بدأت المعركة مبكرا بين دول العالم للحصول على عقار ريمديسفير الذى يساعد فى العلاج من فيروس كورونا المستجد، ويزداد السباق بين الدول الغنية على وجه الخصوص للحصول على أكبر قدر ممكن من جرعات العقار الذى يحد من فترة بقاء المرضى فى المستشفى.
فبعدما أعلنت الولايات المتحدة، استحواذها على أغلب الإمداد العالم من العقار، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن المفوضية الأوروبية تجرى محادثات مع شركة جلعاد ساينز الأمريكية للحصول على جرعات من العقار. وأجرت ستيلا كيرياكيدس، مفوضة الصحة بالاتحاد الأوروبى سلسلة من المفاوضات مع الشركة، منها ما يتعلق بقدرات الإنتاج، بحسب ما قالت بروكسل.
وأعلنت المفوضية أن كيرياكيدس أجرت مناقشات عديدة مع شركة جلعاد منها ما يتعلق بقدرات الإنتاج، كما أن المفوضية تجرى مفاوضات حاليا مع الشركة للحصول على جرعات من العقار للدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى. وعقار ريمديسفير هو مضاد للفيروسات، ويعتبر أحد الأدوية المحتملة لفيروس إيبولا، ويعتبر هذا الدواء العلامة التجارية الوحيدة التى حصلت على موافقة من المنظمين الأمريكيين لعلاج كوفيد 19.
ووجدت التجارب السريرية للدواء، الذى يتم إعطائه عن طريق الوريد، أنه يقلل مدة الإقامة فى المستفى لمرضى كوفيد 10 بهامش يبلغ حوالى أربعة أيام، و لكنه لا يؤثر بشكل كبير على الوفيات أو الفيروس فى الدم.
وقالت المفوضية إنها علمت بإعلان الولايات المتحدة تأمين إمدادا الريميدسفير، وأضافت أنها سارعت عملية الحصول على تفويض تسويق العقار، كجزء من التزام لتأمين إتاحة العلاجات التى ثبت فعاليتها لكوفيد 10 لمواطنى الاتحاد الأوروبى. ويأتى هذا مع استعداد المفوضية لاستثمار مليارات اليور لتأمين إمدادات أى لقاح محتمل لكورونا لدول الكتلة الأوروبية مقلما تفعل الولايات المتحدة والدول الغنية.
وتقول فاينانشيال تايمز، إن الإسراع للحصول على اللقاح أو الدواء قد آثار مخاوف حول الكيفية التى ستحصل عليها الدول الأفقر للدواء، على الرغم مع إصرار الاتحاد الأوروبى أنه سيقدمها لهم.
من ناحية أخرى، قالت وكالة الأدوية فى إسبانيا، إن لديها مخزون كاف من الدواء. وأكدت مديرة وكالة الأدوية الإسبانية (AEM)، ماريا خيسوس لاماس، أن إسبانيا لديها "مخزون" كافٍ من ريمديسفير الذى أظهر فعالية كبيرة فى علاج مصابين فيروس كورونا.
وأشارت لاماس، فى تصريحات لقناة "سير" الإسبانية، إلى أن الولايات المتحدة استحوذت عمليا على جميع ريدميسفير المتاح فى الأسواق، ولكننا لدينا كميات كافية منه لأننا نرى أنه الدواء الأنسب من البداية".
وأوضحت لاماس، أن المشتريات المتفق عليها من قبل ما زالت صالحة، كما أن المخزون الذى لدينا سيكون كافيا حتى الخريف لحين زيادة إنتاج الدواء مرة أخرى ، بعد سحب الولايات المتحدة الكمية من الأسواق، وبالتالى يمكننا أن نكفى حالات الإصابة مثل التى وقعت فى مارس أو أبريل الماضى، ولكن هذا غير متوقع لأن أعداد الاصابات انخفضت كثيرا فى الوقت الحالى، وهو ما يجعلنا نشعر بالاطمئنان".
بالاضافة إلى ذلك، أصافت لاماس :"نحن نعمل بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبى، وستكون هناك عملية شراء مركزية للاتحاد نفسه، ولم يكن مفاجئا ما حدث مع الولايات المتحدة، ولهذا فإن التكتل الأوروبى يعمل الآن على إنشاء مجموعة شراء متقدمة حتى لا تكرر الولايات المتحدة الامريكية فعلتها التى جرت مع ريدميسفير مرة آخرى مع أى لقاح يتم إنتاجه، فالصحة العامة لا تعرف الحدود، ولهذا فإننا جميعا قبلنا المشاركة العادلة كمبدأ".
وأوصت وكالة الأدوية الأوروبية فى آواخر يونيو، للمرة الأولى منذ بداية الوباء، بالسماح بالتسويق لهذا الدواء لعلاج كورونا، لدى البالغين والمراهقين الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاما والمصابين بالالتهاب الرئوى.
ويعتبر ريدميسفير، هو مضاد للفيروسات يبطئ إنتاج جزيئات الفيروس الجديدة، مما يجعل من الممكن أن تتطور العدوى الفيروسية بسرعة أقل، وفي بعض الحالات، يسهل على المرضى المصابين بأمراض خطيرة التعافي مبكرًا، وبالنظر إلى الطلب الكبير على هذا الدواء، ضاعفت شركة جلعاد إنتاجها بنسبة 40% وتتوقع تصنيع أكثر من مليوني جرعة بحلول نهاية العام.