- حولنا الخلاف والاختلاف إلى تنوع.. والقرارات يلتزم بها المعارض قبل المؤيد
- نحن مجموعة كبيرة من الشباب تصطف خلف الوطن
- التنسيقية مستقلة ولها أسلوب جديد فى الحياة السياسية
- قدمنا العديد من المبادرات لدعم الأطقم الطبية ومصابى كورونا
استضافت مؤسسة الأهرام، عددا من رموز شباب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بالتزامن مع الذكرى الثانية لانطلاقها، للتعرف على ظروف النشأة والأهداف التى وضعها الشباب المؤسسون لآليات عملها، وكيف يمكن تأمين تلك الغايات أمام سرعة التحولات التى يمر بها المجتمع والتحديات التى تطرح نفسها أمام هذا الكيان.
تتميز تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بخلاف كل التجارب الشبابية السابقة، بكونها باتت منصة سياسية تتميز بالاستقلالية وحرية الحركة وقائمة على الحفاظ على التعدد والتنوع السياسى والأيديولوجى بين مكوناتها الحزبية التى تصل إلى 27 حزبًا تمثل الطيف المؤثر داخل المشهد السياسي، وإثراء المجتمع والبيئة السياسية من خلال جعل التعددية آلية من آليات النهوض وحشد الطاقة لبلوغ أهداف محورها الأساسى الحفاظ على الوطن والدفاع عن قضاياه الداخلية والخارجية، وتحييد التداعيات السلبية لتلك التعددية وما تفرزه من انقسام سياسى واستقطاب ايديولوجى يؤثر على التجربة وتميزها واستمرارتها.
وجاءت الندوة كالآتى :
الأهرام: بعد مرور عامين على تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.. ماذا قدمتم للحياة السياسية..؟
مصعب أمين المتحدث الرسمى لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين:
حالة التأسيس الوطنى التى شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة صاحبها اهتمام من الدولة بالشباب، وهو ما هيأ البيئة لجعل أصواتهم مسموعة فى دوائر صنع القرار وزيادة المبادرات المتعلقة بهم سواء من الشباب أنفسهم أو المسئولين بالدولة، ومع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتنمية الحياة السياسية، كان لمبادرة التنسيقية نصيب من هذا الاهتمام، إلى أن أصبحت التنسيقية اليوم جزءًا من المجتمع السياسى تتبنى قضاياه فى كل مناسباتها ومشاركاتها.
وضمت التنسيقية منذ تأسيسها عددًا من الأحزاب من مختلف التوجهات السياسية، بالإضافة لشباب غير حزبيين، وعبرت بداخلها عن مكونات المجتمع المصري، وكان هدفها الأساسى من يومها الأول تنمية الحياة السياسية من خلال التنوع الايدولوجى الموجود داخل الشارع السياسى وأن تتسع لكل وجهات النظر، وكانت وسيلتنا لتحقيق هذا المسعي، محاولة نقل الأحزاب والممارسة السياسية بصورة عامة من حالة الاستقطاب التى تشهدها فى كل القضايا، إلى استثمار المساحات المشتركة بين مختلف التيارات السياسية خلف مشروع وطنى جامع، بصناعة التوافق بينهم، على اعتبار أن المصلحة العامة ركيزة أساسية للعمل العام والسياسى منه، وهى الحالة التى افتقدتها الأوساط السياسية كثيرا فى المراحل السابقة.
والحالة التى أحدثتها التنسيقية انعكست تداعياتها أيضا فى بناء تماسك بين مختلف قوى المجتمع تحديدًا على الصعيد السياسي، لمواجهة التحديات الكبرى التى يواجهها الوطن بهذه المرحلة الحساسة التى تتطلب اصطفافا وطنيا من الداخل.
كذلك آمنت التنسيقية ومثلت حلقة وصل بين مؤسسات الدولة المختلفة والأحزاب السياسية لترجمة هذا التوافق عمليًا فى تكامل بين كل الأطراف على مختلف الأصعدة من أجل إعلاء مصالح المجتمع ومواطنيه، والاستفادة من رؤى تلك الأحزاب فى قضايا مثل التنمية الاقتصادية ــ المجتمعية، التى تقع فى أولويات أجندة العمل الوطنى حاليًا، للحشد والتعبئة وراء تحقيقها.
كما أسهمت الأنشطة التى قامت بها التنسيقية على مدى العامين السابقين فى إضافة نخبة جديدة من الشباب للمجتمع السياسى أصحاب كفاءة سياسية ووعى وطني، يمكننا الاستشراف بهم أن تغدو الحياة السياسية مستقبلا أكثر تطورا بما لديهم من القدرة على العمل معًا. بالتزامن مع مساعى رفع الوعى لدى الشباب وتشجيعهم على المشاركة السياسية من خلال عقد الأنشطة التثقيفية وحملات التوعية بحقوقهم وواجباتهم. ويعد هذا المنحى الأخير أهم ما يميز تجربة التنسيقية من غيرها من المحاولات التى بذلت من قبل،إذ إنها لم تنكفئ على نفسها، بل حرصت على سلوك تفاعلها صحيا وحيويا مع مختلف فئات المجتمع وفى القضايا العامة.
وتنوعت الأدوار والأنشطة التى أسهمت بها التنسيقية تنمية الكوادر السياسية تحديدًا وإكسابهم الخبرات العملية فى جوانب عديدة، عبر زيادة قنوات الاتصال المفتوحة بين الشباب مع الدولة فى مختلف المستويات وتمثيلهم فى الحوارات المجتمعية والأوساط السياسية، ومشاركتها فى منتديات ومؤتمرات الشباب، وأيضا ورش العمل التى ننظمها لإعداد رؤى وأوراق سياسات عامة فى مختلف المجالات، وكذلك اللجان النوعية بالتنسيقية التى تتيح الفرصة للأعضاء فى الالتقاء بذوى الخبرة والاختصاص فى مختلف المجالات.
وسعت التأسيسية منذ يومها الأول ليكون لها تأثير جيد فى الحالة المصرية، والحياة السياسية بعدة إسهامات سواء تجاه المهتمين بالعمل الحزبى والسياسى من إتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن طاقاتهم واستثمارها الجيد، أو دعم وجود الأحزاب السياسية فى مختلف المناسبات وقضايا الوطن والمجتمع، أو كذلك ما أخذته على عاتقها من إحداث حيوية فى البيئة العامة من أجل حياة سياسية جديدة وما تستلزمه من مسئوليات فى سبيل تنميتها.
ومع اقتراب الذكرى الثانية للتنسيقية، كنا قد أجرينا وأنهينا الحوار المجتمعى حول الاستحقاقات الانتخابية لمجلسى النواب والشيوخ وبالإضافة للمجالس المحلية، والتى أتت فى واحدة من أهم القضايا التى تقع فى صلب الاهتمام المشترك بين كل الأطراف والتيارات السياسية، ونجاح التنسيقية فى الحفاظ على حالة الحوار التى بدأتها منذ عامين هو الذى شجعنا على الدعوة إليه، وكان من مبادئنا فيه إتاحة الحق والحرية لأى حزب أو شخصية فى طرح وجهة النظر دون مناقشة أو مراجعة له فيها، ولعل هذا كان أحد أسباب التنوع الذى كان موجودا فى المشاركين من مختلف التوجهات ما بين أقصى اليمين إلى أقصى اليسار؛ فتميزت التنسيقية بقدرتها على جمع هذه الألوان المتعددة من الطيف المصرى فى حوار مجتمعى استمرت أجندة أعماله قرابة الأربعة أشهر داخل التنسيقية وخارجها، ورأى الجميع فيه ثمرة هذا العمل المشترك معا على مدى العامين الماضيين، كما حرصت التنسيقية على تقديم مشروعات قوانين كثيرة لمجلس النواب، وكللت جهودها خلال العامين الماضيين بتعيين عدد من نواب المحافظين.
الأهرام: لا يعلم الكثير من الشباب كيفية الانضمام للتنسيقية..؟
أحمد مشعل: التنسيقة ليست منغلقة على نفسها أو منفتحة بالكامل فتفشل التجربة، الشروط معلنة على المنصة الإلكترونية للتنسيقية، وهى باختصار، إما عن طريق الانضمام إليها عبر المسار الحزبى الذى ينتمى إليه الشخص، وأن يكون كادرا مؤهلا يستطيع أن يمثل الحزب الذى ينتمى إليه، وإما أن يكون سياسيا مستقلا لديه دراسة ورؤية سياسية يستطيع تنفيذها على أرض الواقع.
الأهرام: ما الذى يضمن استمرار التنسيقية فى الحياة السياسية؟
ماجد طلعت عضو التنسيقية: هناك آليات عمل داخل التنسيقية تضمن لها استمرارية النجاح، إضافة إلى وجود وثيقة عمل منذ بداية المرحلة التأسيسية يوقعها كل شخص يلتحق بها ويلتزم بها، وهذه الوثيقة تضع المحددات الحاكمة والناظمةللعلاقات سواء ما بين الأعضاء أنفسهم أو بينهم ومن هياكل التنسيقية، وتنص على احترام الآخر، ووجود حالة من التوافق عند اتخاذ القرارات وإصدار البيانات، والالتزام بهذه الوثيقة هو الذى جعلنا مستمرين حتى الآن ويؤمن استمرار التنسيقية مستقبلاً، كما أننا حرصنا على دراسة كل التجارب السابقة وتلاشينا الأسباب التى أدت إلى عدم نجاحها.
ويؤكد عمرو درويش أن نجاح التجربة ناتج عن إصرار المؤسسين على إنجاح التنسيقية، إضافة إلى انضمام مجموعة من السياسيين والتزامهم بميثاق العمل داخلها، كما أن التنسيقية تسير بالدفع الذاتي، فأعضاؤها هم من يسيرون أعمالها وهم الذين يضعون القواعد وبرامج التدريب، وهم الذين يضعون مخرجات التنسيقية بنسبة 100 %.واستطعنا خلال الفترة القصيرة الماضية أن نرسخ لمفهوم جديد داخل العمل السياسى لم يكن موجودة من قبل، فاستطاعت هذه المجموعة من أصحاب الايدولوجيات السياسيةالمختلفة أن يتفقوا ويتوافقوا، على قواعد ثابتة تحافظ على الثوابت الوطنية والأمن القومى المصري، فبالرغم من التوافق والاختلاف، فان القرار الذى يتم اتخاذه يقف وراءه الجميع ويدافعون عنه، بوصفه المعبر عن التنسيقية.
الأهرام: كيف بدأت فكرة الحوار المجتمعى حول الاستحقاقات الانتخابية.. وما تقييمكم لهذا الحوار؟
عمرو درويش عضو التنسيقية: كنا حريصين على إجراء حوار مجتمعى مع كل الأحزاب والقيادات والكوادر السياسية البارزة، فقد كان من الممكن أن نعتمد على رؤية ممثلى الأحزاب داخل التنسيقية ولا نقوم بأى حوارات مع شخصيات من خارج التنسيقية، ولكنا حرصنا على إجراء هذه اللقاءات لإحداث حالة من الحراك داخل المشهد السياسي، وإثراء الحياة السياسية، وكان لهذه اللقاءات دور إيجابى ولاقى ترجيبا شديدا من الأحزاب.
وتقول الدكتور شيماء عبد الإله المتحدث الرسمى للتنسيقية: إننا حرصنا ألا يقتصر الحوار المجتمعى على ايدولوجية سياسية محددة أو أحزاب بعينها، وفتحنا المجال للجميع سواء المعارضة أو المؤيدة، واستمر الحوار لأكثر من أربعة أشهر، واللافت لنظر الأحزاب أن هناك شبابا يريدرن أن يستمع إليهم. وبدأ الحوار المجتمعى على ثلاث مراحل:
الأولى قامت فيه التنسيقية بزيارات لمقار 27 حزبًا سياسيًا، والتقت عددا كبيرا من رؤساء الأحزاب والإعلاميين، والمفكرين، والخبراء الدستوريين، وخبراء النظم السياسية، ورؤساء التحرير، والقيادات والكوادر السياسية البارزة ، لمعرفة آرائهم حول قوانين الانتخابات سواء مواعيد الانتخابات أو شكل القوائم والتوزيعات الجغرافية، وكنا نأخذ آراءهم تفصيليا دون أى إضافات. أما المرحلة الثانية فقد استقبلنا خلالها ممثلى الأحزاب السياسية الـ 27 بالإضافة الى 14 من شباب السياسيين فى دورة للحوار أكثر تفصيلا لرؤية كل حزب وكل شاب مشارك فى الحوار.
فيما كانت المرحلة الثالثة هى الأصعب، وهى مرحلة تجميع رؤى جميع الأحزاب، وإخراج تقرير دون إقصاء لرأى أى حزب، والتأكد من أن هذا التقرير متوافق مع الدستور والقانون، وبعد انتهاء صياغة التقرير، قمنا بتسليمه للدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب المصري، الذى أشاد بالتقرير.
الأهرام: كيف يمكن للتنسيقية أن تسهم فى تقوية الأحزاب فى مصر؟
أميرة العادلى عضو التنسيقية: من أهداف التنسيقية تنمية وتقوية الأحزاب السياسية، فالتنسيقية ليست بديلا للأحزاب، فدورنا فى التنسيقية ليس أننا ننسق بعضنا بعض ولكن أن نعمل على تقوية الحياة السياسية فى مصر.ونسعى فى التنسيقية لأن تكون ممارسة السياسة من خلال القنوات الشرعية للأحزاب، وهذا يتطلب أن تقوم الأحزاب بدورها وتعمل على تقوية نفسها من الداخل وتبحث عن مشاكلها الداخلية وتعمل على حلها، ولابد للأحزاب أن تعمل على جذب أكبر عدد من الشباب حتى يكون لها قاعدة شعبية كبيرة.
واستطاعت التنسيقية أن تفتح الباب لفكرة تحاور الأحزاب المختلفة مع بعضها، وأن يجلس المؤيد مع المعارض، وهذا لم يحدث فى السنوات الماضية، فكان المؤيد يأخذ موقفا من المعارض ويخونه ولا يريد التعامل معه، أما الأن وبعد تجربة التأسيسية فأصبح هناك قنوات تواصل بين الأحزاب ذات العقائد السياسية المختلفة، وبعد فترة ممكن أن نصل إلى مشهد سياسى مختلف، نستطيع خلاله أن تحل الأحزاب مشاكلها.
الأهرام: لماذا تحرص التنسيقية على نشر ثقافة العمل التطوعي..؟
أحمد مشعل: من الأشياء التى تسعى إليها التأسيسية منذ نشأتها ترسيخ ونشر ثقافة العمل التطوعي، خاصة فى ظل عزوف المواطنين عن العمل التطوعى بسبب انشغالهم فى أعمالهم وحياتهم اليومية ومسئولياتهم الاجتماعية، ونشر ثقافة العمل التطوعى سيسهم فى زيادة الانتماء لدى المواطنين، فالانتماء يزيد بالعطاء والارتباط، كما أنه سيسهم فى التفات الدولة والأجهزة التنفيذية إلى المشروعات الكبري، وزيادة معدلات التنمية.
الأهرام: ما تقييمكم لتجربة تولى شباب التنسيقية مناصب قيادية، خاصة منصب نائب المحافظ فى عدد من المحافظات..؟
أحمد مشعل: نثق فى قدرة النواب على إنجاح التجربة ونتمنى أن تستمر هذه التجربة فى فتح المجال لكل شباب مصر الراغب فى العمل السياسى وفق أطر معينة، ونثمن دور القيادة السياسية ومؤسسات الدولة فى فتح قنوات للتواصل مع الشباب حتى نستطيع أن نعبر عن أجيال ولا جيل واحد.
الأهرام: ما الدور الذى قامت به التنسيقية لمواجهة فيروس كورونا.. وكيف دعمتم الفرق الطبية..؟
أميرة صابر عضو التنسيق: أطلقت التنسيقية خلال الفترة الماضية عددا من المبادرات لدعم الفرق الطبية منها مبادرة البالطو الأبيض وكانت مبادرة استباقية فى شهر فبراير فى بداية الأزمة، وطرحنا خلالها على وزارة الصحة فتح باب التطوع لطلاب كليات الطب من السنة النهائية، وتلقينا مئات من طلبات الطلاب الراغبين فى التطوع، وقمنا بتسليم البيانات إلى وزارة الصحة واستعانت بهم الوزارة فى مساعدة مرضى العزل المنزلي.وأطلقنا مبادرة ثانية بعنوان «أبطالنا رموز العملة الوطنية» وهذه المبادرة هدفها تقديم الدعم النفسى للأطباء من خلال سك رموز على العملة لتخليد جهود الأطقم الطبية، وستظهر هذه العملة قريبا بالأسواق.
بينما أكد ماجد طلعت أن التنسيقية حرصت على إطلاق حملة «الوعى أمان» لدعم المراكز الطبية الحكومية بالمستلزمات الطبية التى يحتاجون إليها، ودعم المواطنين فى العزل المنزلى بالمستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، من خلال إطلاق أكبر شبكة من المتطوعين للقيام بالتوزيع والتوصيل المنزلى لبروتوكول العلاج المنصرف من الوزارة للمخالطين والمعزولين منزليا، وقمنا بالتواصل مع العديد من مديريات الصحة وتسليم جزء من المستلزمات الطبية.
وحرصت التنسيقية خلال هذه الجائحة على تنفيذ السياسة بمفهوم جديد، وتحولنا من سياسيين نقوم بالتنظير إلى أن أصبح دورنا مجتمعيا لحل مشاكل المواطنين وأصبحنا قادرين على إيجاد حلول واقعية للمواطنين.
وتقول الدكتورة شيماء عبد الإله إن التنسيقية نظمت حملات توعية فى بداية الجائحة وتحديداً فى شهر فبراير للتوعية من فيروس كورونا، وذهبنا إلى المواطنين وتكلمنا معهم على أهمية التباعد الاجتماعى وضرورة الالتزام بارتداء الكمامة كوقاية من تلك الجائحة، وكيفية التعامل مع الوباء حيث قامت التنسيقية بتنظيم الأماكن التى يتردد عليها المواطنين كالبريد والبنوك، وشرحنا لهم كيفية التعامل مع ماكينات الصرافة حتى لا يتم انتقال العدوى للمواطنون، كما قمنا بعدد من الحملات على وسائط التواصل الاجتماعي، وقمنا بتوزيع منشورات للتوعية من الفيروس بجميع المحافظات.
كما قدمت التنسيقية مبادرة تحدى الخير فى محاولة لدعم العمال غير المنتظمة التى لديها أزمة فى الحصول على المستلزمات الحياتية الأساسية، ووفرنا بعض السلع الغذائية لهم، وكان من الهدف الأساسى من كل هذه المبادرات، الاصطفاف خلف الوطن وألا يقتصر دورنا على العمل السياسى فقط وأن يمتد للعمل الاجتماعي، وأن يكون دورنا الأساسى الوقف مع الدولة وخدمة المواطنين والعمل على حل مشاكلهم.
الأهرام: كيف يتم اتخاذ القرارات وصناعة التوافق داخل التنسيقية فى ظل وجود اختلاف فكرى وعقائدى بين أعضائها مع الأحزاب خارجها؟
أميرة صابر: إننى أحسب على التيار اليسارى (حزب مصر الديمقراطى الاجتماعي)، من خلال قرأتى ومعرفتى للتاريخ السياسى المصرى أن الحياة السياسية كانت قائمة على التنافسية لإبعاد الآخر، أما نحن فى التنسيقية، فالتنافسية التى بيننا قائمة على إشراك الآخر، وعندما يدور أى نقاش بيننا نختلف مع بعض ولكن بمنتهى الاحترام والتقبل، والقرار الذى يتم اتخاذه يلتزم به الجميع ويقف خلفه المعارض قبل المؤيد، واستطعنا أن نصل إلى هذه الحالية لأننا أصبحنا أصدقاء ونتعامل مع بعض أننا عائلة واحدة وهدفنا الأساسى أن يكبر هذه الكيان، فنحن مجموعة من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعة وأعضاء مجلس النواب، ونواب للمحافظين.
فيما أكد عمرو درويش: استطعنا داخل التنسيقية أن نحول الخلاف والاختلاف من مصدر للتهديد إلى مصدر من مصادر التنوع وإثراء تجربتنا السياسية، فالاختلاف والخلاف يكون فى المناقشات الداخلية، ولكن عندما يصدر قرار يلتزم به الجميع ويعملون على إنجاحه، وما يحدث داخل التنسيقية فى حواراتها ومناقشاتها الداخلية، يُعد نموذجًا حقيقى يحتذى به، فبالرغم من الاختلاف الايدلوجي، إلى أننا استطعنا أن نرسم طريق متوافق عليها للاتفاق والانسجام السياسي.
فيما نوه ماجد طلعت: أن الحالة التى أوجدتها التنسيقية أثرت كثيرًا إيجابيًا على الحالة الحزبية الداخلية، فهى لا تعبر عن تيار معين، بقدر ما تعبر عن جميع التيارات والآراء ومحاولة خلق قواسم مشتركة بينها. وزاد من قوة وفاعلية التنسيقية الاهتمام ووجود التزام من داخل تلك الأحزاب بما يدور من نقاشات ومواقف داخل التنسيقية. فعلى سبيل المثال نحن داخل حزب الحرية المصري، الدكتور صلاح حسب الله رئيس الحزب دومًا ما يجلس معًا ليستمتع إلى ما دار من ناقش داخل التنسيقية حول قضية ما ويعرف آراء شباب الأحزاب الأخرى منها، ما يسهل عمليات التقارب والتقاء الآراء ما بين تلك الأحزاب حول تلك القضايا، فالدكتور صلاح بات داعم قوى لدور التنسيقية، لإيجاد حالة جديدة من الحيوية السياسية تثرى مجالاتها المتعددة، بوصفها تعبيرًا عن مرحلة جديدة بقيادات شبابية جديدة، ولديهم فكر جديد قادر على استيعاب التنوع وتقبل للآخر، وما يساعدنا فى تطوير آليات المرحلة القادمة.
وأكاد أزعم أن الحالة الإيجابية بين الشباب داخل التنسيقية، انتقلت بدورها إلى قيادات الأحزاب فى مناقشاتهم وتناولهم لقضايا الشأن الداخلى والخارجي، حيث كشفت لقاءاتهم عن شيوع روح وأجواء جديدة لم تكن موجودة من قبل، ما ساعد على الوصول لأرضية مشتركة مساندة للدولة وباعثة على إجماع وطنى حول القضايا المصيرية. ولذا ما تراه الآن يكشف أن التنسيقية أثرت بشكل إيجابى على الحالة الحزبية فى مصر، لكوننا مهدنا البيئة نحو وصول الأحزاب لحالة غير مسبوقة من التوافق إزاء العديد من القضايا.
الأهرام: هل الظروف التى تمر بها مصر بعد 30 يونيو من تغليب النظرة الجامعة للمصلحة العامة على مثيلتها العقائدية الضيقة..؟
ماجد طلعت: إصرار الرئيس السيسى على أهمية الاصطفاف الوطنى لمواجهة التحديات الوجودية التى تواجه الدولة والمجتمع، كان الدافع الحقيقى لفتح المجال السياسى مرة أخرى أمام ليس الأحزاب بفتح مجالات غير تقليدية أمامها للعمل السياسى بالإضافة لدورها السياسى الأصيل فحسب، وإنما الأهم أيضًا أمام قطاعات كبيرة من الشباب لم تجد من قبل الآلية المناسبة والقادرة على تجميع طاقاتهم فى خدمة البلد والتحديات التى يواجها المجتمع.
ولذا كانت البداية الجديدة المُعبرة عن هذا التوجه، عبرت عن نفسها فى إنشاء التنسيقية عام 2018 لبث روح جديدة داخل العمل السياسى بمفهومه الشامل الساعى لخدمة المجتمع. باستثناء عمليات الاندماج السياسى ما بين الأحزاب القائمة الآن داخل المشهد السياسي، فإن التنسيقية وضعت لنفسها أرضية مشتركة للعمل ما بين الشباب، غاياتها الأساسية الإعلاء من مصلحة الوطن عبر استجابة تقديم خلافة لمواجهة جميع التحديات التى تواجه المجتمع.
الأهرام: هل تنوى التنسيقية الدفع بمرشحين شباب لها بالاستحقاقات الانتخابية القادمة، بعد تمرير قانون مجلس النواب والشيوخ مؤخرًا داخل البرلمان..؟
عمرو درويش: أكدنا من قبل أننا فى التنسيقية لدينا آليات حاكمة للعمل الداخلي، فنحن نتناقش ونتحاور حول العديد من القضايا على أرضية المشاركة والتنوع ليس للإقصاء المادى للآراء المخالفة بينا. فنحن داخل التنسيقية لا نستطيع تجاهل المرجعيات والخلفيات العقائدية والسياسية القادمين منها،لكوننا ببساطة ننتمى إلى شريحة عريضة من الأحزاب المتعددة المشارب والتوجهات، ولكن ما أسهم فى نجاح تجربة التنسيقية قدرتها على تخليق حالة عامة التراضى والداخلى والفاعلية الخارجية، بما فيها موقفها المبدئى والمعلن من الانتخابات، والتأكيد على عدم نية مشاركة التنسيقية ككيان له هويته فى الانتخابات ينبع من نوعين من الأسباب:
أولاهما: أسباب شخصية متعلقة بالمنافسة السياسية وتغليب الذات على المصلحة العامة.
وثانيهما: أسباب إقصائية لكون الانتخابات فى النهاية قرار بمن يخوض التجربة ومن ليست لديه مؤهلات أو جدارة خوض هذا الصراع.
وهذا غير قائم لدينا فى التنسيقية، إذ لا توجد دوافع إقصاء بين شباب التنسيقية أو حتى دوافع شخصية، التى تولد دومًا ظاهرة الصراع بين مكوناتها، وهذا غير موجود مطلقًا لدينا فى التنسيقية. فمن ينظر إلى عمل التنسيقية خلال الفترة القصيرة الماضية لا يجد تراشق إعلامى أو سياسى ما بين مكوناتها وشبابها أو إقصاء لشخوص أو تيارات بعينها.
فنحن شباب التنسيقية سواء مستقلين أو حزبيين نعبر فى حركتها الداخلية والخارجية على التشارك والتوافق العام وليس البحث عن أسباب للصراع الشخصى أو الإقصاء. فمنذ اللحظة الأولى للانضمام إلى التنسيقية يوقع الشباب على ما يمكن توصيفه بميثاق العمل المُلزم للجميع، الذى يحكم آليات عمل التنسيقية سواء كان ميثاق شرف داخلى أو توجهنا نحو أحزابنا وبقية القوى الفاعلية فى المشهد السياسى الداخلي.
ولذا أكد مرة أخرى أن التنسيقية أعلنت ليس الآن، ولكن منذ فترة طويلة، حتى قبل مناقشة قوانين الانتخابات بمجلس النواب أنها لن يكون لديها أو باسمها مرشحين بتلك الانتخابات، أما قضية الترشح على قوائم ومظلة الأحزاب فتلك مسألة أخري، وهذا قرار رسمى متوفق عليه داخليًا.
الأهرام: المنصبة الإلكترونية التى أطلقتها التنسيقية، ما هى أهم الغايات التى تسعى إليها وسط هذا الزحام داخل الفضاء الالكتروني..؟
أحمد: ما يميزالمنصة،أنها منتج أو مجهود ذاتى من شباب التنسيقية دون عون أو خبرة خارجية، وهدفها الأساسى إيحاد حالة من التواصل والتفاعل الإيجابى ما بين التنسيقية من ناحية، والأحزاب السياسية من ناحية أخرى وبينهما الشارع السياسى والشباب الطامع للمعرفة السياسية والساعى للانخراط فى مجهود وطنى يخدم به مجتمعه وبلاده. ولذا فإن المنصة باتت بمثابة آلية من آليات إيصال صوت التنسيقية للسياسة والمجتمع بشكل أسرع وأكبر، وإحداث حالة من التفاعل الإيجابى متبادل.
وقد بدت تلك الحالة واضحة خلال الفترة الماضية، حينما سعت التنسيقية إلى المشاركة فى التفاعل السياسى حول العديد من القضايا كالتعديلات الدستورية والانتخابات، من خلال قدرتها على جمع المعلومات حول تلك القضايا وإيصالها بشكل سريع للشارع السياسى والمجتمع لإتاحة معرفة أكبر بتلك القضايا وإثراء النقاش العام بشأنها، من أجل الخروج بمواقف تتسم بالوعى السياسي.
ومن تلك المنصة، خرج الموقع الإلكترونى للتنسيقية، وتطبيقات التواصل مع أجهزة الهواتف الذكية، بالإضافة التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعية من أجل إيصال صوت وأخبار التنسيقية لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع، وتحديدًا الشباب الأكثر قدرة على التعامل مع تلك التطبيقات.
ومن يلقى نظرة على المنصة، يجد أن الموقع الإلكترونى ينقسم للعديد من المحتويات، فهناك الجزء المتعلق بالأخبار المتعلقة بالتنسيقية والمبادرات والتى تطرحها واتصالاتها مع الشخصيات الحزبية المجتمعية. وهناك جزء آخر مهم، المكتبة الإلكترونية التى تقدم خدمة معلوماتية وتحليلية فى العديد من القضايا التى تعنيبالشأن السياسى لتوسيع قاعدة المعرفية للمجتمع. وجزء ثالث عن مخرجات أعمال جميع لجان التنسيقية من أوراق سياسية وتحليلية. وجزء رابع عن استطلاعات الرأي، صحيح أن تلك الاستطلاعات ليست محكمة الدقة حسب المعايير السياسية بهذا السياق، ولكنا نحاول من خلالها عبر عينة عشوائية استطلاع الرأى العام حول العديد من القضايا، عبر التصويت الإلكترونى كما هو شائع فى أغلب المواقع الإخبارية على الإنترنت. والغاية منه جس نبض الشارع تجاه تلك القضايا، ثم نبدأ نحن فى المنصة تحليل توجهات الرأى العام إزاء تلك القضايا، لبلورة رأى التنسيقية فى تلك القضايا.
الأهرام: بعد النجاح الذى حققته التنسيقية، هل يمكن أن نرى التنسيقية فى شكل رسمى مؤسسى أو موحد سياسيًا..؟
عمرو: هناك غاية واحدة يلتف حولها شباب التنسيقية ومؤسسيه، العمل على إنجاح تلك التجربة التى خلقت حالة عامة غير مسبوقة داخل المشهد السياسي. ولذا فنحن معنيون بإزاحة أى معوقات أمام هذا النجاح، ومنها فكرة التوحد المؤسسى والقضاء على التنوع والتعددية التى تميز عمل التنسيقية، كآلية التقاء تشاورى حوارى ما بين 27 حزبًا سياسيًا لإعلاء مصلحة الوطن، ومن ثم القضاء على ما تتمتع به من مقومات فاعلية ونجاح قياسًا لتجارب أخرى سابقة، وتحديدًا كآلية اتصال وتواصل مهمة ما بين الشارع والسلطة التنفيذية.فتجربة بهذا الشكل من حيث الشخوص والغاية منها، أثبتت قدرا عاليا من النجاح والفاعلية السياسية يجب أن تستمر وتبقى بهذا الشكل ولا تتجاوزه لشكل آخر تحت أى مبررات أو ذرائع.
وفى النهاية وبغض النظر عما يشاع، فإن التنسيقية بمثابة كيان رسمى جامع لمجموعة شباب الأحزاب والسياسيين الذين يعملون تحت مظلتها.
أميرة العادلي: أضف لذلك أننا منذ البيان الأول قررنا أن تكون تجربنا بمثابة إثراء وتنمية للعمل السياسي، ولن يكون ذلك إلا بالحفاظ على التعددية والتنوع الحالى داخل التنسيقية، وأى محاولة للتوحيد والقضاء على تلك التعددية ستعنى حتمًا فشل تجرية التنسيقية، وتحويلها من منصة حوار قائمة على التنوع والاختلاف، ويشيد بها الجميع، إلى كيان واحد ذى عقائدية سياسية محدد بنظام داخلى لا يحق الخروج عليها، ومن ثم يحمل هذا التغيير بذور فناء وإنهاء تلك التجربة الفريدة. ويقضى على الفلسفة الحقيقية للتنسيقية، القائمة على إثراء وتنمية الحياة الحزبية والسياسية فى مصر.
وفى الختام وجه أحمد عامر رئيس الجلسة الشكر للحضور، على ما أسهموا به من إثراء النقاش.