فى يوم 18 يونيو الجارى، يرأس مستشار الدولة وزير الخارجية الصينى السيد وانغ يى المؤتمر الرفيع المستوى حول تعزيز التعاون الدولى لبناء «الحزام والطريق» عبر تقنية الفيديو كونفرانس، والذى تحت عنوان «تعزيز التعاون الدولى لبناء «الحزام والطريق» وتدعيم التضامن والتكاتف لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
حضر المؤتمر وزراء خارجية أو مسؤولون على المستوى الوزارى من 25 دولة بمن فيهم معالى وزير الخارجية المصرى السيد سامح شكرى، إلى جانب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائى السيد أخيم شتاينر. حيث أجرى المشاركون مناقشات حول سبل مكافحة فيروس كورونا المستجد واستئناف الحركة التنموية، الأمر الذى يرسم الخطط المستقبلية لبناء «الحزام والطريق» على خلفية تفشى الفيروس.
أكد فخامة الرئيس الصينى السيد شى جين بينغ فى رسالته الخطية الموجهة إلى المؤتمر، أن تفشى الفيروس أوضح لنا أن مصائر جميع الدول مرتبطة ارتباطا وثيقاً، والبشرية تعيش فى مجتمع ذى مستقبل مشترك، فيجب على البشرية أن تسلك طريق التضامن والتعاون والتعددية، سواء فى التصدى للفيروس أو فى استئناف الحركة التنموية. ومن جانبه، قال فخامة الرئيس المصرى السيد عبد الفتاح السيسى خلال مشاركته فى القمة الاستثنائية للتضامن الصينى الإفريقى ضد فيروس كورونا المستجد عبر تقنية الفيديو كونفرانس، إن القارة الإفريقية تعزم على مواصلة التعامل الفعال مع تداعيات انتشار الفيروس بالتعاون مع شريك دولى هام وجاد بحجم الصين فى إطار التضامن السياسى والسعى نحو تحقيق المكاسب المشتركة بين الجانبين، مشيداً بالنموذج الذى قدمه الجانب الصينى لاحتواء هذا الوباء، ومؤكداً أهمية تعظيم الاستفادة من الدروس المستخلصة من تجارب الدول التى قطعت شوطاً أطول فى النجاح فى محاصرة هذا الوباء ونقل تلك الخبرات لبناء قدرات الدول الأكثر احتياجاً لمساعدتها على تخطى الأزمة.
فى المرحلة الأولى من تفشى المرض فى الصين، قدم شركاء «الحزام والطريق» دعمًا قيماً للصين، كانت مصر من أوائل الدول التى قدمت يد العون للصين، وكانت الوزيرة هالة زايد أول وزيرة للصحة تزور الصين بعد تفشى المرض. وفى حين انشغال الصين وبذل قصارى جهدها للوقاية من وضع الوباء والسيطرة عليه، فإنها لا تزال تدعم البلدان بحيوية. حتى الآن، قدمت الصين المساعدات لمكافحة الوباء إلى 122 من شركاء الحزام والطريق وأرسلت فرق طبية إلى 25 دولة، وليس لديها تحفظات على مشاركة طرق الوقاية والرقابة والتشخيص وتجربة العلاج بشكل كامل مع الدول الأخرى. بعد تفشى المرض فى مصر، زودت الحكومة الصينية مصر بثلاث دفعات من مواد المساعدات الطبية، حيث زودت مصر بحوالى 180000 قناع N95، ومليون قناع طبى (كمامة)، و90000 مجموعة من الملابس الواقية الطبية، و80000 نسخة من كواشف الاختبار، و70000 زوج من القفازات و1000 مقياس حرارة ليصل إجمالى وزن مساعدات الصين إلى مصر بما يزيد عن 35 طن ليعكس بشكل واضح مدى قوة علاقة الأخوة بين الصين ومصر.
قال الرئيس شى جين بينغ إنه إذا كان يريد أن يستجيب للوباء أو يعيد الاقتصاد، فيجب أن نسلك طريق التضامن والتعاون، ويجب أن نتمسك بالتعددية. إن تعزيز الترابط والإصرار على الانفتاح والشمولية هما السبيل الوحيد للتعامل مع الأزمات العالمية وتحقيق التنمية على المدى الطويل، ويمكن أن يلعب بناء التعاون الدولى «الحزام والطريق» دورًا هامًا. وبصفته أكبر منصة تعاون دولى فى العالم، فكيف سيساعد «الحزام والطريق» المجتمع الدولى على مكافحة الأوبئة؟ قدم مستشار الدولة وزير الخارجية الصينى السيد وانغ يى أربعة اقتراحات: أولاً، يجب علينا تعزيز التعاون فى مجال الصحة العامة وتقديم مساهمات أكبر فى الحرب العالمية ضد الأوبئة. ثانياً، يجب علينا تعزيز الاتصال وتوفير ضمان قوى للانتعاش الاقتصادى لجميع البلدان. ثالثا، يجب علينا تنفيذ تعاون مبتكر لضخ دفعة جديدة فى النمو المستدام العالمى. رابعاً، يجب أن نرفع راية التعددية وأن ندافع عن مفهوم الانفتاح والتسامح ونؤيده.
وخلال الاجتماع، أعرب وزير الخارجية المصرى سامح شكرى عن ثقته أنه من المفيد تعزيز التعاون الدولى فى مكافحة الأوبئة من خلال منصة التعاون «الحزام والطريق». مصر دولة محورية مهمة على طول مبادرة «الحزام والطريق»، وبناء الحزام والطريق مرتبط برؤية مصر 2030 هو جزء مهم من التعاون بين الصين ومصر. واستنادا إلى البيانات التجارية فى الربع الأول من هذا العام، فإن الوباء له تأثير ضئيل على التعاون التجارى الصينى المصرى، حيث بلغ حجم الواردات والصادرات الثنائية من السلع 3.185 مليار دولار أمريكى، بزيادة 0.91٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، ولا تزال الصين أكبر شريك تجارى لمصر. إن المشاريع الكبرى التى أقامتها الصين ومصر بشكل مشترك، مثل مشروع منطقة الأعمال المركزية الجديدة للعاصمة الإدارية (CBD)، ومشروع سكة حديد فى العاشر من رمضان، ومشروع محطة العاصمة الجديدة، وبناء منطقة التعاون الاقتصادى والتجارى فى السويس، لا تتقدم بسلاسة فحسب، بل إنها قامت باستكشافات مفيدة للسيطرة والوقاية من الوباء. وحقق الغرض المزدوج لكل من الإنتاج والوقاية، وقدم مساهمات إيجابية فى التنمية الاقتصادية فى مصر وأمن سبل العيش خلال الوباء.
فى مواجهة المهمة المشتركة والعاجلة للتغلب على الوباء وتعافى الاقتصاد، ستواصل الصين تعزيز التواصل والتنسيق مع الشركاء فى «الحزام والطريق» بما فى ذلك مصر، والالتزام بطريق الوحدة والتعاون والمنفعة المتبادلة للجانبين، مع القيام بعمل جيد فى الوقاية من الوباء ومكافحته، مع التقليل من تأثير الوباء على التعاون الاقتصادى والتجارى الثنائى بين البلدين، مما يجعل «الحزام والطريق» طريقًا للتعاون والصحة والانتعاش والنمو، وخلق مستقبل أفضل للعالم.