"عيش ..حرية.. عدالة اجتماعية" شعار حملته ثورة 25 يناير وأهداف أعلنها الشعب المصرى فى ثورته ضد الفساد والاستبداد، ورغم اقتراب حلول ذكراها الخامسة خلال الأيام القليلة القادمة، إلا أن الجدل حول هذه الثورة لا زال مستمر حيث يفتخر البعض بها والآخر ينكرها ويصفها بأنها ليست اكثر من انتفاضة.. يأتى ذلك وسط دعوات يطلقها "الإخوان" وأنصارهم فى تحريض للنزول إلى الشارع اعتراضا على النظام الحالى، وهذا ما لم يلقى أى استجابة من القوى السياسية المختلفة.
من جانبه قال الدكتور محمد غنيم، عضو المجلس الاستشارى العلمى التابع لرئاسة الجمهورية، إن ثورة 25 يناير أهدافها تمثل مطالب الشعب المصرى فى هذه الفترة:" اللى بيتكلم إن الثورات تحقق أهدافها فى فترة قصيرة كلامه مش مظبوط .. بتاخد وقت طويل ".
وأضاف غنيم لـ"انفراد" ،:" ثورة يناير مفيش شك إنها ثورة شعبية كان لها دوافع نتيجة تراكمات خلال سنين طويلة.. وميزها إنه كان رأس الحربة فيها هم الشباب..كانت ثورة عفيفة شريفة مكنش فيها تحرش أو أية مضايقات..فى رأيى نقاء الثورة انتهى يوم 28 بالليل".
السيد البدوى : " مندهش من ردود الأفعال الأمنية"
فيما شدد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، على أن دعوات التظاهر فى ذكرى ثورة 25 يناير لن تلقى أى قبول من الشعب المصرى ولن يحدث أى مكروه فى هذا اليوم:" مش هيحصل حاجة وهيمر زى أى يوم ..والله ليس بداخلى ذرة قلق من اليوم ده لأنهم قالوا نفس الكلام اللى بيتقال دلوقت فى كل ذكرى للثورة فاتت ".
وأوضح رئيس حزب الوفد لـ"انفراد"،:" مندهش من ردود الأفعال الأمنية تجاه ذكرى الثورة، ويحزننى أن البعض ينكرها ويعتبرها مؤامرة.. إن كانت مؤامرة ما انحازت لها القوات المسلحة التى حفظت وحقنت دماء المصريين.. المبالغة فى تقدير الاستجابة للدعوات مبالغة كبيرة".
وأكد البدوى، أنه لن تكون هناك أى استجابة من الشعب لأنه واع لكل ما يحدث ويعلم حقيقة هذه الدعوات وما ورائها، مشيرا إلى أن ثورة يناير عظيمة قام بها شعب مصر وخطفها الاخوان فى اتجاه اخر واستطاع تصحيح المسار فى 30 يونيو لذا فان ذكراها احتفالية .
منير فخرى عبد النور : دعوات التظاهر فى 25 يناير "خبيثة"
بدوره يرى منير فخرى عبد النور وزير التجارة والصناعة السابق، أن الدعوات التى تطلقها الإخوان وأعوانهم للتظاهر خلال ذكرى ثورة 25 يناير "خبيثة" مؤكدا :"نحن نسعى إلى الاستقرار وبناء الدولة التى تطلعنا إليها جميعا وهى الدولة العادلة الحديثة.. وليس النزول للشارع حلا لمشكلاتنا الاقتصادية وليس بنشر الفوضى نحل مشاكلنا السياسية".
وحول ما يراه البعض تضييق أمنى قبل حلول ذكرى ثورة يناير، قال "عبد النور" لـ"انفراد"،:" نعترض على الإجراءات الامنية المفرطة..لو كان فى اختفاء قسرى يجب أن نبحث فى صحة هذه الدعاوى وإذا تأكدت يجب أن يحاسب المتورطين.. يجب أن يحاسب الشخص الذى منع الناشطة التونسية فى مطار القاهرة لأسباب غير مفهومة.. هناك أسلوب هادئ للمطالبة بحقوقنا ".
وردا على سؤال ما إذا كانت الثورة حققت اهدافها مع اقتراب ذكراها الخامسة، قال:" لم تحقق اهدافها بعد.. أرجو ان نكون فى سبيلنا لتحقيق هذه الأهداف.. الرهان على الممارسة السياسية وعلى الجميع .. لو حملنا البرلمان العبء سنفشل لأن الجميع عليه تحمل مسئولياته والمواطن ذاته أى على الـ90 مليون مصرى".
فيما أشار المهندس محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، إلى أن القوى السياسية الوطنية ليست فى صف النزول للشارع خلال ذكرى ثورة 25 يناير، لأن ذلك سيكون استجابة لدعوات "خبيثة" لقوى محسوبة على الإرهاب والإخوان .
وأوضح رئيس حزب الكرامة لـ" انفراد"، :"الناس العادية لن يتحمسوا للنزول للشارع تحت أى مبرر لأنهم ذاقوا خلال السنوات الماضية ظروفا قاسية ويتطلعون للاستقرار وتحرك عجلة الانتاج بوتيرة أسرع ".
وأكد أن التضييق الأمنى ربما يساهم فى رفع درجة الاحتقان لدى بعض الشباب، ووصف التحسب والقلق من النزول للشارع بـ"المبالغ فيه" وقد يرفع درجة الاحتقان لدى البعض.
وعن تحقيق الثورة لأهدافها من عدمه، قال سامى:" لم تتحقق..نقدر نقول إنها أصبحت على الطريق بعد أن أصبح هناك دستور ورئيس جمهورية منتخب بأغلبية ساحقة ومجلس نواب رغم الانتقادات الحادة الموجهه إليه"، متابعا:"هناك إنجازات للقيادة السياسية على الأرض لكنها لم تصل للعمق تجاه المواطنين البسطاء".
عاصم الدسوقى: ليست ثورة
وفى المقابل قال المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث، إن ما قام به الشعب فى 25 يناير عام 2011 هو انتفاضة وإسقاط رأس النظام فيما بقى النظام كما هو، مضيفا:" لازلنا فى فوضى وبقت فلسفة النظام كما هى من حيث التبعية لقوى خارجية وتطبيق الاقصاد الحر الذى يغفل البسطاء"، على حد قوله.
وأوضح الدسوقى، فى تصريح خاص، معرفا الثورة:" الثورة تبدأ بالانقلاب على الحكم القائم واسقاطة ثم يجلس الثوار فى مقاعد الحكم ويبدأون تغيير المجتمع طبقا للأهداف المعلنة للثورة.. ما حدث فى يناير ليس هكذا لذا هى ليست ثورة".