وزير التربية التونسى فى حواره لـ"انفراد": التعاون مع مصر فى التعليم ضعيف جدا ولا يرتقى للعلاقات التاريخية بين البلدين.. ناجى جلول: نعلم التلاميذ ثقافة العمل والتعايش.. وندرس الرقص والموسيقى

معظم زعماء الجهاد المتطرف خريجى هندسة ويجب تدريس الفلسفة بالكليات التقنية مواجهة مافيا الدروس الخصوصية بالتعليم الإلكترونى أكد ناجى جلول، وزير التربية التونسى، أن التعاون فى مجال التربية والتعليم بين مصر وتونس ضعيف جدا، مقترحا إمكانية تبادل الخبرات بعمل المعلمين المصريين بتدريس اللغة الإنجليزية بالمدارس التونسية وقيام المعلمين التوانسة بتدريس اللغة الفرنسية فى المدارس المصرية.

وأشار جلول فى حوار لـ"انفراد" أن أجر المعلم التونسى يوازى 400 دولار شهريا، بما يعادل 4000 جنيه مصرى، مؤكدا أن التعليم الإلكترونى سيكون حلا لمشكلة الدروس الخصوصية.

وطالب وزير التربية التونسى بتدريس الفلسفة فى كليات التقنية حتى لا يخرج منها إرهابيون.

وجدير بالذكر أن ناجى جلول، عمل أستاذا جامعيا للآثار الإسلامية ورئيس تحرير صحيفة معارضة فى عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، كما دخل معترك العمل السياسى منذ كان طالبا كناشط فى اليسار التونسى، وهو ينتمى إلى حزب نداء تونس، وقد التقيناه فى تونس وفى البداية سألناه..

*هل أنت راض عن التعاون بين مصر وتونس فى مجال التعليم؟ "التعاون مع مصر ضعيف جدا ولا يرتقى للعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، فأكبر ربة للفينيقيين سليلة لإيزيس وحضارة الفاطميين متصلة من المهدية إلى القاهرة ، ومصر وتونس رائدتان من رواد النهضة، ومصر بلد مميز جدا داخل العالم العربى، ونحن نحتاج مثلا إلى معلمين مصريين فى اللغة الإنجليزية، وبالمثل يمكن الاستعانة بخبراء اللغة الفرنسية التوانسة فى المدارس المصرية كما يمكننا التعاون معا فى قضايا تربوية وتعليمية وتبادل الآراء بشأن تطور العملية التعليمية ومستقبل المدرسة الكلاسيكية، فالعمل العربى المشترك لا يمكن أن يتم بمعزل عن القاهرة ودمشق". لماذا يثار الجدل حول ما تقوم به لتطوير المدارس التونسية؟ رؤيتى للمدرسة أنها مركز الحياة الثقافية والفنية والسياسية فى البلاد، ونحن لدينا مليون تلميذ فى الابتدائى ومليون فى مرحلتى الإعدادية والثانوية، وقمت بعمل إصلاحات فى المدرسة التونسية حيث ألغيت نظام الفرق ووجود مستويين فى نفس القسم، ورأيت أن المدرسة التونسية كئيبة، فلا يوجد رقص أو موسيقى أو نحت وكل ما يساعد على تكوين الإنسان، فقررت إدخال هذه الفنون إلى المدرسة. وأردت ربط المدرسة بالمجتمع فقمت بعقد اتفاق مع بعض المؤسسات الاقتصادية، بحيث يذهب التلاميذ إلى شركة ما يوما فى الشهر ليتعلم ثقافة العمل، وتغير مفهوم مهنة المستقبل فأصبح التلميذ يقول لا أريد أن أصبح طبيبا أو مهندسا بل صاحب مشغل".

- ألا ترى أن هناك إهمال لتطوير التعليم الفنى والصناعى؟ "لقد أهملنا التعليم الفنى لسنوات، بينما فى ألمانيا هناك 50% تعليم تقنى ومهنى وفى سويسرا أخبرنى زميل جامعى أنه كان الوحيد الحاصل على البكالوريا فى قريته. بينما نحن لم نعلم أبناءنا الصناعات اليدوية.

وعندما كنت أدرس فى فرنسا بمعهد اللوفر للآثار لاحظت أن زميلتى تصلح الكهرباء وحدها، بينما لدينا اختفت الصنعة وأصبحت كوتة تخريج آلاف الخريجين هى المسيطرة على سوق العمل، فهناك آلاف المهندسين ولا يوجد فلاح وأصبحنا نستورد يدا عاملة، ولذلك لا يجب حل مشاكل البطالة على حساب التربية والتعليم.

برأيك لماذا تفوق التعليم الخاص على التعليم الحكومى؟ "يجب تطوير المدارس الحكومية، وأنا مع دعم الدولة للتعليم الخاص، فالدولة مجبرة على تحصيل مقعد لكل من يتخرج من مرحلة البكالوريا ولدينا 15 جامعة حكومية و10 جامعات خاصة فى مختلف الولايات وهذا تشتت جغرافى، وفى بعض الأحيان يكون إساءة لقيمة الجامعات كجامعة ليس عليها إقبال. ويمكن القول إنه لدينا فى تونس 10% فقط تعليم خاص والباقى تعليم عمومى حكومى مجانى وهو ليس بالتعليم الجيد، وموارد الدولة لا تتحمل مخرجات تعليم جيد، وهناك تراجع للتعليم الجامعى والبحث العلمى ضعيف ليس فى تونس وحدها بل فى العالم العربى". -ما تقييمك لتجربة المدارس التونسية فى الخارج؟ "تجربة المدارس التونسية فى الخارج ناجحة ومميزة، وهى مدارس خاصة بناء على طلب المستثمرين، تقوم بتدريس المناهج التونسية وموجودة فى بعض الدول مثل إيطاليا والسعودية وساحل العاج. -هل قامت وزارة التربية بدورها فى مكافحة الإرهاب؟ "تونس تخوض حربا ضروسا على الإرهاب، ونجحنا فى إجبار داعش على الانحدار فى الشرق بملحمة بنقردان، ونحن شعب صغير العدد لكننا كبار فى مواجهتنا للإرهاب، وعلى جانب التعليم، ودوره فى مكافحة فالملاحظ أن أغلب زعماء الجهاد تخرجوا فى كليات التقنية مهندسين مثلا، وهذا راجع لغياب تدريس الفلسفة والتاريخ الفنى بتلك الكليات، ولذلك جامعة عريقة مثل هارفارد تدرس الفلسفة فى الكليات التقنية، أيضا يجب تدريس الحضارات فالطالب لا يعرف الفرق بين البوذية والهندوسية أو العهد القديم والجديد، ونحن فى المدرسة التونسية لم نعلم أبناءنا التعايش مع الآخر.

فى رأيك ما الحل العملى للقضاء على الدروس الخصوصية؟ "معضلة الدروس الخصوصية سيتم حلها قريبا، وسيعاقب كل من يخالف هذا الأمر ولكن من بين الحلول التى سيتم اعتمادها تدريجيا، إدخال منظومة التدريس الرقمى الإلكترونى، ضمن منظومة التعليم الكلاسيكى لتتحول المدرسة من تقليدية إلى مدرسة تفاعلية، وحاليا لدينا 60 ألف معلم ابتدائى و100 ألف معلم إعدادى وثانوى وأجر المعلم التونسى يوازى 400 دولار، ولكننا نعمل على رفع مكانة المعلم لأفضل من هذا وتطوير مدارس تكوين المعلمين".

-هل توافقتم على اختيار مرشح اليونسكو؟ "تونس تدعم المرشح العربى لمنظمة اليونسكو فنحن مع المجموعة العربية فى دعمها لمرشح ما".




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;