بعد منافسة قوية بين أفلام موسم الربيع امتدت 20 يومًا، ومازالت، بلغت حصيلة إيرادات الأفلام 33 مليونًا و600 ألف جنيه حتى الآن، يأتى ذلك بعد أن روّج كل نجم لفيلمه بطرق مختلفة، بعضهم على «السوشيال ميديا» كصناع فيلم «هيبتا.. المحاضرة الأخيرة»، وآخرون بالذهاب للسينمات، وقطع تذاكر للجمهور كبطلات فيلم «اللى اختشوا ماتوا».
مشهد المنافسة هذا الموسم اختلف عن مواسم شم النسيم الأخرى، به إنتاجات متنوعة، ونجوم يطمحون للنجومية، وآخرون يريدون الحفاظ على نجوميتهم، لكن حسم المعركة فيلم «هيبتا.. المحاضرة الأخيرة» بطولة عمرو يوسف، ماجد الكدوانى، كندة علوش، أحمد بدير، ياسمين رئيس، سيناريو وائل حمدى، عن رواية لمحمد صادق، وإخراج هادى الباجورى، بتصدره إيرادات الموسم بـ 20 مليون جنيه، بعد أن حاز الفيلم إشادات كثيرة من الوسط السينمائى والشباب، حيث يلخص الفيلم معانى الحب والحالات الرومانسية، وما بها من لهفة وحب وأخطاء وألم ومشاعر متناقضة، وهو ما تجاوب معه جمهور الشباب.
فى المركز الثانى جاء فيلم «حسن وبقلظ» بطولة كريم فهمى، نسرين أمين، على ربيع، يسرا اللوزى، مصطفى خاطر، بيومى فؤاد، إنتاج أحمد السبكى، وإخراج وائل إحسان، بتحقيقه 8 ملايين جنيه، حيث قل إيراده بعد تسريبه على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وموقع «يوتيوب»، ما أثر سلبًا على الإيرادات، واحتل فيلم «كنغر حبنا» بطولة رامز جلال، وسارة سلامة، إخراج أحمد البدرى، والمعروض فى 53 دار عرض، المركز الثالث بـ 3 ملايين جنيه، وبعده فيلم «اللى اختشوا ماتوا» بطولة غادة عبدالرازق، عبير صبرى، سلوى خطاب، هيدى كرم، إخراج إسماعيل فاروق، بـ 2 مليون جنيه، وتزيل قائمة الإيرادات فيلم «فص ملح وداخ» لعمرو عبدالجليل بتحقيقه 600 ألف جنيه.
وأرجع الناقد رامى عبدالرازق أسباب نجاح فيلم «هيبتا» للرواية المأخوذ عنها الفيلم، قائلًا لـ«انفراد»: «الرواية لها جمهور كبير، وجمهور الأدب يحب مشاهدة الأفلام المأخوذة عن روايات، حتى يرسخوا هذه الشخصيات فى أذهانهم بصورة ممثليها»، مشيرًا إلى أن من أسباب نجاح الفيلم عدم استهدافه الأسرة، لكنه يستهدف بصورة أساسية «المرتبطين» الذين يشكلون نسبة كبيرة فى المجتمع المصرى، ولديهم دائمًا مشكلة أنه لا توجد أفلام تخاطبهم بصورة مباشرة، حتى الأفلام التى تتعرض لمشاكل الحب دائمًا تكون فى سياق كوميدى، مثل «كدبة كل يوم»، ولكن «هيبتا» يناقش مشاكل الحب بصورة أساسية، كما أنه ليس فيلمًا أجنبيًا لأن هناك «مرتبطين» لا يستمتعون بالأفلام الأجنبية.
وأضاف رامى عبدالرازق: «الفيلم يضم عددًا كبيرًا من النجوم مختلفى الأعمار، ولكل واحد منهم جمهور يحبه، حتى أحمد مالك، وجميلة عوض لديهما معجبون كثيرون من الشباب، وكذلك الحال مع عمرو يوسف، وماجد الكدوانى، ونيللى كريم»، ولفت إلى أن الإيرادات لم تعد مؤشرًا على زيادة الإقبال على الفيلم لأن سعر التذكرة أصبح أغلى، فمثلًا عندما حقق فيلم «اللمبى» لمحمد سعد ملايين كثيرة فى السينما وقت ما كان يبلغ سعر التذكرة 4 أو 5 جنيهات صباحًا وضعفه مساء، كان يعنى ذلك أن أكثر من مليون شخص دخلوا الفيلم، لكن حاليًا أصبح متوسط سعر التذكرة 30 أو 40 جنيهًا، فعندما يحقق الفيلم 17 مليون يكون حوالى 600 ألف شخص شاهدوه، وهو ليس رقمًا كبيرًا بالنسبة لعدد سكان مصر.
وعن تراجع فيلم غادة عبدالرازق «اللى اختشوا ماتوا»، قال الناقد طارق الشناوى إن هناك قاعدة فى النجومية تقول: «من الممكن أن يكون الفنان بارعًا ونجمًا فى مجال معين، الدراما مثلا أو السينما أو المسرح، لأنه أحيانًا يرتبط بعوامل نفسية مع مجال فنى بعينه فيحدث توافق»، وغادة عبدالرازق تنطبق عليها هذه القاعدة، فهى تلمع فى التليفزيون، وملامح نجوميتها تتحقق به، ولا تتحقق فى السينما، مثل النجم يحيى الفخرانى، نجم الدراما الأول، والمتسيد الملعب على مدى 20 عامًا، فإذا قدم فيلمًا بالسينمات، فإنه سيخسر الكثير، لأن جمهور التليفزيون لن يذهب له، مشيرًا إلى أنه رغم ذلك فإنه يجب أن نعترف بأن أسهم غادة عبد الرازق خلال العامين الماضيين فى الدراما فى هبوط مستمر، ويجب أن تتنبه إلى أن هذا يشكل لها المشكلة فى ملعبها بالدراما التى هى فيها ملكة متوجة، مضيفًا أن مشكلة غادة عبدالرازق فى الدراما تتمحور حول أنها دائمًا ما تحاول أن تثبت أنها ممثلة جيدة، ولذلك ظهرت بدون مكياج تمامًا فى مسلسلها العام الماضى، وهى بالفعل ممثلة موهوبة، ولكن رغبتها فى أن تثبت ذلك يجعلها تدخل فى رهان دائم، ولذلك فكل مرة تختار النص الذى يحقق لها هذا على حساب جاذبية النص نفسه.