كشفت مصادر أن الوفد القضائى الإيطالى الذى سيصل القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، يحمل أوراقاً هامة حول قضية اختفاء المواطن المصرى عادل معوض، الذى اختفى فى ظروف غامضة بروما قبل 8 أشهر، وعجزت شرطة روما على مدار هذه الأشهر فى تقديم أية معلومات للقاهرة حول هذه القضية.
وأوضحت المصادر أن الوفد الإيطالى سيقدم ملفاً للقاهرة أيضاً حول مقتل مواطن مصرى فى إيطاليا، وهى الجريمة التى كشف عنها مغتربو مصر بإيطاليا، حيث نشرت صفحة "مغتربى مصر فى إيطاليا" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، مقتل شاب مصرى يدعى محمد باهر صبحى يبلغ من العمر 32 عاما فى نابولى، ونشرت الصفحة بيانا جاء فيه، "إنا لله وإنا إليه راجعون.. فنحن كمصريين لسنا أقل من ريجينى الإيطالى فى حالة قتل فى نابولى لشاب مصرى عنده 32 سنة اسمه محمد باهر صبحى على من المنوفية، خرج من بيته يشرب قهوة ولم يعد.. أصحابه قعدوا يرنوا عليه لما مرجعش البيت".
وتابعت الصفحة: "الشرطة وجدوه يوم الاثنين الماضى على شريط القطار مرمى ومضروب على دماغه.. ميت ومش عارفين لسه سبب الوفاة.. بقاله 10 سنين فى إيطاليا".
وبدورها، أعدت السلطات المصرية ملفا كاملا حول أبرز المعلومات الجديدة التى توصلت إليها فى قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى بالقاهرة، تمهيداً لتسليمه للوفد القضائى الإيطالى.
وأوضحت المصادر أن المحققين المصريين جمعوا معلومات جديدة وتحريات لأجهزة الأمن تمكنت الشرطة من جمعها مؤخرًا حول الحادث وظروفه وملابساته، فضلاً عن تقارير حول أقوال الأشخاص الذين تم استجوابهم مؤخرًا من جيران وأصدقاء ريجينى، والأشخاص الذين كانوا يتعاملون معه.
ولفتت المصادر إلى أن هناك تواصلاً بين القاهرة وروما باستمرار حول المعلومات المتاحة فى القضية، وما توصلت إليه البلدين من معلومات، وذلك منذ الاجتماع الذى عقد فى روما مطلع أبريل الماضى.
ونوه التليفزيون الإيطالى بأن الجانب المصرى سلم جهات التحقيق بروما 13 تقريرًا عن سجلات مكالمات 13 مصريًا، ولم يتم الإعلان عن أسماء أو هوية هؤلاء الأشخاص، وعما إذا كان لهم علاقة بالشاب الإيطالى من عدمه.
وأوضحت المصادر أن تفريغ سجلات هذه المكالمات قد يقود أجهزة الأمن المصرية إلى كشف النقاب عن العديد من المعلومات حول الشاب الإيطالى، وعلاقاته المتشعبة، والمتورطين فى قتله، تمهيدًا للقبض عليهم، وتقديمهم إلى جهات التحقيق.
ووفقًا لمصادر إعلامية إيطالية، فإن سجلات المكالمات لا تمثل إلا جزءًا صغيرًا مقارنة بما طلبته الجهات القضائية الإيطالية، وأن المواد التحقيقية تخضع حاليًا لتحليل خبراء الدائرة المركزية لمكافحة الإجرام، ووحدة العمليات الخاصة.
وخرج وزير الخارجية الإيطالى باولو جينتيلونى بتصريحات إعلامية أكد فيها استقرار العلاقات المصرية الإيطالية، وحرص إيطاليا على استقرار مصر، وأهمية القاهرة وسط عواصم العالم، إلا أن ذلك لا يمنع من البحث عن الحقيقة وراء مقتل الشاب جوليو ريجينى، مؤكدًا أنها أولوية لن يعف عليها الزمن أبدًا.
وقالت صحيفة بارباديلو الإيطالية، إن الدرس الأول الذى لابد أن تتعلم منه إيطاليا فى قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، هو عدم السقوط فى فخ المؤامرة مع مصر، رغم وجود خلافات بين المؤسسات فى القاهرة، وخلافات بين الأحزاب فى إيطاليا، موضحة أن مصر عرضت على إيطاليا إرسال محققين إيطاليين يشاركون فى التحقيقات الجارية فى قضية مقتل ريجينى، وذلك بعد اجتماع المحققين المصريين والإيطاليين فى روما الذى عقد أول أبريل الماضى، ولكن إيطاليا لم تقم بذلك.