كوريا الجنوبية ومصر ربع قرن من التعاون.. السفير الكورى الجديد: مصر تحظى بأهمية كبرى سياسيا واقتصاديا.. وسأعكف على تعزيز العلاقات فى كافة المجالات.. ورئيس كوريا سيزور القاهرة بعد انتهاء أزمة كورونا

قال السفير الكوري الجنوبي الجديد هونج جين ووك، إن يشعر بالسعادة لكونه سفيرا لبلاده في مصر لاسيما مع كونها "أم الدنيا"، وأضاف في أول مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة ظهر اليوم أنه كان مسؤولا عن إدارة افريقيا والشرق الأوسط حيث كان مسؤولا عن 68 دولة معتبرا أن خدمته في مصر كانت حلم له من بين تلك الدول مشيدا بالحضارة المصرية وتاريخها العظيم. وحول العلاقات الثنائية، قال السفير الكوري الجنوبي الجديد إنه قبل أن يأتي إلى مصر فكر فيما تعني مصر لاسيما وإن سياسة كوريا تعتمد على تأمين السلام المستدام، وقال إن كوريا الجنوبية تحيط بها 4 دول كبرى ، ولكي يتم تحقيق السلام بين الكوريتين تحمل دول مثل مصر أهمية كبيرة. و تحت شعار " تنويع الأفق الكورية" تسعى بلاده لتوطيد العلاقات مع دول مثل مصر، مؤكدا أهمية مصر في المنطقة وإفريقيا ليس فقط سياسيا وإنما اقتصاديا وثقافيا كذلك. وأوضح أن مصر لديها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والصين وروسيا والدول الأوروبية ولذلك تحمل القاهرة أهمية في تحقيق أهداف السلام في شبه الجزيرة الكورية. وأضاف أن مصر لديها كذلك علاقات طيبة مع كوريا الشمالية لفترة طويلة. وأوضح أن مصر من الناحية الاقتصادية لديها أهمية خاصة لأن اقتصادها من أسرع الاقتصادات نموا في العالم فضلاعن كونها سوقا ضخما، مضيفا: بفضل وجود قوى عاملة، تتوقع تقارير اقتصادية إن مصر ستكون في المركز 23 عام 2100 اي خلال 80 عاما، أما كورويا الجنوبية فمن المتوقع أن تتراجع وتصل للمركز الـ20 بحلول نفس العام، لهذا تعتبر مصر شريكا اقتصاديا جيدا جدا. وقال إن كوريا الجنوبية من الدول التي نجحت في التحول من دولة متلقية للمساعدات لدولة تساهم في نجاح العالم اقتصاديا. وتحدث عن نجاح بلاده في مجال التكنولوجيا والابتكار في مجال تصنيع السيارات والتليفونات المحمولة، مضيفل: "احتلت كوريا الجنوبية المركز الأول في مؤشر الاقتصادات الأكثر ابتكارا حول العالم في عام 2019 ". وأكد أن كوريا الجنوبية لديها كل الاستعداد لمشاركة تجربتها الناجحة مع كافة الدول، وقال إن بلاده لا تنسى الدول التي ساعدتها ومن بينها مصر. ووصف دوره كدبلوماسي كدور "الخاطبة" التي تقرب المسافات بين البلدين وتساعدهم على التعرف أكثر على نقاط القوة لدى البلدين وتوطيد العلاقات. وتابع قائلا إن بلاده تعمل في مشاريع مختلفة سواء فيمجال التعليم العالي أو البنية التحتية وتوسيع خط المترو. وقال إن الحكومتين الكورية والمصرية تعمل على مشروع للذكاء الاصطناعي والمجال النووي والتكنولوجيا. وقال إن هناك نوع من "الزواج الاقتصادي" بين البلدين، مشيرا إلى التواصل على مستوى الرئاسة بين البلدين وذلك تأكيدا على ما تم الاتفاق عليه أثناء لقاء الرئيسين عام 2018 ، مؤكدا أن الرئيس الكوري كان سيزور مصر ولكنه ألغى زيارته بسبب كورونا لكنه سيزور القاهرة بمجرد أن تنتهي أزمة كورونا. وقال إنه سيعكف خلال فترته كسفير تنظيم القمة بين الرئيسين في القاهرة، موضحا أن هذا سيشمل زيارة وفود رفيعة المستوى بين البلدين وتوقيع اتفاقيات اقتصادية مهمةمثل إطلاق دراسة جدوى لاتفاقية التجارة الحرة. وأكد على أهمية العلاقات بين الشعبين حيث أن الحكومات تتغير ولكن تبقى العلاقات بين الشعوب، وذلك من خلال تشجيع زيارة السياح والطلاب والزيارات بين البلدين لتوطيد العلاقات بين الشعبين . وحول الإصلاح الاقتصادي الذي تبنته مصر ، أشاد السفير بالخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية قائلا القاهرة تبذل مجهودا ولذلك منحها صندوق النقد قرضا وتمثل نموذجا يحتذى به وقال إن ذلك بالفعل يشجع الشركات الكورية على الاستثمار في مصر في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتكرير النفط. ولفت إلى وجود بعض العقبات مثل البيروقراطية ولكنه قال إنه بالتعاون يمكن التغلب عليها. وحول العلاقات بين الكوريتين ودور مصر في المساعدة على جسر العلاقات، قال السفير إن بلاده تسعى للتوحيد بين الكوريتين وهدفها تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية، ولهذا تتبع سيول استراتيجية متأنية لتحقيق ذلك لتجنب أي تصعيد عنيف أو حرب معتبرا أن ذلك ربما يستغرق وقتا أطول ولكن بلاده لا تمانع في ذلك . وقال إن الرئيس مون يتبع استراتيجية تعتمد على عدم اللجوء للحرب ونزع النووي من البلدين ونشر السلام وزيادة الوعي لتحقيق ذلك. وأضاف أن نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية هو ما تحث عليه الأمم المتحدة مشيرا إلى تحقيق تقدم لم يكن يتصوره أحد وهي اللقاءات على مستوى الرؤساء ومع ترامب الرئيس الأمريكي. وأوضح أن مصر صديقة الكوريتين ويمكن أن تساهم من خلال الشركات والاستثمارات. وحول دور بلاده في أزمة سد النهضة، قال السفير الكوري إنها مسألة تخص القارة الأفريقية معتبرا أن الدول الأفريقية تتعاون مع بعضها تحت مظلة الاتحاد الافريقي مؤكدا أنهم سيتمكنون من التوصل إلى حل. وعن مكافحة كوفيد 19في مصر، قال إن الحكومة المصرية تمكنت من السيطرة على الوباء مشيدا لأدائها وأعرب عن سعادته بأن الارقام تقل منذ وصوله إلى مصر قبل 3 أسابيع، وقال إنه على علم بأن هناك تعاون بين مصر والصين فيما يتعلق باللقاح، وقال إنه سعيد باستقبال مصر للسياح. وقال إن بلاده كذلك نجحت في احتواء الفيروس حيث تسجل حوالي 20-30 حالة في اليوم باستثناء الحالات الوافدة، مشيرا إلى أن السلوك البشري مهم للغاية ولا ينبغي المبالغة في الشعور بالتشاؤم. وقال إن بلاده تعمل كذلك على تطوير تكنولوجيا البلازما مشيرا إلى أن هناك تعاون بين الشركات المصرية والكورية في المجال الطبي. وكان سفير جمهورية كوريا (الجنوبية) الجديد هونج جين ووك، وصل إلى مصر في الثالث من يوليو والذي عينه رئيس جمهورية كوريا مون جاى إن في يونيو الماضي.