لها، والتى توقن أن الحكام وأعوانهم طواغيت، وعدوا صائلا ينبغى مقاومته وقتله، وأنه ينبغى تغير نظام الحكم بالقوة من خلال الاعتداء على المؤسسات العامة والأفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والقضاء، وكان الإرهاب من الوسائل التى تستخدمها هذه الجماعة فى تحقيق أغراضها مع علمهم بها، وبوسائلها فى تحقيق تلك الأغراض، وأفتوا بأنه لو نالت العملية مدنين حال مرورهم فهم غير مقصودين، ويبعثون على نيتهم، وقد أدى كلا منهم الدور المطلوب منه فى هذه الجماعة الإرهابية فمنهم من أمدها بمفرقعات ومركبات ومعلومات، بقصد استخدامها فى جرائم إرهابية، ومنهم من قام برصد المؤسسات العسكرية، التابعة للشرطة والقوات المسلحة، ورصد بعض القادة العسكريين منهم قائد القوات البحرية ومقر إقامته والحراسة المرافقة له تنفيذا لإغتياله، ورصد مبنى الكلية الحربية بأبو قير، وقاعدة عسكرية بمنطقة طوسون ومعهد الدفاع الجوي، ونقطة شرطة عسكرية بالمعمورة ومعسكر الأمن المركزى بسيدى بشر، والمنطقة العسكرية الشمالية، ومكتب المخابرات، وقاعدة رأس التين العسكرية، ومديرية الأمن والأمن الوطنى بمنطقة سموحة تمهيدا لاستهدافهم، وعقدوا العزم وبيتوا النية على قتل مدير أمن الإسكندرية، وأفراد حرساته وأعدوا لهذا الغرض سيارة ووضعوا بها عبوة مفرقعة تنفيذا لمخططهم الإرهابي.
واستكملت المحكمة : أنها حادثة منكرة قام بها بعض الجهلة وإعتدوا على رجال الأمن وقتلوا أثنين منهم وأصابوا العديد من المواطنين المسالمين غدرا وظلما ولا شك فى أن هذا الاعتداء منكر ومحرم بأدلة شرعية، قتلوهم بنفس وحوش الغابات الكاسرة، رجال الأمن الذين يبذلون الغالى والنفيس فى حفظ الأرواح والأموال ويسعون جاهدين لمكافحة الجريمة وإسترداد الأمن، أهكذا يعاملون وهكذا يشكرون، بأى ذنبا يقتل هؤلاء الأبرياء، من أى نبت أنتم أيها القتلة، ومن أى صلب أتيتم ، ومن أى تراب أنتم، قاتلكم الله أيها المجرمون، فنعم حياة بردع هؤلاء الذين يفكرون مجرد تفكير فى الاعتداء على النفس، حياة يؤمن فيها كل فردا على نفسه، بأنه يعلم يقينا بأن هناك قصاصا عادلا، ينتظر كل من يتعدى حدود الله، الا وأن من الرحمة بالبشرية ردع هؤلاء وكفهم، وأن الشدة عليهم هى الرحمة التى جاء الإسلام لنشرها ووقف الطغاة فى وجهها.
واختتمت المحكمة كلمتها : أن المجنى عليهما ذهبا إلى رهبهم وهما يشكيان غدر الغادرين وخيانة الخائنين، فأما أولئك النفر الذين كانوا وراء تلك الأعمال البشعة الغادرة، فحقيق بنا أن نعلها صريحة مدوية فى وجه كل واحد منهم بلا تلجلج .. أنكم يا غدر أبعد ما تكونون عن تعاليم الإسلام وأن تمسحتم بها زورا وبهتانا، وأنكم لواقفين فى يوما عظيم، مفزع مهيب أمام محكمة العدل الآلهة الحاكم فيها رب العالمين.
ووجهت النيابة للمتهمين من السابع حتى الأخير، تهم انضمامهم لجماعة إرهابية، كما وجهت للمتهمين معتز مصطفى وأحمد عبد المجيد، قيامهما بقتل فردى شرطة بمديرية أمن الإسكندرية عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتوا النية، وعقدوا العزم على قتل مدير امن الإسكندرية وأفراد حراسته، وأعدوا لهذا الغرض سيارة وضعوا بها عبوة مفرقعة.
كما وجهت النيابة للمتهمين شروعهم فى قتل المجنى عليهم اللواء مصطفى النمر مدير أمن الإسكندرية السابق، وستة من أفراد حراسته وآخرين تصادف مرورهم بمحيط المكان.