على مقربة من كوبرى أسوان المعلق، يجلس "عيسى أحمد على" وأفراد أسرته وجيرانهم، على ضفاف نهر النيل يواصلون الليل بالنهار وينتظرون جثة نجلهم الشاب "عبد الرحمن عيسى أحمد" تطفو على سطح الماء، بعد أن غرق فى مياه النيل خلال احتفالات شم النسيم يوم الاثنين الماضى، ولم يجدوا من يساعدهم فى مصيبتهم.
والد الشاب "عبد الرحمن عيسى أحمد" تحدث لـ"انفراد" عن مآساتهم حول اختفاء جثة ابنهم الغريق خلال احتفالات شم النسيم، قائلاً "ابنى يبلغ من العمر 20 عاماً ويعد الأكبر سناً بين إخوته الاثنين ولد وبنت، ويدرس فى معهد التمريض بأسوان".
وأضاف والد الشاب الغريق، أنه رجل فقير يعمل باليومية فى القاهرة وعندما سمع بخبر غرق نجله ترك عمله وأسرع لاستقلال قطار واتجه مسرعاً لأسوان، وأنه ظل وأسرته يبيتون على شاطئ نهر النيل 6 أيام متواصلة للبحث عن ابنهم الغريق، بعد أن تخلت عنهم فرق الإنقاذ وشرطة المسطحات- على حد قولهم- ولم يبحثوا عنه إلا فى بادئ الأمر فقط.
وحول تفاصيل الغرق، أوضح أحمد سيد، أحد أصدقاء الشاب الغريق، أنهم نزلوا للسباحة فى مياه النيل بالقرب من كوبرى أسوان المعلق، خلال احتفالات شم النسيم وبرفقتهم شاب آخر يدعى "أحمد إبراهيم"، مشيراً إلى أنهم يجيدون السباحة جيداً وظلوا يواصلون السباحة فى مياه النيل حتى تسبب مرور إحدى البواخر النيلية فى صناعة تيار وأمواج على سطح المياه.
وتابع أحمد السيد، حديثه قائلاً: "عانينا من تيار الباخرة المفاجئ، وأرهقنا جميعاً أثناء السباحة، وفى لحظة كنت أنظر فيها إلى صديقى عبد الرحمن وكان يشير بيده إلى صديقنا الثالث أحمد إبراهيم، لأذهب وأنقذه من الغرق فى بادئ الأمر، وبينما أنا أنقذ صديقنا أحمد إبراهيم، لاحظت صديقنا عبد الرحمن وهو يغرق ويختفى تحت الماء".
وأشار أحمد سيد، صديق الشاب الغريق، إلى أنه كان فى حيرة من الموقف، وأسرع إلى أفراد كمين الشرطة القريب من الطريق، وعلى الفور أخطروا فرق الإنقاذ النهرى وأبلغوا عن حالة الغرق بالقرب من كوبرى أسوان المعلق، وحرروا محضراً بالواقعة، إلا أن فرق الإنقاذ النهرى لم تصل إلى موقع البلاغ إلا بعدها بساعتين، ولم تواصل البحث سوى فى بادئ الأمر فقط.
وناشد والد الشاب الغريق، اللواء عمر ناصر، مدير أمن أسوان، بالتدخل لقيام فرق الإنقاذ النهرى وشرطة المسطحات بالبحث عن نجله الغريق فى مياه النيل منذ 6 أيام مضت، بعد أن جلس أفراد أسرته وحدهم على ضفاف النيل، يواصلون الليل بالنهار حتى تظهر جثة نجلهم.
ولفت إلى أن هذه المنطقة القريبة من كوبرى أسوان المعلق، تقع فيها حوادث غرق سنوياً خلال احتفالات شم النسيم، وكان من المفترض تخصيص لانش نهرى ومنقذ، يكونان قريبين من هذا الموقع لإنقاذ الغرقى.