شهدت غابات الامازون سواء فى بوليفيا أو البرازيل ، ارتفاع فى عدد الحرائق مما يهدد رئة الأرض بخطر الاندثار، وحذرت وزارة البيئة البوليفية من أن الحريق الذى قضى على 25 الف هكتار فى منتزه أوتوكيس الوطنى على الحدود مع البرازيل وباراجواى، مهدد بالانتشار إلى المناطق الأخرى.
وقالت وزارة البيئة البوليفية، ماريا إلفا بينكرت "حتى الآن تضررت 25 الف هكتار فى سان ماتياس ، ومنتزه أوتوكيس"، وفقا لصحيفة "امبيتو" التشيلية.
وأشارت الوزيرة بينكيرت إلى أن أفرادًا من دائرة المناطق المحمية التابعة لهيئة الغابات ، فضلاً عن رجال الإطفاء المتطوعين ، توجهوا إلى منطقة الحريق لإخماد الحريق ولم يستبعدوا اللجوء إلى القوات المسلحة للمشاركة فى اطفاء الحريق، حيث أن الرياح القوية أشعلتها ، وهربت العديد من الحيوانات البرية من ألسنة اللهب.
وفي العام الماضي ، كانت هذه المنطقة نفسها من الأمازون البوليفية مسرحًا لحريق غابات عملاق دمر 4.1 مليون هكتار من الغابات والمراعي ، بما في ذلك الغابات البكر. نشأ الحريق من حرق المراعي لتوسيع الحدود الزراعية لإنتاج فول الصويا والماشية ، التي أذن بها الرئيس السابق إيفو موراليس (2006-2014).
وأشارت الصحيفة إلى أن فى حرائق الأمازون العام الماضى فى بوليفيا أدى إلى نفوق ما لا يقل عن مليوني حيوان، حيث أكلت النيران التي استمرت لأسابيع السهول المدارية في منطقة تشيكيتانيا بشرق بوليفيا.
وقالت البروفيسورة ساندرا كويروجا، من جامعة سانتا كروز: "راجعنا علماء أحياء في تشيكيتانيا وقدّروا أن هناك ما لا يقل عن 2.3 مليون حيوان مفقود في مناطق مختلفة من المحمية".
ووفق العلماء الذين قدروا الأضرار في الموقع، فإن من بين تلك الحيوانات التي وقعت ضحية الحرائق النمر القزم اللاتيني، وقطط برية أخرى مثل الكوجار (أسد الجبل)، والجاجوار والغزلان واللاما وحيوانات غابات صغيرة مثل آكلات النمل والسحالي والقوارض.
وفى البرازيل، قال المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل، نشوب أكثر من 2200 حريق في منطقة الأمازون خلال مايو الماضي، حيث أن هذا يزيد بـ20 % تقريبا عما كان عليه في الفترة ذاتها من العام السابق، ويمثل أكبر عدد من الحرائق منذ يونيو 2007.
ولكن لم تتوقف الحرائق فى الامازون البرازيلى، بل انتشرت بشكل أوسع، ووصل عدد الحرائق في منطقة الأمازون إلى أعلى مستوى في 13 عامًا ، ويخشى العلماء من أنها ستبتلع مساحات شاسعة من الغابات المطيرة في الأشهر المقبلة، فعادة ما يصل نشاط الحرائق في الأمازون ذروته بين يوليو وأكتوبر من كل عام، و أفاد المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء أنه اكتشف 2248 حريقًا فرديًا في الأمازون الشهر الماضي.
يذكر أن نحو ثلاثة ملايين شخص من سكان البرازيل الأصليين يسكنون في تلك الغابات وهم يعانون من خطر تفشي فيروس كورونا
وسبق أن دقت رابطة الشعوب الأصلية في البرازيل ناقوس الخطر، مع ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا بين الشعوب الأصلية، لأكثر من 5 أضعافه في شهر واحد.
يشير الخبراء هذا العام إلى زيادة بنحو 12.5%، حيث اكتشفوا ما مجموعه 3077 حريقًا في فترة الثلاثة أشهر الأخيرة.
وأشارت صحيفة "أو جلوبو" البرازيلية إلى أن الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو متهم بتقويض جهود حماية الغابة من خلال تشجيع جهود قطع الأشجار والتعدين، بالإضافة إلى قطع التمويل عن وزارة البيئة.
وقالت آنا جونز ، رئيسة الغابات في جرينبيس، "هذه الحرائق ليست من قبيل الصدفة، ورئيس البرازيل لم يفعل شيئًا لتثبيط مربى الماشية وممسكو الأراضي بالتوقف عن إزالة الغابات من الأمازون".
وأضاف جونز، "على الرغم من جائحة كورونا، فقد ارتفعت إزالة الغابات، والآن نشهد حرائق مشتعلة عمدا لمسح تلك الأرض للزراعة"، موضحة أن "على مدى الأشهر القليلة المقبلة، ما لم نشهد تدخلاً قويًا، من المرجح أن تزداد الحرائق وتبتلع مساحات شاسعة من الغابات، مما يعرض حياة السكان الأصليين والحياة البرية للخطر ويزيد من تفاقم أزمة المناخ على مستوى العالم".