أكد الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، أن الوزارة ستفعل القوانين وتغلظ العقوبات على المخالفين بالتعدى أو التلويث لنهر النيل وفرعية وكافة المجارى المائية وتشجيع المشروعات الصغيرة فى إعادة تدوير المخلفات الزراعية للحفاظ على المجارى المائية والعمل بروح الجماعة لنشر الوعى المائى.
وطالب عبد العاطى، فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه الدكتور رجب عبد العظيم وكيل الوزارة، فى ختام البرنامج التدريبى، لقيادات منظمات مستخدمى المياه، على مشاركة كافة فئات المجتمع فى مواجهة خطر التلوث وتعميق معنى الإنتماء وتحويله إلى واقع عملى ملموس من خلال الحفاظ على شبكة الرى والصرف وكافة المجارى المائية وتنمية الشعور والإحساس بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة وحمايتها واعتبارها بمثابة ممتلكات خاصة .
كما أكد وزير الرى على ضرورة التفكير الخلاق من خارج الصندوق ومشاركة منظمات مستخدمى المياه وكافة الجهات المعنية بالشأن المائى فى البحث عن بدائل للحفاظ على حصتنا المائية المتواضعة وتشجيع طرق الرى الحديثة والمتطورة والمساهمة فى إدخال سلالات ومحاصيل زراعية متطورة تتواءم مع نوعية التربة وندرة المياه.
من جانبه، أكد المهندس أحمد عبد المنصف رئيس الإدارة المركزية للتوجيه المائى، أن البرنامج رفع درجة الوعى المائى لدى منظمات مستخدمى المياه بعد معرفة حقيقة الوضع المائى فى مصر وتبادل الخبرات والثقافات لدى ممثلى المنظمات على مستوى الأقاليم المختلفة بالجمهورية والوقوف على مجمل التحديات المائية، إضافة إلى الإضلاع على خبرات الدول الأجنبية والعربية ومدى تعاملها مع المياه وترشيد استخداماتها وحسن إدارتها، والمضى قدماً فى نشر الممارسات المميزة للروابط الناجحة فى مختلف المحافظات، والمبادرة بإعطاء الصفة القانونية لروابط مستخدمى المياه ومناقشته مع الروابط تمهيدا لعرضه على مجلس النواب.
وطالب المهندس أحمد على، بضرورة استحداث زراعات بديلة غير شرهة للمياه وإدخال تقنيات حديثة فى مجال الرى والزراعة فى ضوء الاستعانة بالمراكز البحثية فى مجال الإرشاد الزراعى والتوجيه والتوعية المائية وأهمية التنسيق مع كافة الجهات المعنية بالدولة وتضافر الجهود على مستوى الأفراد والجماعات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومختلف فئات المجتمع للقيام بدور إيجابى فى مواجهة التحديات المائية الحالية والمستقبلية، والاتفاق على رسائل توعية عامة وهادفة لجموع مستخدمى المياه، مع قيام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بدورها المنوطة به فى نشر التوعية بقضايا المياه وتوعية المواطنين بترشيدها والحفاظ عليها من الهدر والتلوث والتعديات، والعمل على استكمال جهود الوزارة فى مجال التعاون مع الجهات المعنية من خلال توقيع بروتوكولات منظمة لسير العمل.
من جانبه، أوضح المهندس محمد مختار المدير العام التنفيذى بالتوجيه المائى، بأن البرنامج التدريبى خرج بعدد من التوصيات تمثلت فى أهمية قيام قادة وممثلى روابط مستخدمى المياه بتوعية جموع المواطنين، من شباب ونساء وطلبة المدارس والجامعات بصفة عامة، والمزارعين والمنتفعين بصفة خاصة، بشأن المحافظة على المجارى المائية ومنشآت ومرافق الرى وترشيد استهلاك المياه ووضع حلول لمشاكل زراعات الأرز ومواجهة مخاطر التعديات والتلوث، مع وضع خطط متكاملة لرفع الوعى المائى وتحديد الأهداف والشركاء والأدوار والمسئوليات وتنمية قدرات الروابط من خلال أساليب علمية وتقنيات حديثة، والاستفادة من التجارب الناجحة التى تم الوقوف عليها، خاصة فى مجال تحسين البنية التحتية لشبكة المجارى المائية والمعاملات الزراعية ومواجهة التلوث والتوسع فى أعمال تطوير المساقى والمراوى، إضافة إلى تعزيز دور رجال الدين وقادة الرأى والمثقفين من مختلف فئات المجتمع.
وفى هذا السياق، أكد المهندس محمد صلاح الدين مدير إدارة التوجيه المائى بالقاهرة والجيزة بأن الممارسات المتميزة لروابط مستخدمى المياه أسفرت عن حزمة من النتائج المثمرة مفادها أن تكاتف جموع المنتفعين والمشاركة المجتمعية والعمل بروح الفريق فى الحفاظ على المجارى المائية يؤدى إلى تعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة وحسن إدارتها وتنميتها، كما أن التدريب والتوعية والندوات التى تقوم بها الوزارة لمنظمات مستخدمى المياه تعد بمثابة منهج وأسلوب حياه للروابط يعمل على استمراريتها وتشجيعها للعمل بشكل أكثر فاعلية وإيجابية.
كما أفاد المهندس محمود مصطفى مدير عام المكتب الفنى للتوجيه المائى بأن البرنامج التدريبى تناول استعراض العديد من التجارب المميزة على مستوى الروابط ومنها زراعة الأرز بالتكثيف فى نطاق رابطة ترعة " نكلا" بمركز المحمودية بالبحيرة، مما أدى إلى توفير أكثر من ألفى متر مكعب مياه للفدان الواحد وزيادة انتاجيته من 3 طن إلى5 طن فى المتوسط، وفى رابطة الرش الغربية بالنوبارية بالبحيرة تم حل كافة مشاكل نقص المياه ومواجهة التلوث والتعديات. وفى محافظة قنا قامت رابطة الشيخ عيسى بنشر الوعى بين جميع المنتفعين من خلال الندوات والخطب بهدف ترشيد استخدام المياه والحفاظ على نوعيتها، الأمر الذى أدى إلى زيادة انتاجية الفدان من قصب السكر وتقليل استهلاك المياه والحد من التعديات على المجارى المائية. وفى محافظة الفيوم ساهمت رابطة بحر تطون بمبلغ 25 ألف جنيه فى إنشاء محطة رفع لمياه الرى بالتعاون مع وزارة الرى، كما قامت بعمل تدبيش لجسور الترع المنهارة وإصلاح وترميم فتحات الرى.