موسم صيفى استثنائى فى السعودية.. "كورونا" يوجه الأنظار لسياحة المغامرات المميزة بالمملكة.. الطيران الشراعى والقفز العمودى يستقطب عشاق المغامرة بـ"أبها".. وغابات عسير لهواة الدراجات.. صور وفيديو

لعشاق سياحة المغامرات والطبيعة.. موسم الصيف فى السعودية يلبى رغبات تلك الشريحة من السائحين، حيث تحتضن الجبال المغامرات المثيرة لمحبى الطبيعة والرياضات المرتبطة بها، وتعد جغرافية المملكة العربية السعودية الغنية بالتضاريس المختلفة، من أكثر الأماكن الجاذبة لسائحى المغامرات. فإذا كانت جبال إيفريست وكليمنجارو والإنديز وغيرها تستقطب آلاف السياح من شتى العالم من أجل ممارسة رياضة المشي الجبلي "الهايكنج"، فإن جبال عسير بمناظرها الخلابة، وتضاريسها الميزة، وأجوائها الساحرة، خاصة في الصيف، تستقطب أيضا آلاف السائحين على مدار العام، خاصة من عشاق هذه الرياضة، وهواة الرياضات والألعاب الأخرى الأكثر إثارة ومغامرة ومتعة، مثل الطيران الشراعي. ورغم قيود السفر والسياحة الدولية التى فرضها وباء كورونا إلا أن هذا جعل الانظار تتجه لتبحث وتكشف جمال السياحة الداخلية فى المملكة ، فمنذ أن أطلقت الهيئة السعودية للسياحة موسم صيف السعودية (تنفّس) أواخر يونيو الماضي، أعلنت خطة متكاملة لجذب السائحين للداخل بدلا من السفر للخارج. وكانت منطقة "أبها" ضمن قائمة الوجهات العشر التي حددتها الهيئة، معيدة بذلك شريان "الحياة السياحية"، من خلال تنشيط "سياحة المغامرات"، خاصة مع بدء توافد عُشاق رياضات الهايكنج والطيران الشراعي والمظلي، والقفز العمودي. "الطيران الشراعي" وتعد "أبها" على وجه الخصوص، ومنطقة عسير عمومًا من أفضل الأماكن لممارسة الرياضات الجبلية والمغامرات؛ لتمتعها بأجواء ساحرة وطبيعة خلابة، فمن ارتفاع أكثر من ثلاثة آلاف متر عن سطح البحر، يجد عشاق المغامرات ضالتهم لممارسة أنشطتهم المحببة، إضافة إلى زوار المنطقة والسائحين المهتمين بتلك الرياضات، حيث يمكنهم مشاهدتها عبر جبال "السودة"، الذي يضم أحد مواقع أندية الطيران الشراعي. وتعد مغامرة "المقلاع" من الرياضات التي تحتاج إلى شروط خاصة قبل القيام بها، فهي تعتمد على فكرة الإقلاع في الهواء من علو أكثر من 50 متراً، ومن الألعاب المحببة للجمهور السياحي لعبة القفز العمودي، التي تتّخذ من أعالي الجبال موقعاً للانطلاق نحو سلسلة من المشاهدات المختلفة والبهية لسفوح جبال عسير المعروفة بطبيعتها ومناظرها الساحرة. أما عشاق رياضة الهايكنج من ذوي اللياقة البدنية العالية، فيجدون في جبال عسير شروطهم للمتعة وممارسة هوايتهم المثيرة، يجوبون من خلالها جبال المنطقة ذات الارتفاعات الشاهقة، والطبيعة الخلابة، ويتذوقون طعم الكرم العسيري المضياف. وفتح للعوائل والأفراد عمومًا، مسارات جبلية ممهدة بين الجبال بمسافات قليلة، يمارسون فيها رياضة المشي، محاطين بالخضرة النضرة والطبيعة الساحرة. مهرجانات عسير وفى إطار هذا الموسم، نظمت العديد من المهرجانات والفعاليات لاستقطاب المواطنين والمقيمين بالداخل، ومن بين تلك الفعاليات ، أطلق مهرجان صيف عسير2020 فعالية "مرحباً ألف.. تنزه بحذر" للدراجات الهوائية والتي حظيت بإقبال كبير من المواطنين والمقيمين وزوار المنطقة.وفق العربية. الدراجات الهوائية تنوعت مسارات سير الدراجات في الفعالية، ومر بعضها وسط غابات عرعر في مسارات زينتها النباتات الجبلية العطرية. ومن خلال هذه المسارات، تعرف المشاركون على أبرز المعالم الحضارية والتراثية في عسير. وتوزعت مسارات ونشاطات الفعالية على المحافظات الواقعة على الشريط السياحى الجبلى لعسير والممتد من محافظة ظهران الجنوب حتى مركز البشائر بمحافظة بلقرن شمالاً. وجرت الفعالية وسط إجراءات احترازية للحد من تفشي فيروس كورونا، حيث يتم قياس درجة حرارة المشاركين وتعقيم الدراجات قبل وبعد الاستخدام، وتحديد علامات أرضية ومسارات منظمة لاحترام مبدأ التباعد الاجتماعي في موقع عربات بيع الطعام، بينما قامت فرق تطوعية بتوعية وتوجيه الزائرين للفعالية. مسار السحاب وشملت الفعالية 4 مسارات للدراجات الهوائية في 4 مواقع سياحية مختلفة من منطقة عسير، وهي: "مسار السحاب" الذي يقع في مركز "السودة" والذي يمتد على مسافة 3500 متر، و"مسار محافظة النماص" الذي يمتد على مسافة 2000 متر، و"مسار متنزه الحبلة" الذي يمتد على مسافة 2000 متر، و"مسار المطار" الذي يمتد على مسافة 1300 متر. وجهزت أمانة منطقة عسير والجهات المشاركة معها مواقع المسارات، حيث تم تقسيم كل مسار إلى ثلاثة أقسام تشمل منطقة المواقف ومنطقة الفعاليات، ومسار دراجات بعرض أربعة أمتار، ومسار خاص بالمشي. وتستمر فعاليات الدراجات الهوائية ستستمر لمدة شهر قابلة للتمديد من الساعة الثالثة عصراً وحتى الساعة السابعة مساء يومياً. ولم تقتصر الفعالية على نشاط الدراجات الهوائية، حيث وفرت نشاطات ترفيهية خاصة للأطفال كما خصصت لهم الرياضات المناسبة حتى يتشاركوا المتعة مع الكبار. صندوق للتنمية السياحية وفى سياق الاهتماما المتزايد الذى توليه السعودية بقطاع السياحة، قالت وزارة السياحة السعودية مؤخرا إن السعودية تخطط لتدشين صندوق للتنمية السياحية برأسمال مبدئى4 مليارات دولار فى إطار خطط تنويع موارد الاقتصاد فى مواجهة جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط. أوضحت الوزارة، فى بيان أن الصندوق سيطلق أدوات استثمار فى الدين والأسهم لتطوير قطاع السياحة بالتعاون مع بنوك خاصة وبنوك استثمار. وقال وزير السياحة أحمد الخطيب، "إطلاق الصندوق فى الوقت الحالي، فيما يواجه قطاع السياحة تحديات عالمية غير مسبوقة، يدلل على ثقة المستثمر والقطاع الخاص فى النظرة المستقبلية طويلة الأمد للسياحة فى السعودية". والسياحة من الأعمدة الرئيسية للإصلاحات الاقتصادية السعودية، الرامية للحد من الاعتماد على إيرادات النفط. وفتحت السعودية أبوابها أمام السائحين من أنحاء العالم العام الماضى، وأطلقت نظام تأشيرات يغرى الشركات الأجنبية للاستثمار فى القطاع، الذى تأمل المملكة أن يسهم بأكثر من عشرة بالمئة من الناتج المحلى الإجمالى بحلول 2030 ارتفاعا من ثلاثة بالمئة حاليا.