3 بحيرات طبيعية فى قلب الصحراء الغربية بالوادى الجديد.. البحيرات الثلاث تحتوى على 1000 كيلو متر مربع من المياه جنوب مدينة باريس.. المحافظة وضعتها على خريطة التنمية.. والاستفادة منها فى صيد الأسماك.. ص

فى قلب الصحراء الغربية بجنوب قرية الثمانين التابعة لمركز باريس بمحافظة الوادى الجديد وبعد مسافة طويلة عبر الدروب والمدقات الجبلية على مدار 9 ساعات من السير بالسيارات لن تصدق ما تراه عينيك من جمال خلاب وطبيعة لم تكن أبدا تتصور أنك ستشاهده بعد رحلة سفر شاقة على مدار تلك الساعات الطويلة، ستتوقف أمام مساحات هائلة من المياه المتجمعة فى بحيرات طبيعية تتخللها جزر صغيرة وتنتشر بينها قوارب الصيادين الذين يستغلون تلك البحيرات فى اعمال الصيد ويستقبلون الزائرين بفرحة عارمة فهم يعيشون فى عزلة على مدار شهور دون أن يروا أى أشخاص فى تلك المنطقة. وتعرف هذه المنطقة ببحيرات مفيض توشكى أو بحيرات الخور والتى تقع فى قلب الصحراء الغربية بمحافظة الوادى الجديد، وتشمل 3 بحيرات عملاقة جرى اكتشافها منذ عام 2001، وكان أول من ألمح لوجود تلك البحيرات فى مؤلفاته هو الدكتور عبد المنعم حنفى أستاذ الجغرافيا والخرائط بجامعة بورسعيد وابن مركز الداخلة، والذى استعرض تكوين البحيرات التى تمتد على مساحات تصل إلى 1000 كيلومتر مربع، وتضم 3 بحيرات، الأولى على مساحة 300 كيلومتر مربع بطول 25 كيلومترا من الشرق للغرب وعرض 12 كيلومترا من الشمال للجنوب وتحتوى على 18 مليار متر مكعب من المياه العذبة . وازدادت أهمية تلك البحيرات كمقصد لسياحة السفارى بعد أن وجه اللواء محمد الزملوط بضرورة استغلال تلك البحيرات بالطريقة المثلى والعمل على الاستفادة منها فى صيد الأسماك والتنشيط السياحى للمنطقة وهو ما ساهم فى توافد محبى السفر وهواه السفارى على تلك المنطقة ضمن برامج سياحة اليوم الواحد حيث يسافر عدد من الأشخاص بسيارات مجهزة نحو تلك البحيرات بالتنسيق مع مرشدى الصحارى والجهات الأمنية من اجل تأمين الرحلة حتى الوصول حيث جرى تنظيم عدة رحلات سفارى تحت إشراف محمود قناوى أحد منظمى الرحلات بالخارجة وهو أول من قام بتنظيم الرحلات الاستكشافية لتلك البحيرات برفقة عدد من الشباب. وقال المهندس محمد إبراهيم مدير منطقة الآثار المصرية بالخارجة وباريس فى تصريح خاص لــ" انفراد" إنه شارك فى إحدى تلك الرحلات بصفة شخصية لحبه الشديد للمواقع الطبيعية والبيئية وفوجئ بتلك المشاهد الخلابة لتكوينات المياه والصخور والرمال فى لوحات ربانية بديعة تعكس مدى الجمال الطبيعى والذى يستحق المعاناة وتكبد مشاق السفر من اجل الوصول لتلك المنطقة الرائعة فى قلب الصحراء الغربية جنوب المحافظة . وأضاف إبراهيم، أن الرحلة تتضمن التحرك من مدينة الخارجة وصولا لمركز باريس وهى مسافة تبلغ حوالى 90 كيلو يتبعها التحرك حتى منطقة الاربعين والثمانين وهى مسافة تصل إلى حوالى 140 كيلو ثم التحرك بعد ذلك عبر المدقات الجبلية المعروفة لدى مرشدى الصحارى لمسافة تصل إلى مايزيد عن 100 كيلو بمتوسط سرعة لا تزيد عن 40 كيلومتر فى الساعة للسيارات حتى الوصول لتلك البحيرات والتى تبدو فيها مسافات كبيرة لانحسار المياه تدريجيا بسبب عوامل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وتراكم كميات من الأملاح فى الأراضى التى جفت فيها المياه ويوجد بها عدد من الصيادين الذين يعيشون على صيد الاسم بحوالى طن ونصف يوميا يتم بيعها خارج المحافظة وهى أسماك طازجة وكبيرة الحجم . ومن جانبه قال رمضان الصياد أحد هواة السفارى والصيد البرى بالمحافظة فى تصريح خاص لــ"انفراد " أن منطقة بحيرات الخور تستحق المغامرة والسفر اليها وذلك لما تتميزبه من مناظر رائعة تأسر القلوب وتريح النفس حيث أن هذا المكان ما زال بطبيعته ولم يتلوث بيد الانسان حيث أن القليل من الزوار يعرفون الطريق اليه وما زالت طبيعته لم تتغير ويتواجد فيه عدد من الصيادين الذين يحفظون البحيرات تماما ويأخذون الزوار فى رحلات استكشافية للبحيرات بصفة تطوعية ويفرحون كثيرا بتواجد الزوار معهم فهم يأنسوا بهم فى تلك العزلة التى يعملون فيها. وكان الدكتور عبد المنعم حنفى، وثق توصيف تلك البحيرات فى كتابه بأن البحيرة الثانية تمتد على مساحة 180 كيلومترا مربعا بطول 45 كيلو وعرض 4 كيلومترات وتحتوى على 11 مليار متر مكعب من المياه ويبلغ مساحة البحيرة الثالثة، وهى الأكبر 450 كيلومترا مربعا بطول 30 كيلومترا وعرض 15 كيلومترا وتحتوى على 27 مليار متر مكعب من المياه. وأضاف حنفى، أن بحيرات الخور تقع جنوب مدينة باريس بحوالى 300 كيلومتر وجرى استغلالها كمصدر لانتاج الثروة السمكية وفتح منافذ لتسويق أسماك مفيض الخور الرابع بمنطقة جنوب باريس، كما تمت مناقشة امكانية الاستفادة من تلك البحيرات فى إعادة شحن الخزان الجوفى بالمنطقة باستخدام طريقة الشحن الصناعى وذلك بعمل حفر عميقة تصل إلى الخزان الجوفى يتم منها سحب المياه إلى الخزان الجوفى لإعادة ملئه بالمياه من البحيرات لتحقيق المنسوب المتوازن به .