نقلاً عن اليومى..
قرية يحاصرها التلوث من كل أطرافها، بعد أن احتضنت المنطقة الصناعية بمدينة قويسنا فى محافظة المنوفية، فأصاب أهلها بالكثير من المرض، فوصلت فيها أعداد المرضى بالفشل الكلوى وفيروس سى إلى أرقام قياسية، بحسب ما يقوله الأهالى بقرية «كفور الرمل» التابعة لمدينة قويسنا بمحافظة المنوفية.
على المصرف الزراعى الواقع شرق القرية والمسؤول عن رى نحو ثلاثة الآلاف فدان من أراضى القرية والقرى المجاورة لها، يُلقى العديد من المصانع الواقعة بالمنطقة الصناعية بقويسنا، بمخلفاتها الكيماوية إلى المصرف، بحسب رواية أيمن عامر، أحد شباب القرية، مضيفا أن عددا من مصانع الجلود العاملة بالمنطقة تمد مواسير صرفها الصناعى أسفل منازل القرية، بطول يصل إلى نحو كيلو متر، وصولا إلى المصرف الزراعى للقرية، دون أن تكون هناك أى معالجة لهذه المواد.
يعانى نحو 430 من أهالى القرية من أمراض الفشل الكلوى، بحسب حصر، قام به أحد أهالى القرية، يدعى خالد رفعت، قائلا: التلوث أصاب القرية، منذ أن انتزعت هيئة الاستثمار الأراضى فى عام 1977، حيث تزايدت وتيرة التلوث مع زيادة أعداد المصانع، والتى تصرف مخلفاتها الصناعية على مصرف القرية.
ويضيف: تضم المنطقة الصناعية حوالى 200 مصنع، ووقت إنشائها توقع أهالى القرية بناء محطة لمعالجة المخلفات الصناعية، إلا أن ذلك لم يحدث، مضيفا أن أصحاب المصانع قاموا بصرف مخلفات مصانعهم على آبار ارتوازية، فاختلطت بمياه الرى.
يقول خالد رفعت الذى فقد والدته ونجله أحمد بسبب إصابتهما بمرض الفشل الكلوى، إن هذا المرض لا ينتشر فقط بين كبار السن، ولكنه ينتشر بين المستويات العمرية المختلفة لأهالى القرية، والتى تشمل الأطفال الصغار الذين لا يتحاوز أعمارهم 15 عاما، بالإضافة إلى الشباب فى العقد الثانى والثالث من أعمارهم، وبحسب ما يقوله رفعت، فإن الفشل الكلوى أصبح وباء فى القرية بسبب التلوث المحيط بهم.
وبتهكم يضيف رفعت: مع الضغوط المتوالية من الأهالى بعد إحساسهم بالخطر، استجاب عدد من أصحاب المصانع بالمنطقة الصناعية، وقاموا بتخصيص أموال للمصابين، لكن حتى هذه المساعدات توقفت، ولم تستمر لأكثر من عام.
ويكمل أن عددا من المصانع التى تستعمل مواد كيماوية فى عملها، كان لا يجب أن تكون موجودة بالمنطقة، وكان من المفترض نقلها إلى خارج المنطقة الصناعية والكتلة السكانية، بخاصة أن مساكن القرى تسبق وجود المصانع.
ويضيف أنه لا أحد من المسؤولين بالمحافظة، أو حتى أحد من أعضاء مجلس النواب، يعير القرية اهتماما، على الرغم من أن دائرة قويسنا بها أربعة نواب فى البرلمان.
وائل أمين، أحد سكان القرية، يقول إن القرية تعانى من مقلب قمامة المنطقة الصناعية، والذى يحاصر القرية بالأدخنة، مما يتسبب فى انتشار أمراض الحساسية لدى العديد من شباب القرية.
.jpg)
.jpg)