بالصور.. الرسائل الخفية فى عيون نزلاء حديقة الحيوان.. الأسد "قوة وصلابة وعزة نفس".. احترس من الفيل الشرس أبو عيون كحيلة.. والقرد تعكس الانكسار.. والنمر والغزال صاحبا الألوان الساحرة

تعيش فى عالم مواز، بسيط لا يحوى أحقاداً من صنع البشر، يقول البعض إن الله ميزنا عنها بالعقل، وعندما تراها تعلم أن الله عز وجل ميزها عنا بالإنسانية.

لا تعد الإنسانية والإخلاص فقط، هما أجمل ما فيها، فجمالها داخلى وخارجى، من يدقق فى ملامحها ستتملكه مشاعر غريبة، ربما تكون مخيفة هى بعض تفاصيلها مثل العين، وربما تكون هى الأجمل والأرق فى حيوان يبدو حجمه ضخماً، لكن عيناه تبوحان بأجمل المشاعر، وربما تجد فيه نظرة تعبر عن اليأس تارة، وعن الحزن تارة وعن الحب والصفاء تارة أخرى.

تجولت عدسة «انفراد» بين أقفاص حديقة الحيوان بالجيزة، فى نظرة أكثر قرباً على ما يستقر بداخل أعين الحيوانات من مشاعر لا يلحظها الزوار، لا يقرأها أحد، ولا يلتفت لها من جاء الحديقة للنظر لحيوان داخل قفص، بين الأسى، والحزن، والفرحة، والأمل، والشغف تتنوع النظرات التى ركزت عليها الكاميرا.

الأسد، أو ملك الغابة، تعكس عيونه تحديا واضحا، قوة مفرطة، ولمحات من انتصارات قديمة وعزة نفس، لا يخطئها أحد، أما العيون «السود» فهى عيون القرد الذى تهيم فى نظراتها، وكأنها تبعث بتوسلات تلفظها دمعتها المكتومة داخلها.

عيون التمساح تتناسب مع حجمه، لكنها لا تتناسب مع كمية الخوف التى تنتابنا عندما نراه، لامتلاكها كثيرا من الصفاء والنقاء، أما عيون الفيل فهى الأخرى لا تناسب طيبته وحركته الهادئة، فهى تحذر فقط من ثورته العارمة وغضبه الجامح الذى يتخفى فى نظرته ورموشه الكحيلة، و«العيون عيون غزلان»، الوصف المعروف عن عيونه غير كاف، فجمال عيون الغزال بلونه العسلى يفوق أى جمال خلقه الله فأبدع، ومن العيون التى لا تتناسب مع أحجام أصحابها هى عيون «الدب» فبالرغم من كبر حجم الدب، فإن من يرى عينيه يهيم فى عشق لونها البندقى، كذلك «سيد قشطة» أو كلب البحر، فبالرغم من أن الكثيرين يستخدمون اسمه فى السخرية و«القلش» فإنهم لا يعرفون نظرته الثاقبة، والعيون الجاحظة الحذرة.

وعن العيون ذات الألوان الغريبة، انظر إلى عيون الحرباء ولونها الذى يميل إلى البرتقالى، كذلك الثعبان، فبالرغم من كره الناس له، فإن لون عينيه ملىء بدرجات الألوان الساحرة.