قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن فوز صادق خان بعمودية لندن فى الانتخابات المحلية يجعله أقوى سياسى مسلم رفيع المستوى فى العالم الغربى، فمرشح حزب العمال ابن سائق الحافلة والخياطة سيرأس أكبر مدينة فى أوروبا الغربية، ويمثل 8.5 مليون شخص وسيكون مسئولا عن ميزانية سنوية تقدر بـ17 مليار جنية استرلينى.
ورصدت الصحيفة تحت عنوان "هذه لحظتنا: مسلمو توتينج يشيدون بانتصار خان" رد فعل مسلمى لندن الذين اعتبروا فوز المرشح المسلم، انعكاس لتعددية وتسامح لندن، فقالت عائشة "الولايات المتحدة كان لديها أوباما، وهذه لحظتنا، فمن الرائع أن لندن على وشك أن تحظى بأول عمدة مسلم فى تاريخها".
وأضافت عائشة أن نتائج الانتخابات انعكاس لـ "تعددية لندن الملحمية، فهذه مدينة تسامح وأفضل مدينة فى العالم لتكون مسلم بها، إنه لأمر فظيع أنه خلال الثمانية أعوام الماضية، كان لدينا عمدة لا يعكس بوتقة لندن المتعددة والرائعة والمتجانسة"، موضحة أن النتيجة لذلك كانت رفض حملة زاك جولدسميث العنصرية.
وينتمى خان إلى منطقة "تويتنج"، التى يشكل فيها المسلمون 20% من تعداد سكانها، بالمقارنة بتعدادهم الكامل الذى يبلغ 5% من تعداد البريطانيين.
ونقلت الصحيفة عن شجاع شافعى الأمين العام لمجلس مسلمى بريطانيا، قوله إن خان رمز لوحدة اللندنيين، فهو تحلى بالكرامة فى وجه الكراهية والتشكك حول خلفيته الدينية. فالتشويه أصبح شائعا للغاية بالنسبة للمسلمين والمنظمات الإسلامية، وأصبح سرطانا يفسد أجزاء من الطبقة السياسية والإعلامية، كما أصاب الحكومة.
ومن جانبه قال الإمام زاهر حسين إمام مسجد "المزمل" فى توتينج بعد صلاة الجمعة أمس إن انتخاب عمدة مسلم "أمر رائع فى العديد من النواحى، ولكنه يجب أن يمثل الجميع"، فالقضايا الطارئة التى يجب أن يتعامل معها خان متعلقة بالإسكان والنقل، على حد قوله، وهى وجهة النظر التى يتفق معها كثير من اللندنيين.
وأضاف حسين أن "صادق يأتى للصلاة هنا بانتظام، وأراه متواضع ومحترم وسهل وهادئ".
ورأت أيضا شمسة محمد أن انتخاب خان يعكس وحدة لندن "فبرغم كل شئ، الناس قالت عن طريق انتخاب خان إنها لديها ثقة فى أن يقوم مسلم بالعمل. ونحن جميعا معا فى هذا الشأن، ويمكننا تجاوز كافة المشكلات".
وأوضحت الصحيفة أن ليس كل المسلمين مع خان، فالبعض يراه "ليبرالى أكثر من اللازم"، مثل مالك محمد الذى يعمل فى شركة طيران، ولم يصوت فى الانتخابات لانشغاله، إذ يعتبر أن خان لا يلتزم بالقيم التقليدية للإسلام، حتى أنه دعم زواج المثليين"
وقالت فاطيما، التى رفضت أن تفصح عن اسمها بالكامل، إنها صوتت لجولدسميث "فأنا لا اتفق مع ما يمثله خان، أنا محافظة، والكثير من المسلمين الذين صوتوا له فعلوا ذلك فقط لأنه مسلم، وليس لما يؤمن به".