أعلنت دولة الجزائر، أن "جمجمة" مواطن مصرى كانت ضمن رفاة 24 بطلا استعادتها الجزائر من فرنسا اليوم السبت ، استشهدوا خلال مقاومة الاحتلال الفرنسى للجزائر قبل 170 عاما.
وأشارت السلطات الجزائرية إلى أن "صاحب الجمجمة 5942، هو مصرى من محافظة دمياط وأن اسمه "موسى الدرقاوي".
وعبر نشطاء وسائل التواصل الاجتماعى عن فخرهم واعتزازهم بجميع الأبطال الذى سقطوا على يد المحتل الفرنسى قبل 170 عاما.
وشدد البعض منهم على أن هذا "يؤكد على رابطة الأخوة والدم بين المصريين والجزائريين"، فيما كشف آخرون ن تاريخ البطل المصري، مؤكدين أن الدرقاوى شكل جيشا من المقاومين فى مدينة الشعانبة قبل أن ينضم إلى الشيخ بوزيان، وأنه سقط فى أثناء مقاومة القوات الفرنسية فى مدينة الأغواط عام 1852.
وتوافد آلاف الجزائريين منذ صباح اليوم السبت، على قصر الثقافة "مفدى زكريا" بالجزائر العاصمة لإلقاء النظرة الأخيرة على رفات 24 من شهداء المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسى الذين استعادتهم الجزائر أمس بعد احتجازهم فى فرنسا لأكثر من 170 عاما.
ولم يمنع الطقس الحار الذى ساد العاصمة اليوم، الجزائريين من الاصطفاف فى طابور امتد لأكثر من كيلومتر خارج أبواب قصر الثقافة للدخول لإلقاء النظرة الأخيرة والترحم على أرواح الشهداء، وقد أسهم كون اليوم عطلة أسبوعية فى ازدياد الأعداد.
واتخذت وزارة الثقافة الجزائرية تدابير احترازية فى ظل انتشار فيروس كورونا، حيث خضع كل شخص إلى قياس درجة الحرارة والتعقيم قبل الدخول إلى قصر "مفدى زكريا".
وحرصت الأسر الجزائرية على اصطحاب أطفالها وهم يحملون الورود لوضعها على نعوش الشهداء التى تم وضعها فى بهو قصر الثقافة، يلفها العلم الجزائري، ويحرسها جنود من الجيش.
وقال المواطن الجزائرى سعيد بوقرة (42 عاما) لوكالة أنباء الشرق الأوسط "اصطحبت أطفالى لتوديع الشهداء، وقد حرصت على حضورهم ليعرفوا تاريخ بلادهم".
وأضاف "علمت أن هناك شهيدا مصريا بين الشهداء العائدين، وقد حارب إلى جانب المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي، مصر والجزائر بلد واحد ونحن لا ننسى وقوف مصر إلى جانب الجزائر فى الثورة التحريرية".
وتابع قائلا "كما امتزجت الدماء الجزائرية والمصرية سويا فى القتال فى حرب أكتوبر، نحن إخوة".
وقال الحاج سعيد زيانى (79 عاما) وهو يستند إلى عصاه بينما تتساقط الدموع من عينيه "شاركت فى الثورة المجيدة، ورأيت فظائع الاحتلال الفرنسى بعيني، واليوم نصر جديد للثورة الجزائرية".
وأضاف "ربى يرحم الشهداء، والأمر يحتاج للمزيد من الجهد للتوصل إلى مصير آلاف الشهداء المجهولين".
أما عبد المجيد زيتونى (52 عاما) فقال بعد أن أدى التحية العسكرية أمام نعوش الشهداء "جدى من شهداء الثورة، ولا نعرف قبره حتى الآن، وأشعر بالفخر اليوم بعد عودة تلك الجثامين والرفات إلى أرض الوطن".
وأضاف زيتونى "الرئيس عبد المجيد تبون وعد بأنه سيقوم باسترجاع رفات الشهداء من فرنسا، وهو ما فشل فيه كل من سبقوه، إلا أنه نجح ونشكره على تحقيق هذا الإنجاز".
أما ريم سعيدى (30 عاما) فقد حرصت على اصطحاب طفليها معها قائلة "غدا نحتفل بالذكرى الـ58 لعيد الاستقلال، ورأيت أن أنسب طريقة لترسيخ معنى هذا العيد فى نفوس أطفالى هو اصطحابهم لإلقاء النظرة الأخيرة على الشهداء اليوم".
وتضيف "إنها فرصة لنحكى لأطفالنا عن أمجاد أجدادهم الذين أبهروا العالم بثورتهم التى طردت الاحتلال الذى دام 132 عاما".
ومن المقرر أن توارى رفات الشهداء الـ24 غدا الأحد الثرى بمربع الشهداء بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة، فى جنازة رسمية بحضور كبار مسؤولى الدولة الجزائرية.
وكان الرئيس عبد المجيد تبون أمس على رأس مستقبلى تلك الرفات بمطار هوارى بومدين الدولى بالجزائر العاصمة، حيث أقلتهم طائرة عسكرية جزائرية من فرنسا، وجرت لهم مراسم استقبال جنائزية مهيبة.
ومن بين هؤلاء الشهداء الـ24 شهيد مصرى ولد بالقرب من مدينة دمياط واستشهد فى الجزائر عام 1849 وأمر الضابط الفرنسى "هيربيون" بقطع رأسه حيث نقلت بعد ذلك إلى فرنسا، حيث تم حفظها فى متحف الإنسان بباريس، وعلى مدار أكثر من 170 عاما حملت جمجمة الدرقاوى رقم 5942 إلى أن عادت إلى الجزائر أمس.
وأكد الرئيس يوم الخميس الماضى أن تلك هى الخطوة الأولى وأن الدولة عازمة على إتمام هذه العملية حتى يلتئم شمل جميع شهداء الجزائر فوق أرضهم.
وأشار فريق ثالث، إلى أن الدرقاوى "معلم وداعية مصرى شارك فى المقاومة الجزائرية ضد فرنسا".
وأعلن الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، أن بلاده تسلمت الخميس الماضى من فرنسا رفات 24 من "شهداء قادة المقاومة الشعبية الجزائرية الذين قتلوا فى معارك ضد الاحتلال الفرنسى خلال القرن الـ19".