حذر تقرير بحثى أمريكى من أن الولايات المتحدة تواجه مشكلة إرهاب متزايدة من المرجح أن تتفاقم خلال العام المقبل. وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أحد أبرز مراكز الأبحاث فى الولايات المتحدة، إنه بناء على بياناته الخاصة بالحوادث الإرهابية، فإن التهديد الأكبر يأتى على الأرجح من المتطرفين البيض وإن كان الأناركيون "دعاة الفوضى" والمتطرفون دينيا المتأثرين بداعش والقاعدة يمكن أن يمثلوا تهديدا أيضا، وعلى مدار باقى عام 2020، فإن التهديد الإرهابى فى الولايات المتحدة سيزداد على الأغلب باء على عدة عوامل منها انتخابات الرئاسة المقررة فى نوفمبر المقبل.
وأشار التقرير إلى أن السلطات الفيدرالية اعتقلت فى هذا الشهر ثلاثة أفراد على صلة مزعومة بحركة "بوجالو"، وهى حركة من المتطرفين الذين يعدون لحرب أهلية، وذلك للتآمر لإحداث العنف فى مدينة لاس فيجاس وامتلاكهم جهاز حارق بدائى. وبعد أقل من أسبوع، اعتقلت قوات تنفيذ القانون فى فرجينيا عضوا بجماعة "كو كلاكس كلان" المتطرفة لقيادة مركبة وسط المحتجين السلميين. وفى نفس الوقت، حث أعضاء فى جماعة أناركية ببروكلين أنصارها على شن تمرد ضد الحكومة. وتوجه المتطرفون من كافة الجوانب إلى منصات السوشيال ميديا للتضليل وترويج نظيرات المؤامرة والتحريض على العنف بعد الاحتجاجات التى جاءت ضد مقتل جورج فلويد، وأغلقت المنصات مثل تويتر وفيسبوك وتويتر وغيرها.
وأجرى المركز تحليلا لبيانات 893 مخططا وهجوما إرهابيا فى الولايات المتحدة بين يناير 1994 ومايو 2020. ووجد أن الإرهاب اليمينى المتطرف كان أكبر من أشكال الإرهاب الأخرى سواء من الشبكات اليسارية أو من المتأثرين بالقاعدة وداعش.
وكانت هجمات ومخططات اليمين تمثل أغلبية من كل الحوادث الإرهابية منذ عام 1994، وزادت إجمالى هجمات ومخططات اليمين المتطرف بشكل كبير خلال السنةوت الست الماضية. كما ارتكب المتطرفون اليمنيون ثلثى الهجمات والمخططات الإرهابية فى الولايات المتحدة فى عام 2019، وأكثر من 90% منذ يناير وحتى مايو.
كما وجد التقرير، أن الارهاب فى الولايات المتحدة سيزداد خلال العام لقادم بناء على عدة عوامل، أكثر أهمية الانتخابات الرئاسية، قبلها وبعدها، حيث يمكن أن يثير المتطرفون العنف وفقا لنتيجة الانتخابات. واستخدمت الشبكات اليمينية واليسارية المتشددة العنف ضد بعضهم البعض فى احتجاجات، مما يثير احتمالية تصعيد العنف خلال فترة الانتخابات.
ورجحت الدراسة أن تكون الانتخابات مصدرا مهما للغضب والاستقطاب. وما يزيد احتمالية حدوث الإرهاب أن بعض وليس كل المتطرفين اليمينيين يربطون أنفسهم بالرئيس ترامب، وقد يثيروا العنف قبل أو بعض الانتخابات. وقد سلطت وثائق وزارة العدل الأمريكية الضوء على أن بعض المتطرفين اليمينيين وصفوا أنفسهم بأنها محاربين من أجل ترامب، وربما يستخدموا العنف لو خسر الانتخابات، لأنهم يعتقدون بشىء خاطئ أن هناك تزويرا وأن انتخاب المرشح الديمقراطى جو بايدن سيقوض أهدافهم المتطرفة.
وفى المقابل، قد يلجأ بعض متطرفى اليسار إلى العنف لو أعيد انتخاب ترامب. وفى عام 2017، كتب أحد قادة اليسار المتطرف على فيس بوك يقول إن ترامب خائن ودمر الديمقراطية الأمريكية وحان الوقت لتدميرع وشركائه.