كشف مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لشركة فيس بوك، عن عدد من الإجراءات التى ستتخذها منصة فيس بوك لمواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة المضللة وكذلك ارتفاع خطاب الكراهية مع اقتراب الانتخابات الأمريكية 2020، حيث قال زوكربيرج، إن "فيس بوك" سيتخذ بعض الإجراءات لعدم تأثير جماعات بعينها على الانتخابات الأمريكية، إضافة إلى مكافحة خطاب الكراهية الذى انتشر بشكل ملحوظ على المنصة.
وقال زوكربيرج: "أنا متفائل بأننا سنتمكن من إحراز تقدم فى هذه التحديات، وأعتقد أننا سنكون قادرين على القيام بذلك مع الحفاظ على تقاليدنا الديمقراطية حول حرية التعبير والتصويت، وأنا ملتزم بالتأكد من أن "فيس بوك" قوة جيدة فى هذه الرحلة"، فيما تعد التغييرات التى تم الإعلان عنها هى أهم التغييرات التى تم إجراؤها على "فيس بوك" بعد أشهر من الإجراءات من الموظفين والمشرعين.
سياسة "فيس بوك" الجديدة
أوضح "فيس بوك" أنه سيقوم بإزالة كل المنشورات التى تحرض على العنف أو التى تحض على العنصرية بسبب الدين أو الجنس أو اللون، بالإضافة إلى المنشورات التى تحرض على الاعتداء الجنسى، أو المهاجرين، كما سيتم إزالة كل الأسئلة أو الإعلانات التى توجه الناخبين الأمريكيين أو تلك التى تستخدم شائعات ومعلومات مضللة ضد أحد المرشحين للتأثير على الناخبين، خاصة قبل الانتخابات الأمريكية بـ72 ساعة.
كما أوضحت الشركة أنها ستبدأ فى وضع علامات على المحتوى الإخبارى الذى ينتهك سياسات الشركة، أو جميع المنشورات والإعلانات المتعلقة بالتصويت، وتزوديها بروابط تنقل المستخدمين إلى معلومات موثوقة، حيث ستشمل هذه الإجراءات المنشورات الواردة من السياسيين، بحسب موقع TOI الهندى.
وأكدت متحدثة باسم "فيس بوك" أن السياسة الجديدة كانت ستعنى وضع رابط ينقل لمعلومات خاصة بالتصويت على منشور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الشهر الماضى حول بطاقات الاقتراع بالبريد، فيما كان موقع "تويتر" المنافس قد وضع ملصقًا للتحقق من صحة هذا المنشور، وقد أثار "فيس بوك" غضب الموظفين والمشرعين فى الأسابيع الأخيرة بسبب قراراته بعدم التصرف على المنشورات التحريضية من قبل الرئيس الأمريكى.
لا استثناءات للسياسيين
وقال الرئيس التنفيذى مارك زوكربيرج فى منشور على "فيس بوك": "لا توجد استثناءات للسياسيين فى أى من السياسات التى أعلن عنها هنا اليوم"، وقال زوكربيرج أيضًا أن فيس بوك سيحظر الإعلانات التى تدعى أن الأشخاص من المجموعات على أساس العرق أو الدين أو التوجه الجنسى أو حالة الهجرة تشكل تهديدًا للسلامة البدنية أو الصحة.
حملة أوقفوا الكراهية للربح
وتأتى التغييرات فى السياسة بسبب حملة مقاطعة إعلانية متزايدة، تسمى "أوقفوا الكراهية للربح"، والتى بدأتها العديد من منظمات الحقوق المدنية الأمريكية بعد وفاة جورج فلويد، للضغط على الشركة للعمل على خطاب الكراهية والمعلومات الخاطئة، وأوضح رشاد روبنسون، رئيس مجموعة "كولور أوف تشينج" للحقوق المدنية، وهى إحدى الجماعات التى تقف وراء حملة المقاطعة، إن خطاب زوكربيرج لم يكن قاصرا.
وقال روبنسون: "ما رأيناه فى خطاب اليوم من مارك زوكربيرج هو الفشل فى التعامل مع الأضرار التى سببها فيس بوك على ديمقراطيتنا وحقوقنا المدنية" وأضاف: "إذا كان هذا هو الرد الذى يقدمه لكبار المعلنين الذين يسحبون ملايين الدولارات من الشركة، فلا يمكننا الوثوق بقيادته".
شركات تقاطع فيس بوك
وقد أغلقت أسهم فيس بوك على انخفاض أكثر من 8٪ وانتهت تويتر على انخفاض بنسبة 7 ٪ يوم الجمعة بعدما أن أعلنت Unilever PLC أنها ستوقف إعلاناتها الأمريكية على فيس بوك وإنستجرام وتويتر لبقية العام، مشيرة إلى "الانقسام وخطاب الكراهية خلال هذه الانتخابات المستقطبة الفترة فى الولايات المتحدة ".
وقد وانضم إلى الحملة أكثر من 90 معلنًا، بما فى ذلك الشركة الأمريكية التابعة لشركة صناعة السيارات اليابانية Honda Motor Co Ltd، وUnilever’s Ben & Jerry's وVerizon Communications Inc وThe North Face، وهى وحدة تابعة لشركة VF Corp، وفقًا لقائمة مجموعة النشاط الإعلانى Sleeping Giants.
مطالب حملات المقاطعة بين "فيس بوك" و"تويتر"
وتطلب الحملة على وجه التحديد من الشركات عدم الإعلان على منصات فيس بوك فى يوليو، على الرغم من حث تويتر منذ فترة طويلة على إزالة الانتهاكات المزعومة والمعلومات الخاطئة على منصتها، وقالت سارة بيرسونيت، نائبة رئيس حلول Global Client Solutions فى تويتر: "لقد طورنا سياسات وقدرات منصة مصممة لحماية وخدمة المحادثة العامة، وكالعادة، نحن ملتزمون بتضخيم الأصوات من المجتمعات غير الممثلة والمجموعات المهمشة"، وأضافت: "نحن نحترم قرارات شركائنا وسنواصل العمل والتواصل معهم بشكل وثيق خلال هذه الفترة."
وفى بيان، أشارت متحدثة باسم فيس بوك إلى مراجعة الحقوق المدنية واستثماراتها فى الذكاء الاصطناعى التى تسمح لها بالعثور على خطاب الكراهية واتخاذ إجراء بشأنه، وقالت: "نعلم أن لدينا المزيد من العمل للقيام به"، مشيرة إلى أن فيس بوك سيواصل العمل مع مجموعات الحقوق المدنية، والتحالف العالمى لوسائل الإعلام المسؤولة، وخبراء آخرين لتطوير المزيد من الأدوات والتكنولوجيا والسياسات من أجل "مواصلة هذه المعركة".