لم يكن زمن الإمام البخارى، الذى تمر ذكرى رحيله اليوم، خاويا من الشيوخ، فقد كان زمن ازدهار في العلوم خاصة العلوم الدينية، وقد التقى محمد بن إسماعيل البخارى فى رحلاته الكثيرة عددا كبيرا من الشيوخ والعلماء، يقال إنهم تجاوزوا الألف رجل، حتى أنه قال "كتبت عن ألف وثمانين نفسا ليس فيهم إلا صاحب حديث" ، وقال: "دخلت بلخ فسألونى أن أملى عليهم لكل من كتبت عنه فأمليت ألف حديث عن ألف شيخ" ومع ذلك ليس من هؤلاء الألف من بلغت شهرته ما وصل إليه الإمام البخارى، ونذكر اليوم عددا من أبرز من عاصروه.
على بن المدينى
عاش على بن المدينى بين عامى 161 - 234 هـجرية، واسمه على بن عبد الله بن جعفر بن نجيح بن بكر بن سعد، هكذا نسبه الخطيب فى تاريخ بغداد، هو الشيخ الأشهر للبخارى، أخذ عنه الكثير وروى عنه، وقال عنه: "ما استصغرت نفسى عند أحد إلا عند على ابن المديني".
إسحق بن راهويه
كتب عنه الدكتور يوسف السند يقول هو "إسحاق بن إبراهيم بن مَخْلَد بن إبراهيم بن مطر الحنْظَلِى أبو يعقوب المَرْوَزِيّ، ابن راهُويَه، أحد أئمة الدين، وأعلام المسلمين، وهداة المؤمنين، الجامع بين الفقه والحديث، والورع والتقوى، نزيل نيسابور وعالمها، وُلد سنة إحدى، وقيل: سنة ست وستين ومائة، وسمع من عبدالله بن المبارك، وارتحل فى طلب العلم سنة أربع وثمانين، وسمع فى الرحلة من جرير بن عبدالحميد، وسفيان بن عيينة، وعبدالعزيز الدَّراوَرْدِيّ، وفضيل بن عياض، ومُعتمِر بن سليمان، وابن عُلَيَّة، روى عنه البخاريّ، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمِذي، والنَّسائي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين".
أبو حاتم الرازى
واحد من كبار رجال الدين فى عصره واشتهر بخلافه مع البخارى، إن مولده كان سنة خمس وتسعين ومائة وأول كتابه فى الحديث كان فى سنة تسع ومائتين، وهو كان من نظراء البخارى، ومن طبقته، ولكنه عمر من بعده أزيد من عشرين عاماً .
وممن روى عنه ولده الحافظ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم، ويونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان المؤذن شيخاه، وأبو زرعة الرازى رفيقه وقرابته، وأبو زرعة الدمشقى، وإبراهيم الحربى، وأحمد الرمادى، وموسى بن إسحاق الأنصارى، وأبو بكر بن أبى الدنيا، وأبو عبد الله البخارى - فيما قيل- وأبو داود، وأبو عبد الرحمن النسائى فى "سننهما"، وابن صاعد، وأبو عوانة الإسفرايينى، وحاجب بن أركين، ومحمد بن إبراهيم الكنانى، وزكريا بن أحمد البلخى، والقاضى المحاملى، ومحمد بن مخلد العطار، وأبو الحسن على بن إبراهيم القطان، وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حكيم، وسليمان بن يزيد الفامى والقاسم بن صفوان، وأبو بشر الدولابى، وأبو حامد بن حسنويه، وخلق كثير .
أبو زرعة الرازى
جاء فى كتاب "أضواء على الصحيحين" للشيخ محمد صادق النجمى، يعد أبو زرعة من حفاظ الحديث وعلم من أعلام علم الرجال والعلوم الأخرى، هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ أبو زرعة الرازى الحافظ الإمام الثقة. مولده بعد نيف ومائتين فى مدينة الري، ولها ينسب.
وقال أحمد بن حنبل: ما جاوز الجسر أحد أحفظ من أبى زرعة، وقال عبد الواحد بن غياث: ما رأى أبو زرعة بعينه مثل نفسه أحدًا. وقال عمرو بن سهل بن صرخة: ما ولد فى خمسين ومائة سنة مثل أبى زرعة. قال أبو بكر بن أبى شيبة: ما رأيت أحفظ من أبى زرعة الرازي. وقال إسحاق بن راهوية: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازى فليس له أصل.
الإمام مسلم
هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيرى النيسابوري، ولد سنة 206 للهجرة، صاحب صحيح مسلم، وهو الذى يلى الإمام البخارى في الشهرة، والشيوخ الذين روى عنهم الإمام مسلم كثيرون جداً؛ حتى قيل إنه بلغ عددهم مئتين وعشرين رجلاً ومنهم البخارى.