انتفاضة يتزعمها كتاب العالم العربى والخليجى فى وجه النظام التركى، خرجت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وصفحات الجرائد ومقالات الرأى والأعمدة، عقب أيام قليلة من توقيع الرئيس رجب طيب أردوغان مرسوم يقتضى إعادة متحف آيا صوفيا إلى مسجد وفتحه للصلاة متجاهلا بذلك تحذيرات دولية من تغيير وضع المعلم الأثري الذي يرجع تاريخه إلى 1500 عام والذي له قيمة كبيرة لدى المسيحيين والمسلمين.
وجائت أبرز ردود الأفعال الرسميةعلى لسان وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية نورة الكعبى، والتى رأت أن أى تغيير فى آيا صوفيا سيضر بالقيمة الثقافية، وكتبت فى تغريدة على حسابها الرسمى عبر تويتر "آيا صوفيا" معلم تاريخي عمره آلاف السنين.. تغيير واقعه عبر إدخال تعديلات تمس جوهره الإنساني، يضر بالقيمة الثقافية لهذا الرمز الإنساني الذي كان دوماً أيقونة للحوار والتفاعل بين الحضارات والثقافات..
أضافت الوزيرة الإماراتية، أن "التراث الثقافي قيمة عالمية إنسانية وإرث بشري لجميع الشعوب والثقافات والحضارات.. مسؤوليتنا صونه و ضمان الحفاظ عليه للأجيال القادمة.. ليبقى شاهداً على تعايش الشعوب والأديان وتسامحها".
التراث الثقافي قيمة عالمية إنسانية وإرث بشري لجميع الشعوب والثقافات والحضارات.. مسؤوليتنا صونه و ضمان الحفاظ عليه للأجيال القادمة.. ليبقى شاهداً على تعايش الشعوب والأديان وتسامحها.
— نورة الكعبي (@NouraAlKaabi) July 11, 2020
من جانبه انتقد المفكر والروائى السعودى تركى الحمد، قرار النظام التركى، ورأى أنه قرار سياسى، معتبرا أنه بداية لسقوط النظام قائلا "رفع راية الدين هو الورقة السياسية الأخيرة للغارق في مشكلات أعياه إيجاد حلول عملية اخرى، وهو مؤشر على بداية غسق النظام".
آيا صوفيا،كنيسة رومانية شيدت في القرن الثالث،ثم تحولت إلى مسجد في القرن الخامس عشر مع دخول محمد الفاتح للقسطنطينية،ثم إلى متحف عام 1934،مع مصطفى كمال.اليوم يلمح أردوغان إلى النية في جعلها مسجدا،في لعبة سياسية مكشوفة لكسب الداخل التركي، حين بدأت أوراقه السياسية الأخرى في التساقط..
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) July 10, 2020
وكتب على حسابه على تويتر:"آيا صوفيا، كنيسة رومانية شيدت في القرن الثالث، ثم تحولت إلى مسجد في القرن الخامس عشر مع دخول محمد الفاتح للقسطنطينية، ثم إلى متحف عام 1934،مع مصطفى كمال.. اليوم يلمح أردوغان إلى النية في جعلها مسجدا في لعبة سياسية مكشوفة لكسب الداخل التركي، حين بدأت أوراقه السياسية الأخرى في التساقط".
كما قال الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله: "شرذمة من غلاة القوم ومن تبع المصاب بجنون العظمة اردوغان هم فقط الفرحين والمهللين لتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد".
شرذمة من غلاة القوم ومن تبع المصاب بجنون العظمة اردوغان هم فقط الفرحين والمهللين لتحويل متحف #آيا_صوفيا إلى مسجد. pic.twitter.com/hilfpDotzA
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) July 10, 2020
وقارن الأكاديمى الإماراتى بين القرار وقرار الامارات فى السابق بالعراق، قائلا: "شتان بين قرار الإمارات إعادة بناء الجامع النوري بالموصل الذي قام بهدمه غلاة الأمة بتكلفة 50 مليون $ للحفاظ على معلم تاريخي إسلامي وقرار اردوغان بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد.. الأول فعل خير خالص لوجه الله والثاني لعبة سياسية مكشوفة يعرض اردوغان نفسه فيها بطلًا يحمي مقدسات إسلامية".
شتان بين قرار الإمارات إعادة بناء الجامع النوري بالموصل الذي قام بهدمه غلاة الأمة بتكلفة 50 مليون $ للحفاظ على معلم تاريخي إسلامي وقرار اردغان تحويل متحف #آيا_صوفيا إلى مسجد. الأول فعل خير خالص لوجه الله والثاني لعبة سياسية مكشوفة يعرض اردوغان نفسه فيها بطلًا يحمي مقدسات إسلامية pic.twitter.com/YrMmNLTHgB
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) July 12, 2020
وكتب الكاتب الاماراتى عبد الغفار حسين "قرار السيد أوردوغان بتحول متحف أيا صوفيا إلى مسجد ، قرار يتسم بالتعنت والمكابرة والاعتقاد بان هذا القرار فيه منفعة للمسلمين هو إعتقاد ساذج"
بدورها خاطبت الكاتبة السعودية وفاء الرشيد، أردوغان قائلة: فتحت عليك النار وعداء مسيحيي العالم جميعاً، وقد تكسب تعاطف الرعاع من شعبك بالانتخابات مؤقتاً لأهدافك السياسية الخبيثة والضحك على (الذقون)، ولكنك ستخسر.. لأنك تلعب بالنار.
وكتبت فى مقالة لها بصحيفة عكاظ السعودية تحت عنوان " آيا صوفيا وغباء أردوغان !" القرار هو كرت سياسي بحت يلعب به لإنقاذ شعبيته في الداخل التركي بعد الانكماش الاقتصادي والتدهور الأمني وتراجع الحريات، وانشقاقات التيار المتحالف معه، والتصدع السياسي الداخلي وانهيار الليرة، والتخبط الدبلوماسي الخارجي من هزائمه في سوريا والعراق وليبيا!
وأضافت "ما الفائدة التي ستعود على المسلمين في العالم إذا تحولت آيا صوفيا إلى مسجد؟ وهل يرضى أردوغان أن يحول اليهود مسجد قبة الصخرة إلى معبد؟ وأن تتحول مساجد حيفا ويافا وعكا والقدس في فلسطين إلى كنائس؟ أو أن تحول كنيسة القيامة إلى مسجد؟ وتحول أوروبا مساجدنا إلى معابد وكنائس؟ وتلك قضية خطيرة لو تم تصعيدها".
وتابعت "لو كان محمد الفاتح هو من اشترى الكنيسة عند دخوله القسطنطينية، فقد اشتراها تحت حد السيف والسطو العثماني، وإذا طبق الغرب الذي استعمر بلداناً عربية لعقود، وفتح أراضيه اليوم لمساجدنا ثم قرر أن يحولها بقرار قضائي إلى معابد وكنائس لكانت كارثة".
واختتمت: تركيا اليوم لا تعترف بالإسلام بدستورها ولها سفارة لدى الكيان الصهيوني وعلاقات متينة مع تل أبيب!، وحليف في الناتو (الصليبي)، وهدمت مساجد في ليبيا وسوريا والعراق ومستمرة بالقصف.من المفروض أننا قد تعلمنا من الإخوان وقذارة دروسهم! وإننا اليوم نعيش عالماً متحضراً يحارب التخلف والهمجية والعنصرية، والارتزاق بالأديان والشعوب من أجل التكسب السياسي.