سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 6 يوليو 1969.. «الرفاعى» يشرح لمجموعة «39 قتال» خطة عملية «لسان التمساح الثانية» على «تختة رمل»

تحركت مجموعات ضباط وجنود من القاهرة إلى مكتب المخابرات الحربية فى الإسماعيلية يوم 5 يوليو 1969، وفى الساعة الرابعة بعد الظهر اجتمع المقدم إبراهيم الرفاعى قائد «المجموعة 39 قتال» بقادة هذه المجموعات، ليناقش معهم آخر الاستعدادات لتنفيذ عملية ضد العدو الإسرائيلى وهى «الإغارة على موقع لسان التمساح» وفقا لما يذكره محمد الشافعى فى كتابه «حكاية المجموعة 39 قتال». كانت «لسان التمساح» هى النقطة التى استشهد فيها الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، أثناء تفقده موقع «شرق الإسماعيلية» يوم 9 مارس 1969 ليرصد بنفسه آثار القذف المصرى على خط بارليف، وحسب الباحثة إنجى محمد جنيدى فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967 – 1970»: «قررت القوات المسلحة المصرية الانتقام، فتم قصف مدفعى شديد يوم التاسع من مارس 1969، كما نفذت أعمالا خاصة للثأر، حيث تم التخطيط لعملية ضد نقطة لسان التمساح، وهى نفس النقطة التى أصيب فيها رياض»، وتمت هذه العملية يوم 19 إبريل 1969 بقيادة «الرفاعى» وكبدت الجيش الإسرائيلى خسائر فادحة بلغت حسب «الشافعى»، تدمير مخازن الذخيرة وعربة نصف جنزير وإعطاب دبابتين وقتل كل جنود العدو فى الموقع وعددهم لا يقل عن أربعين فى مقابل إصابتين خفيفتين للنقيب محيى نوح والمساعد أول «الجيزى». قامت إسرائيل بعمل تحصينات جديدة فى نقطة «لسان التمساح» بعد «عملية 19 إبريل» واعتدت على إحدى نقاط حرس الحدود المصرية مما أدى إلى استشهاد جنودها، وحسب الشافعى: «قرر الرفاعى إعادة الإغارة على موقع لسان التمساح مرة أخرى لمعرفة التحصينات الجديدة وثأرا لجنود حرس الحدود، فعمل على إضافة ضباط ومقاتلين جدد إلى المجموعة التى قامت بالهجوم على الموقع فى المرة الأولى، وتحدد يوم 7 يوليو 1969 موعدا للهجوم الجديد». يؤكد الشافعى: «لأن الموقع أصبح أكثر صعوبة ازدادت تدريبات الأبطال قسوة وصعوبة أيضا، واستمر التدريب عشرة أيام صباحا ومساء، وطوال فترة التدريب لم يعرف أى فرد فى المجموعة مكان وزمان العملية الجديدة ضمانا للسرية الكاملة، وبدأ التدريب يوم 25 يونيو 1969 وانتهى يوم 4 يوليو».. يذكر الشافعى، أن الرفاعى أعطى أوامره لقادة المجموعات بتجهيز كل ما يلزم العملية وهى: «قوارب وأسلحة وذخيرة ومتفجرات، وقواذف مضادة للدبابات، والألغام المضادة للدبابات، وطلقات الإشارة، والكشافات وأجهزة اللاسلكى، وأصبح كل فرد على يقين بأنه مقبل على عملية كبيرة جدا، خاصة بعد إضافة العربات والدبابات البرمائية، وفجأة أخبر مدير المخابرات الحربية، الرفاعى بأنه تقرر عدم مشاركة العربات والدبابات البرمائية خشية أن تقع فى يد العدو، فيستخدمها إعلاميا بشكل يؤثر على معنويات قواتنا بعد أن ارتفعت جدا لنجاح العمليات الفدائية المتتالية ضده، وعنى القرار أن أبطال المجموعة «39 قتال» سيعتمدون على أنفسهم فى تنفيذ هذه العملية الصعبة». تحركت المجموعة من القاهرة إلى مكتب المخابرات الحربية بالإسماعيلية يوم 5 يوليو 1969، ووفقا للشافعى: «فى الرابعة بعد الظهر اجتمع الرفاعى بقادة المجموعات ومجموعة ضباط الصف، وبعد حوار قصيرعن العملية اتجه الجميع إلى مبنى إرشاد قناة السويس المواجه لموقع لسان التمساح، ومن على سطح المبنى تم تحديد الأهداف وتأكيد المهام لكل قائد مجموعة». يضيف «الشافعى»: «فى صباح السادس من يوليو، مثل هذا اليوم 1969 أعد الرفاعى «تختة رمل» أى نموذج رمل على موقع لسان التمساح، وقام قائد كل مجموعة بشرح مهمته ومهمة كل فرد فى مجموعته، وطلب من الجميع أن يكونوا على مستوى المسؤولية، وتم تقسيم المجموعات إلى: «مجموعة القيادة» وفيها إبراهيم الرفاعى ومعه الرائد عالى نصر و«مجموعة الهجوم على الدشمة رقم واحد» بقيادة الرائد رجائى عطية ومعه عشرة مقاتلين منهم 2 قاذف، و«مجموعة الهجوم على الدشمة 2 بقيادة النقيب محيى نوح ومعه عشرة مقاتلين منهم 2 قاذف، و«مجموعة الهجوم على الدشمة 3» بقيادة الملازم أول وئام سالم ومعه الملازم أول محمد بكرى وعشرة مقاتلين منهم 2 قاذف، و«مجموعة الهجوم على الدشمة رقم 4 بقيادة النقيب حنفى معوض ومعه الملازم أول محمد الجبالى، وعشرة مقاتلين منهم 2 قاذف، و«مجموعة قطع الطريق بقيادة الملازم أول محسن طه ومعه عشرة مقاتلين منهم 2 قاذف، وذلك لزرع عشرة ألغام لقطع الطريق أمام دبابات العدو». فماذا حدث فى اليوم التالى «7 يوليو»؟



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;