رئيسة القومى للمرأة: الختان جريمة وجناية وليس له أى مبرر طبى
- الانتهاء من مقترح بتعديل مواد الختان مرة أخرى بعد تجربة القانون فى الواقع العملى
- مقترحات مشروع القانون تتضمن تشديد عقوبة الختان وتوسيع نطاق التجريم وإعادة تعريف صفة الختان كعاهة
الأمين العام للقومى للطفولة: 80% من جرائم تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى تتم بيد أطباء.. نحلم بمصر خالية من الختان فى 2030
تحت شعار "احميها من الختان" تحتفل مصر باليوم الوطنى لمناهضة ختان الإناث والذى يوافق الرابع عشر من شهر يونيو من كل عام، وهو اليوم الذى شهد مقتل الطفلة بدور على يد طبيبة فى محافظة المنيا عام 2007.
وبمناسبة هذا اليوم أصدرت اللجنة الوطنية للقضاء على الختان بيانا، أكدت خلاله تعهدها والتزامها بالعمل على القضاء على هذه الجريمة غير الإنسانية بحق بنات مصر، وعقدت اللجنة برئاسة مشتركة بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى الطفولة والأمومة، عبر الإنترنت بتقنية zoom، مؤتمرا صحفيا، وذلك بمناسبة اليوم الوطنى للقضاء على ختان الإناث.
وشهد المؤتمر الإعلان عن جهود اللجنة خلال عام، والإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة "عزيزة حسين ومارى أسعد للقضاء على ختان الإناث" لعام 2020.
وجددت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة، وبعضوية ممثلين من كافة الوزارات المعنية والجهات القضائية المختصة والأزهر الشريف والكنائس المصرية الثلاثة ومنظمات المجتمع المدنى المعنية، بالإضافة إلى التعاون مع شركاء التنمية، تعهدها والتزامها بالعمل على القضاء على هذه الجريمة غير الإنسانية بحق بنات مصر، يأتى ذلك بمناسبة حلول اليوم الوطنى لمناهضة ختان الإناث والذى يوافق الرابع عشر من شهر يونيو من كل عام.
وقالت الدكتورة مايا مرسى، رئيسة المجلس القومى للمرأة، إن اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث لن تتهاون فى أى حق من حقوق بنات مصر، مؤكدة أن تكاتف الجهود والتعاون بين جميع أعضاء اللجنة الوطنية هو أساس النجاح الذى سوف تجنى ثماره بنات مصر فى المستقبل.
وأضافت رئيسة المجلس القومى للمرأة، خلال المؤتمر الصحفى، أن اليوم تمر ذكرى أليمة على قلوبنا جميعا هى الذكرى الثالثة عشر على وفاة الطفلة "بدور" ضحية جريمة ختان الإناث عام 2007، مؤكدة أن هذا اليوم يزيدنا إصراراً على القضاء على هذه الجريمة، لافتة إلى أنه على الرغم من جميع الجهود الوطنية التى بذلت للقضاء على هذه الجريمة إلا إنه ما زال هناك إصرار من بعض الأسر على إجراء هذه العادة البالية.
وناشدت مايا مرسى جميع الآباء والأمهات بحماية بناتهن من هذا الخطر الذى يغتال طفولتهن ومستقبلهن، كما ناشدت وزارة الأوقاف أن تقوم بتنوير العقول ونشر صحيح الدين حول هذه الجريمة الذميمة التى تُنسب للإسلام وهو منها برىء، وذلك من خلال توحيد خطبة الجمعة القادمة والاستمرار فى طرحها، مشيدة بدور مؤسسة الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لمواقفه الداعمة للمرأة المصرية مما يساهم فى نقل صحيح الدين الاسلامى وتقديره واحترامه لها، قائلة: "سنعمل جميعا لحماية بنات مصر للقضاء على الختان، انتظروا أرقاما جديدة ونحلم أن تكون النسب الخاصة بالختان والتى ستعلن فى نوفمبر القادم تكون أقل".
وأشارت رئيسة المجلس القومى للمرأة إلى أنه فى إطار عمل اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، فقد عكفت اللجنة التشريعية بالمجلس القومى للمرأة مع المجلس القومى للطفولة والأمومة والنيابة العامة على دراسة الجوانب التشريعية المتعلقة بتجريم ختان الإناث فى القوانين، وبالفعل تم الانتهاء من مقترح بتعديل مواد الختان مرة أخرى بعد تجربة القانون فى الواقع العملى، حيث إن الفتاة المصرية تحتاج إلى المزيد من الحماية فى قانون العقوبات.
وأكدت رئيسة المجلس القومى للمرأة أن مقترحات مشروع القانون تضمنت تشديد عقوبة الختان وتوسيع نطاق التجريم، وإعادة تعريف صفة الختان كعاهة، كما يقدم المقترح معالجة لوضع مرتكب الختان من الطاقم الطبى والذى يقوم بأداء جريمة فى حق مهنة الطب الشريفة، كما اهتمت اللجنة التشريعية أيضاً بدراسة تناول قضية ختان الإناث فى قانون الطفل ولائحته التنفيذية، وتتقدم الدكتورة مايا مرسى بإسم اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث بخالص الشكر والتقدير إلى النيابة العامة لدورها المهم وتعاونها المثمر للخروج بهذه المقترحات المهمة.
وكشفت مايا مرسى أنه أسفر التعاون بين جميع أعضاء اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث خلال عام من عمر اللجنة عن تنظيم 747 نشاطا استهدف 22,109,124 سيدة وفتاة ورجلا وطفلا فى القرى والنجوع على مستوى محافظات الجمهورية، وذلك فى مختلف المجالات، مثل تنظيم قوافل طبية وتثقيفية وحملات إعلامية توعوية، واستقبال شكاوى، ورفع كفاءة البناء المؤسسى، وحملات طرق الأبواب تحت شعار "احميها من الختان" من خلال فروع المجلس القومى للمرأة، ولجان حماية الطفولة التابعة للمجلس القومى للطفولة والأمومة بالمحافظات لتوعية السيدات والأهالى فى المراكز والقرى والنجوع بخطورة هذه الجريمة واضرارها على مستقبل الفتيات وعلى فرصهن فى الحياة بصورة طبيعية، فضلاً عن تخصيص حملة ال16 يوم من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة التى أطلقت خلال الفترة من 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر 2019 للتوعية بهذه القضية.
وأكدت اللجنة الوطنية تصديها بكل حسم وقوة لهذه الجريمة التى لا تنتمى إلى أى عقل أو دين أو إنسانية، وأنها لن تتهاون فى اى حق من حقوق فتياتنا حتى تنتهى هذه الجريمة وتحظى فتياتنا بالأمن والأمان والتمتع بصحة بدنية ونفسية سليمة ومستقبل مشرق.
كما كشفت الدكتور مايا مرسى، رئيسة المجلس القومى للمرأة، أن اللجنة التشريعية بالمجلس القومى للمرأة عكفت مع المجلس القومى للطفولة والأمومة والنيابة العامة على دراسة الجوانب التشريعية المتعلقة بتجريم ختان الإناث فى القوانين، وبالفعل تم الانتهاء من مقترح بتعديل مواد الختان مرة أخرى بعد تجربة القانون فى الواقع العملى، حيث إن الفتاة المصرية تحتاج إلى المزيد من الحماية فى قانون العقوبات.
وأشارت رئيسة المجلس القومى للمرأة، خلال المؤتمر الصحفى، إلى أن قانون ختان الإناث الموجود حتى هذه اللحظة ما زال متفردا ولكننا ندرس الثغرات لغلق كافة الأبواب أمام هذه الجريمة، قائلة: "الختان جريمة وجناية وليس له أى مبرر طبى".
وتابعت رئيسة المجلس القومى للمرأة أنه جار التفاوض على الانتهاء من هذا المقترح وأملنا غلق الباب أمام كافة الثغرات أمام جريمة ختان الإناث، قائلة: "مفيش حاجة اسمها مبرر طبى لتقطيع جزء من جسم الفتاة".
وحرصت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة، على تكريم الراحلة اسم الدكتورة عزة العشماوى الأمين السابقة للمجلس القومى للأمومة والطفولة، حيث منحتها اللجنة شهادة تكريم وتقدير على دورها الوطنى ومسيرة عطائها.
كما حرصت اللجنة على إشراك أحد أبناء الدكتور الراحلة عزة العشماوى، فى المؤتمر الصحفى، الذى تعقده اللجنة "أون لاين"، تكريما لها وتقديرا لمجهودها، فيما أكدت الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة، قائلة: "لن ننساها وسنقيم حفل تأبين تقديرا لما قدمته".
ومن جانبها أكدت الدكتور الدكتورة سحر السنباطى أمين عام المجلس القومى للطفولة والأمومة، أن الهدف من مقترح القانون الذى يتم اعداده غلق الأبواب الخلفية لتبرير الختان، مؤكدة أنه لا يوجد مصطلح علمى فى الطب اسمه ختان الإناث، قائلة: "نسعى لأن تكون مصر خالية من الختان فى 2030".
وأكدت أمين عام المجلس القومى للطفولة والأمومة أن اليوم الوطنى للقضاء ختان الإناث والذى لقيت فيه الطفلة بدور مصرعها نتيجة لخضوعها لعملية ختان، قد ساهم فى كسر حاجز الصمت ضد هذه الجريمة وكان بمثابة صحوة مجتمعية كبيرة لكافة فئات المجتمع والتى أعلنت رفضها لجريمة تنتهك الحقوق الأصيلة للطفلة وكرامتها الإنسانية، كما ساعد أيضا على ظهور خطاب دينى إسلامى ومسيحى صحيح ضد ممارسة ختان الإناث، قائلة "أننا فى هذا اليوم نعلن تكاتفنا ونجدد التزامنا للقضاء على جريمة ختان الإناث حتى نضمن حق الطفلة فى الحياة وفى تنشئة سليمة لا تكدر صفوها أى عنف أو انتهاك، ونحن قادرون على ذلك، قادرون على التخلص من كل الموروثات البالية والأكاذيب والمغالطات الدينية التى تكرس للجهل ولطفولة بائسة ومنتهكة.
وأضافت "السنباطي" أنه كان لزاما علينا توحيد كافة الجهود لمواجهة ومكافحة جريمة ختان الإناث تحت مظلة اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة والتى تأتى اتساقا مع الإطار الاستراتيجى والخطة الوطنية للطفولة والأمومة 2018 -2030 وأهداف التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.
وأشارت" السنباطي" إلى أنه خلال الفترة الماضية ومنذ انشاء اللجنة فى مايو 2019 وحتى الآن قد عملنا بكل جد وعزم على أن نقضى على هذه الظاهرة وعلى الوصول لأكبر عدد من المستفيدين ومحاورتهم ومناقشتهم فى الادعاءات والأسباب الواهية التى تحيط بتلك الجريمة، فضلا عن إحداث حراك مجتمعى كبير، وطرح القضية مرة أخرى بقوة ووضعها على أجندة أولويات الدولة، لافتة إلى أنه من النتائج التى احرزت أيضا حراكا واسعا من ممثلى اللجنة والمجتمع المدنى بقطاعيه الوطنى والدولي.
وأنهت السنباطى كلمتها قائلة: أن 80% من جرائم تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى تتم بيد أطباء وأن هذه الجريمة طالما تسببت فى أضرارا نفسية وجسدية بالغة للإناث، فضلا عن مصرع العديد منهن، فى حين أن هذه الجريمة لا علاقة لها بالطب ولا يوجد مصطلح طبى بهذا المعنى نهائيا، وإنما ما يحدث تحت ستار المبررات الطبية هو خداع وتحايل ولا ولن نتسامح فى حق أى فتاة ترتكب فى حقها هذه الجريمة وهذا التشوية. ونحن مستمرون فى عملنا لمجابهة كل الأفعال التى من شأنها أن تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الأطفال والفتيات، وناشدت الأهالى والأسر أن ينظروا إلى اطفالهم بعين الرحمة وألا يزجوا بهم فى مثل هذه الجرائم وألا يضحوا بهم لأسباب ليس لها أساس دينى بل هى مغالطات دينية وعادات ضارة، وأن عفة البنت أساسها التربية السليمة وقد جاء رد مجمع البحوث الإسلامية حاسما فى هذه القضية والذى أقر على أن الرأى الشرعى والطبى استقر على أن ختان الإناث من العادات الضارة التى لا يدل على مشروعيتها سند صحيح أو دليل معتبر من أدلة الشرع الإسلامى، وأطالب المواطنين سرعة التحرك والإبلاغ عن جرائم ختان الإناث على الخط الساخن خط نجدة الطفل 16000.
جدير بالذكر أن اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث أنشئت فى شهر مايو 2019، حيث تم الإعلان عن تشكيلها خلال اجتماع الدكتورة مايا مرسى مع دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى فى 21 مايو 2019.
وتضم اللجنة فى عضويتها ممثلين من كافة الوزارات المعنية والجهات القضائية المختصة والأزهر الشريف والكنائس المصرية الثلاثة ومنظمات المجتمع المدنى المعنية، بالإضافة إلى التعاون مع شركاء التنمية.
كما تعد اللجنة الوطنية جزءا لا يتجزأ من جهود الدولة المصرية لحماية حقوق الانسان بشكل عام وحقوق المراة والطفلة الأنثى بشكل خاص.