يحشد النظام التركى عددا من المرتزقة السوريين والميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق في مدينة مصراتة استعدادا للهجوم على مدينتي سرت والجفرة للسيطرة عليهم، بالإضافة إلى تهريب عدد كبير من الأسلحة والذخائر التي يتم تخزينها في مصراتة منذ أسابيع بينما أكد مصدر عسكري ليبي لـ"انفراد" أن قوات الجيش الوطني الليبي على جاهزية تامة وفى أقصى درجات الاستعداد للتصدى لأي عدوان تركي على مواقع وتمركزات وحدات الجيش الوطني، موضحا أن القوات المسلحة الليبية لديها أوامر مباشرة بالتعامل مع أي هجوم من المرتزقة والمسلحين التابعين لحكومة الوفاق.
بدوره قال المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن تركيا مازالت تدفع بمزيد من المرتزقة والمعدات العسكرية إلى ليبيا لدعم قوات حكومة الوفاق، والسيطرة على النفط الليبي.
وأوضح المسماري في مؤتمر صحفي مساء أمس الخميس، أن تركيا بدأت بتحويل مدينة مصراتة إلى قاعدة لإدارة عملياتها وللانطلاق نحو منطقة الهلال النفطي، أين اتخذت منشآت حيوية في المدينة لتمركز الميليشيات المسلحة، وأرسلت لها المعدات والقوّات، مضيفا أنها تواصل بالتوازي مع ذلك تعزيز تواجدها العسكري في قاعدة الوطية الجوية.
من جانبه، قال رئيس تكتل إحياء ليبيا الدكتور عارف النايض إن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقائه مع شيوخ وأعيان القبائل الليبية هامة للغاية خاصة ما تحدث به عن الدخول وعن الخروج بطلب من القبائل بأن هذا الدخول سيكون بطلب ليبى، وأن الخروج سيكون بأمر ليبى.
وأوضح النايض أن الرئيس السيسى حريص على المشاعر الليبية وهذا الحرص على سيادة بلادنا، موضحا أن هذا الخطاب يختلف عن ذلك الخطاب المتعجرف الذى قاله رئيس الأركان التركى فى قاعدة معيتيقة الليبية، دون حضور أى ممثل ليبى حتى من حلفائه أو عملائه فى حكومة الوفاق.
وأوضح النايض فى تصريحات تليفزيونية أن خطاب الرئيس السيسى تميز بالحرص على المشاعر الليبية، مضيفا " لاحظنا إجلالا وإكبارا لمشايخ القبائل الليبية، والتمثيل القبلي الليبي كان في أعلى المستويات وكان كلامهم واضحا".
ولفت إلى أن هناك برلمانا ليبيا منتخبا وهو الممثل الشرعي المنتخب الوحيد للشعب الليبي، وهذا باعتراف الجميع، وهو المعترف به دوليا، وهو المعترف به حتى فى اتفاق الصخيرات، مؤكدا أن هذا البرلمان الليبي المنتخب له جيش، وهذا البرلمان المنتخب له حكومة، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق لم تحظ بثقة البرلمان، مع أنها حاولت مرتين، وليس لها أي اعتراف في القضاء الليبي، وهناك أكثر من 17 قضية خسرتها هذه الحكومة، التي القضاء الليبي يعتبرها ليست ذات صفة.
وأكد النايض أن ليبيا ليست منقسمة بل لها برلمان واحد ولها جيش واحد ولها شعب واحد وهذا الشعب متحد، موضحا أن التمثيل القبلى خلال زيارة مصر كان من كافة ربوع ليبيا، مشيرا إلى أن ما يجرى فى ليبيا عبارة عن احتلال عثماني جديد، حيث لا يُخفى رجب أردوغان طموحه الكبير ليس فى ليبيا فقط لكن في تونس وفي الجزائر وفي شمال أفريقيا، يتحدث عن الإرث العثماني ويحاول أن يقسم الشعب الليبي إلى أناس من أصول تركية وأناس من أصول غير تركية، كل هذه المحاولات عبارة عن محاولات استعمارية جديدة، موضحا أنه لم يكن مستغربا على المستشار عقيلة صالح أن طلب التدخل من مصر عندما خاطب البرلمان المصري بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، مضيفا: "لم نستغرب ذلك في بيان البرلمان الذي صدر يوم 13 يوليو، ولا نستغرب من زيارة مشايخ القبائل". وعن لقاء شيوخ القبائل بالرئيس السيسي وتفويضه والقوات المسلحة المصرية بالتدخل لحماية السيادة الليبية.
وأكد النايض أن القبائل في ليبيا هي العنصر الغالب من حيث الغالبية السكانية، حتى في المدن وحتى في طرابلس تجد بعض المناطق تسكنها قبائل معينة ومناطق أخرى تسكنها قبائل أخرى، مضيفاً "لا أحد يستطيع أن ينكر دور القبائل، شيوخ القبائل هم الذين فوّضوا الجيش الليبي أصلا وهم الذين التفوا حول الجيش الليبي، وهم الذين أقنعوا أبناءهم بالحرب في صالح ليبيا ولتحرير ليبيا من قبضة الإرهاب ومن الاستحواذ الذي تقوم به جماعة الإخوان المسلمين على المصرف المركزي وعلى العاصمة".
وشدد على أن القبائل التى زارت مصر كبيرة كل منها لها إرث، ولها تاريخ في ليبيا وعن الدور المتوقع من مصر في ليبيا، مشيرا إلى أنه بعد طلب المستشار عقيلة صالح من البرلمان المصري عندما ألقى كلمه فيه، وبعد طلب البرلمان يوم 13 يوليو الماضى، وبعض طلب القبائل التي كانت موجودة في سيدي البراني، أصبحت كل الخيارات مفتوحة ومتاحة، مؤكدا أنه يكفي لمصر أن تعطي غطاء جويا، وتساعد في الدفاعات الجوية، وأيضا في تأمين المياه الإقليمية ضد البوارج التركية، والدعم الفني للجيش الليبي.
ولفت النايض إلى أن الليبيين قادرون على الدفاع عن بلادهم، مؤكدا أن القبائل الليبية لها تاريخ عريق في الدفاع عن الوطن، موضحا أن الرئيس السيسي كان واضحا في ذلك، مضيفا: "لا نتحدث عن احتلال مصري كما نجد الآن الاحتلال التركي في طرابلس للأسف الشديد، هذا ليس مطلوبا ولا مرغوبا وليس هو المقصود أصلا، لكن الاستقواء بإمكانيات الجيش المصري صار أمرا مهما وأمرا لازما بسبب الاختلال في الوزنة العسكرية، في الاتزان العسكري، بعد التدخل التركي وتدخل المسيّرات والقدرات والرادارات والتشويش ودفاعاتهم الجوية اختلّ التوازن العسكرى".
وشدد على ضرورة أن نفهم أن الخطوط الحمراء هي خطوط دفاعية، لكن هذا لا يعني أن الجيش سيقف عند هذه الخطوط لو حصل هجوم على سرت أو الجفرة، متوقعا أن يتقدم أن الجيش الليبي إلى ما بعد تلك الخطوط ولن يُستثنى شيء، لن تستثنى مصراتة ولن تستثنى طرابلس ولن تستثنى زوارة ولن تستثنى أي مدينة أخرى حتى الحدود التونسية.
ودعا النايض الدول العربية لضرورة التضامن مع الموقف المصري المشرّف، ويجب قانوناً على الدول العربية مقاومة هذا الاجتياح التركي، موضحاً ان ليبيا عندها اتفاقيات دفاع مشترك مع مصر وُقّعت في عهد القذافي وهذه الاتفاقيات لا زالت سارية المفعول هذه أيضاً يمكن تفعيلها، بالإضافة إلى أن البرلمان المنتخَب والقائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية رئيس البرلمان قد طلبوا دعم مصر في هذه المسائل، فهذا الأمر من الناحية القانونية مهم.
ولفت النايض إلى أن المشروع الإخواني الذى قد تجذّر في ليبيا وحاز مفاصل الدولة، ولذلك كان لزاماً على الشعب الليبي والجيش الليبي أن يحاول أن يُنقذ البلاد من هؤلاء، مؤكدا أن إبرام الاتفاقيات الدولية حق أصيل للجهة التشريعية، هذا ليس فقط في الدستور الليبي أو الإعلان الدستوري الليبي ولكن هو شيء معتاد في معظم الدول، ولا يحق لأي حكومة تنفيذية أن تبرم اتفاقيات بدون موافقة البرلمان.