ما بين الأزمة الليبية وتطورات الوضع الفلسطيني، ومفاوضات سد النهضة المتعثرة، ودعم الأشقاء باليمن، تعددت التحركات المصرية خلال الساعات الماضية على طل الجبهات، وتحولت القاهرة إلى بؤرة الاهتمام الدولى والأقليمى، لمتابعة نتائج الحراك السياسى الذى تقوم به الدولة المصرية.
فقد ترأس اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماع مجلس الدفاع الوطني، والمشكل من رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، ووزراء الخارجية، والمالية، والداخلية، وقائد القوات البحرية، وقائد قوات الدفاع الجوي، وقائد القوات الجوية، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وذلك بحضور أمين عام المجلس.
وناقش المجلس تطورات الأوضاع في ليبيا على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، وذلك في ظل سعي مصر لتثبيت الموقف الميداني الراهن وعدم تجاوز الخطوط المعلنة، بهدف إحلال السلام بين جميع الفرقاء والأطراف الليبية، حيث أكد المجلس على أواصر العلاقات القوية التي تربط بين البلدين، وأن مصر لن تدخر جهداً لدعم الشقيقة ليبيا ومساعدة شعبها على العبور ببلادهم إلى بر الأمان وتجاوز الأزمة الحرجة الحالية، وذلك استناداً إلى أن الملف الليبي يعتبر أحد الأولويات القصوى للسياسة الخارجية المصرية، أخذاً في الاعتبار أن الأمن الليبي يشكل جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربى.
كما أكد المجلس في هذا السياق على الالتزام بالحل السياسي كسبيل لإنهاء الأزمة الليبية، وبما يحقق الحفاظ على السيادة والوحدة الوطنية والإقليمية للدولة الليبية، واستعادة ركائز مؤسساتها الوطنية، والقضاء على الإرهاب ومنع فوضى انتشار الجماعات الإجرامية والميليشيات المسلحة المتطرفة، وكذلك وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة التي تساهم بدورها في تفاقم الأوضاع الأمنية وتهديد دول الجوار والسلم والأمن الدوليين، مع ضمان التوزيع العادل والشفاف لمقدرات الشعب الليبي ومنع سيطرة أي من الجماعات المتطرفة على هذه الموارد.
جاء ذلك فيما بدأ سامح شكرى وزير الخارجية زيارة اليوم للعاصمة الأردنية "عمان" حيث التقى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك الأردن، فضلاً عن إجراء مشاورات مع نظيره الأردني أيمن الصفدي من أجل التنسيق بشأن مُستجدات الأوضاع على الساحة الإقليمية، ولاسيما التطورات على الساحة الفلسطينية، كما سيطير شكرى بعدها مباشرة إلى مدينة "رام الله"، حيث يستقبله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهى الزيارة التي تأتي تعبيراً عن الموقف المصري الداعم لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، خاصةً مع ما يتردد بشأن نوايا الضم الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في إطار حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي وتوجيهاته بدعم الأشقاء في فلسطين لتحقيق تطلعاتهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة.
واتصالاً بالتحركات المصرية على كافة الجبهات، وصل مطار القاهرة الدولي، صباح اليوم، رئيس الوزراء اليمنى الدكتور معين عبد الملك ، في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام ، بدعوة من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ، الذي كان في استقباله بالصالة الحكومية بالمطار.
ويتضمن برنامج رئيس الوزراء اليمني لقاء موسعاً مع كبار المسئولين حول أبرز الملفات المشتركة والقضايا المطروحة على الساحة اليمينة، كما يلتقى معين مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالإضافة إلى الاطلاع على المسيرة التنموية والتجربة الاقتصادية الرائدة فى مصر والاستفادة منها فى اليمن، وضمن جدول الزيارة سيقوم رئيس الوزراء اليمني بجولة فى العاصمة الإدارية الجديدة للاطلاع على اضحم المشروعات التى تم تنفيذها والاستفادة منها بما يناسب اليمن.
وكان السفير أحمد فاروق، سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية، عقد مباحثات مع الدكتور معين عبد الملك رئيس الوزراء اليمني، الأسبوع الماضى، وسلمه خلال اللقاء رسالة خطية من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، جدد فيها التأكيد على اهتمام مصر باليمن ودعمها للأشقاء هناك، وتضمنت الرسالة دعوة رئيس الوزراء اليمني لزيارة القاهرة في أقرب فرصة للتباحث والتشاور حول أفضل السبل لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.