تزايدت حدة الانتقادات داحل حركة النهضة الإخوانية التونسية، بعد إعلان أحد قيادات الحركة استقالته لتتصاعد أزمة الحركة التي يتزعمها راشد الغنوشى، ووفقا لموقع العربية، فإن الانتقادات تتكاثر في وجه رئيس حركة النهضة بعد مطالبات بإقالته من رئاسة البرلمان التونسى وقيادة النهضة أيضاً، حيث أعلن القيادي في الحركة الإخوانية، عبد الرزاق حسين، استقالته من المكتب التنفيذي للحركة، احتجاجاً على سياسة الغنوشي، وتفرده بالقرار.
وأكد عبد الرزاق حسين، في بيان له، أن استقالته تعود إلى توجه حركة النهضة نحو ما وصفه بحزب الرئيس، وسعيه إلى التوريث، فضلاً عن تضخم الأنا لدى راشد الغنوشي وانفراده بالقرار، لافتا إلى أن انفراد رئيس الحركة بالمركز وبالقرارات تسبب في تهميش مؤسساتها وإرساء ديمقراطية صورية داخل الحركة، وإنتاج فئة من الأعضاء متماهية مع الرئيس، ومتخذة من التزلف والانتهازية أداة لعملها.
يأتي هذا بعد أسابيع على مطالبة أعضاء في الحركة الغنوشي بالتنحي قبل نهاية العام الحالي، في مؤشر على تصاعد حالة الغضب والاختناقات الناجمة عن طموحات رئيس حركة النهضة الذي عمّر طويلا في قيادتها، ودعا الأعضاء الموقّعون على بيان صادر عن جبهة تدعى "الوحدة والتجديد"، في مايو الماضي، إلى ضرورة عقد مؤتمر الحركة في آجاله القانونية، على ألاّ يتجاوز ذلك نهاية 2020، والحرص على ضمان التداول القيادي بما يسمح بتجديد نخبها وذلك في إطار تجديد عميق للحركة استجابة لمتطلّبات الواقع وحاجات البلاد، فيما دفع راشد الغنوشي باتجاه تأجيل المؤتمر الذي سينظر في خلافته على رأس الحزب، بدعوى أن الظروف في البلاد لا تسمح بذلك.
وبشأن إمكانية سحب الثقة من راشد الغنوشى، قال منذر قفراش، رئيس جبهة إنقاذ تونس، إن سحب الثقة من الغنوشى يأتي في حالة واحدة إذا وقع التوافق بين جميع الكتل التونسية السياسية وهذا غير ممكن لأن الغنوشي يهدد في النواب قضائيا عبر ملفات فساد.
وأضاف منذر قفراش، في تصريحات لـ"انفراد"، "إن تزايد الغضب الشعبى التونسى ضد راشد الغنوشى وحركة النهضة جاء بعد تحول الغضب إلى رد فعل شعبي حيث أصبح قيادات النهضة يخافون النزول للشارع أول التجول في الأسواق فكل مرة ينزل قيادي نهضاوي للشارع بدون حراسة يقع الإعتداء عليه مؤخرا و هذا يدل على أن الشعب ناقم على النهضة خاصة بعد إغلاقها لساحة باردو أمام مجلس النواب والتي كانت ستأوي اعتصام 14 جوان لإسقاط البرلمان و محاكمة الإخوانجية".
بدوره قال منير أديب الخبير في شئون الجماعات الإرهابية، إن حركة النهضة الإخوانية التوسنية تشهد سلسلة انشقاقات عديدة خلال الفترة الراهنة، خاصة بعد تصاعد حدة الغضب الشعبى من ممارسات الحركة الإخوانية وزعيمها راشد الغنوشى، رئيس البرلمان التونسى، والمطالبة بسحب الثقة منه.
وأضاف الخبير في شئون الجماعات الإرهابية، في تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أن حركة النهضة مثلها مثل جماعة الإخوان في مصر تتسم بالانفراد بالقرار والتطرف، حيث تم إقصاء كافة الشخصيات التي ترفض التطرف في تونس، من أجل استمرار الأفكار المتطرفة في النهضة.
وأوضح الخبير في شئون الجماعات الإرهابية، أن الطاعة العمياء والسمع، والانفراد بالقرار هي السمة الطاغية في حركة النهضة، وهو ما يدفع العديد من قيادات الحركة لتقديم استقالاتهم، مشيرا إلى أنه رغم وصول حركة النهضة إلى الحكم إلا أن أعداد المنشقين فيها في تزايد مستمر.