مازالت قرية المنا صافور بمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية تشهد حالة استثنائية لاستمرار ظاهرة اشتعال النيران بعدد من منازل الأهالى بشكل غير مبرر، مما جعلهم يعتقدون أن الجان هو السبب فى تلك الحرائق.
الأهالى: النيران التهمت محتويات المنزل بالكامل
وقال السعيد عبد الله من أصحاب المنازل المحترقة بالقرية، إن منزله اشتعلت به النيران فجأة بالدور الأرضى، ولم نستطع إخماد الحريق إلا بعد أن أنهت على كل محتويات الطابق، وأن الحريق الذى شهده المنزل أمر غير عقلانى جعله يعتقد بما يتردد بأن الجان هو السبب فى تلك الحرائق، رغم أن هذا الاعتقاد لا يقبله عقل.
وأضاف عبد الله، أن الغريب فى تلك الحادثة أن الأهالى كلما سلطوا طفايات الحريق نحو النيران من منافذ المنزل ترتد البودرة مرة أخرى فى وجوههم، مما صعب عليهم إخماد الحريق، كما أنه كلما ردد الأهالى كلمة الله أكبر ينطفئ الحريق أيا كان حجمه، وفى اليوم الثانى اشتعلت النار بالطابق الثالث بنفس المنزل علما بأنه لا يحتوى على أى متعلقات تساعد على اشتعال النيران، سواء كهرباء أو الغاز أو حتى الأثاث، ورغم ذلك اشتعلت النيران أكثر من 3 مرات، وبعد إخمادها بالطابق الثالث اشتعلت بالطابق الثانى فى كرتونة تحتوى ملابس كان أصحاب المنزل يحملوها بأيديهم لإخراجها من المنزل واشتعلت النيران بها وهى بين أيديهم.
وطالب عبد الله الجهات المعنية بسرعة إيجاد حل فورى لإيقاف تلك الحرائق التى التهمت أكثر من 20 منزلا أنهت كل محتوياتهم كان من بينهم أكثر من 12 منزلا تم التهام كل محتوياتها.
استغلال مكبرات صوت 14 مسجدا لطرد الجان
وقال عادل عبد الفتاح الشهابى، إن سيارات الإطفاء كانت تصل الحرائق لتجد تنك المياه بها فارغا من المياه رغم تأكده من امتلائه قبل خروجه، وبعدها يعود سريعا ومعه بعض الأهالى لتعبئة المياه وعند وصولهم إلى صنبور المياه يجد تنك السيارة ممتلئا بالمياه.
وقال حسنى عطية شبانة أحد الأهالى، إن أهالى القرية استعانوا بمكبرات الصوت الخاصة بـ14 مسجدا بالقرية بتلاوة القرآن بشكل مستمر لطرد الجان الذى يشعل النيران بنازل الأهالى بالقرية، ويؤمهم 14 إماما وخطيبا فى الصلوات الخمس ويلقون الخطب الدينية عقب كل صلاة.
وأكد محمود العوضى، مدير مدارس السويدى الخاصة، أنه أثناء زيارة اللواء يعقوب إمام سكرتير عام محافظة الشرقية للقرية كلف وكيل وزارة الأوقاف باستمرار فتح مكبرات الصوت، بالإضافة لترديد الأذان لأكثر من 100 مرة منذ أذان المغرب وحتى صلاة الفجر يوميا.
وتحولت مساجد القرية لساحات من الذكر وتجمعات كبيرة من الأهالى، مما أدى إلى بث روح الطمأنينة فى قلوب الأهالى والذين انتابهم الخوف جراء اشتعال منازلهم بدون سبب يذكر.
من جانبه، قال إبراهيم فياض أحد الأهالى، إن أهالى القرية كانوا فى انتظار حضور النائب السابق علاء حسانين كما وعدهم اليوم الثلاثاء منذ الصباح ولكنه أخلف وعده، لاعتقادهم بأنه سينهى حالة الفزع التى تعيشها القرية منذ أيام.
محافظ الشرقية: حرائق قرية "المناصافور" بفعل فاعل وليس الجن
وفى المقابل، علق اللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، على أزمة اشتعال المنازل بقرية "مناصافور" التابعة لمركز ديرب نجم، دون سبب معلوم، قائلا اليوم، الثلاثاء: "إن السبب ربما يكون جنائيا، وخاصة أن البداية كانت فى أكتوبر الماضى بنشوب حريق فى منزل أحد المواطنين وكشفت التحقيقات أنه بفعل فاعل، وتجدد الأمر هذه الأيام، وأن من يقول إنه "مس جنى" لابد أن أتعامل معه على أساس ثقافته، خاصة أنهم لم يتهموا أحدا بالحريق، وأرسلت إليهم وفدا من الأزهر لتهدئة روعهم ووعظهم، وفى نفس الوقت بتاخد الشق الثانى هو التحقيق فى الأمر".
ورجح محافظ الشرقية فى تصريح خاص، أن الأمر ربما يكون وراءه البعض لمحاولة لإثارة البلبلة بين المواطنين، مضيفا أنه كلف اللواء يعقوب إمام، سكرتير عام المحافظة بالتوجة للقرية فى اليوم الأول والتواجد معهم وتشكيل لجنة لحصر تلفيات المنازل، وعاتب "سعيد" الإعلام بنشر بعض الأخبار غير دقيقة، التى تحمل الإثارة فى الأمر، وأن المسئولين قصروا تجاه الأهالى، مؤكدا أنه كمسئول "لن يقبل أن ينام ويوجد مواطن ينام فى الشارع خايف يدخل بيته".