أعلن وليد مشالي نجل طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، عن وفاة والده منذ قليل، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة لخدمة الفقراء، معلنا أن دفن الجثمان وصلاة الجنازة ستكون عقب صلاة الظهر بمحافظة البحيرة.
وكان الدكتور محمد مشالى "طبيب الغلابة"، وجه نصائح عبر "انفراد"، لجموع المصريين قبل رحيله فى حوار بالحفاظ على سلامتهم من وباء فيروس كورونا وعدم التكدس والازدحام والتهوية الجيدة، والاهتمام بالتغذية السليمة والصحية، والبُعد عن العصبية والتوتر.
ويذكر أن طبيب الغلابة بكى حين تذكر واقعة تعيينه فى إحدى الوحدات الصحية بمنطقة فقيرة، قائلا:" جاء لى طفل صغير مريض بمرض السكر وهو يبكى من الألم ويقول لوالدته أعطيني حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل لو اشتريت حقنة الأنسولين لن نستطيع شراء الطعام لباقى أخواتك، ولا زالت أتذكر هذا المواقف الصعب، الذى جعلني أهب علمى للكشف على الفقراء"، مؤكداً أن كشفه يبلغ 5 جنيهات وأحيانا لا يقبل ثمن الكشف من المرضى غير القادرين، ويقدم لهم الأدوية.
وتعليقاً على رفضه قبول تبرعات بالملايين من أحد البرامج التليفزيونية، قال:" رفضت قبول التبرعات، وأنا أوصيهم بتقديم هذه التبرعات لغير القادرين، وأنا لا أحتاج لها، قدموا هذه التبرعات للأطفال بلا مأوى، أو الأطفال الأيتام، أو من يريد التبرع لى قدموا هذه التبرعات إلى محافظ الغربية لصرفها على المحتاجين".
واسترجع طبيب الفقراء ذكرياته وقال أنه تخرج من كلية طب القصر العينى عام 1967، وولد بمركز إيتاى البارود، وتم تعيينه بالقطاع الريفى بمحافظة الغربية، لكونه مقيما وقتها بمدينة طنطا، وتنقل بين الوحدات الريفية، وتم ترقيته لمنصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة، ثم مديرا لمركز طبى سعيد حتى بلغ السن القانونية للمعاش عام 2004".
وأشار إلى أنه تربى فى أسرة شعبية، وبدأ حياته من الصفر، وكافح لتربية أبنائه وأبناء شقيقه، وأعطاه الله أكثر مما تمنى وسعيد بحياته"، مؤكدًا على أنه اختار أن يكون وسط محدودى الدخل والفقراء.
وأضاف أنه يشعر بالرضا عما قدمه فى مشوار حياته، للمرضى الفقراء، خاصة أن المستشفيات المجانية والمستشفيات الجامعية ليس لديها الإمكانيات لمساعدة المرضى الفقراء.
وأشار إلى أن عيادته البسيطة مفتوحة للفقراء بسعر كشف زهيد، مضيفا أنه يبدأ يومه بالاستيقاظ في السابعة والنصف صباحا وينتهي من الأعمال المنزلية الضرورية ثم يتوجه لعيادته، ويظل بها حتى آذان المغرب ثم يعود لمنزله ويتناول الإفطار ثم يتوجه للعيادتين الأخريين بقريتين مجاورتين لطنطا لتوقيع الكشف الطبي على أبناء القريتين مشددا على أن سعر الكشف في العيادتين 5 جنيهات فقط تقديرا لمعاناة الفقراء وتخفيفا عنهم، ثم يعود للمنزل مرة أخرى
وأشار إلى أنه فكر جيدا قبل رفض الجائزة المعروضة عليه من أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة، مقدما لهم الشكر على مافعلوه، وطالبهم بتوجيه الجائزة لمساعدة الفقراء، والتركيز على مساعدة الأطفال بلا مأوى ودور رعاية الأيتام، مؤكدا أنه عُرض عليه الحصول على جوائز كثيرة فى الفترة الماضية، ولكنه رفض تلقى أي مبالغ مالية
وأكد أنه لا يحب الشو الإعلامي، وأنه فضل أن يكون جنديا مجهولا لخدمة المريض الفقير، وينتظر الجزاء من الله وحده.
وطالب جموع الأطباء بأن يستوصوا خيرا بالفقراء، خصوصا أن الامكانيات فى المستشفيات الجامعية والمجانية ضعيفة لا تساعدهم على خدمة المرضى من الفقراء.