تشهد محاكم الأسرة خلافات حادة بين الأزواج والزوجات، ونسمع كثيرا أن تدخل الأهل الكلمة الأبرز على لسانهم- فهم متهمون دائما بتخريب الحياة الزوجية وحدوث النزاعات فيها-، ليصبح الطلاق كوسيلة فضلى للهرب من جحيم الخلافات الزوجية، والنتيجة طوابير طويلة من السيدات المتزوجات والأزواج والراغبين فى إيجاد حلول والخروج من دوامة العنف الأسرى، بصورة تهدد الاستقرار المجتمعى، لتطال الظاهرة حالات لا تتجاوز فيها أعمار زيجتهم عدة ساعات من عقد القران.
ومن خلال دفاتر محاكم الأسرة رصدنا بعض القضايا التى تظهر معاناة الزوجات والأزواج لتدخل الأهل فى الحياة.
المقارنة بين الزوجة والأم
وقع الزوج "ط.م.ك"، فى فخ المقارنة بين والدته وزوجته، كانت النتيجة وقوفه أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة بعد إقامة زوجته دعوى خلع، لتؤكد الزوجة ن.م.ك، البالغة من العمر 35 عاما: "زوجي دفع حماتى للتنمر على طوال 3 سنوات زواج، دمروا حياتى، ودفعونى للإصابة بالمرض النفسى".
وأكدت: أنجبت منه طفلا وحيدا وتحملت من أجله، ولكنى لم أستطع أن أكمل حياتى معه فأنا أشعر معه دائما أننى متزوجة من حماتى.
الغرور وحب التسلط
تحكى الزوجة "م.ه.ك" فى دعوى الطلاق للضرر أمام محكمة الأسرة بزنانيرى التى أقامتها بعد عامين ونصف من الزواج قائلة: "لم أظن أن ارتباطى بزوجى سينتهى بتلك المأساة، بعد أن وقعت ضحية لجبروت والدته، لتنفلت زمام الأمور، ودخلنا فى دوامة الصراعات العائلية التى بدأتها حماتى معى مبكرا جدا".
وأضافت: "كانت لها أرائها الغربية وتدخلها فى حياتنا بشكل مبالغ فيه، كل صغيرة وكبيرة كانت هي صاحبة القرار النهائي فيها، وكنت لا أستطيع مناقشتها بسبب غرورها وحبها للتسلط، وهنا أصبحت حياتى جحيم وانتهى بها الأمر بأن أقنعت زوجى بأننى لست على خلق وتركنى معلقة ".
لا تجربى منافستها لأنك ستخسرى
ظنت "د.ن.أ" الزوجة الثلاثينية أنها تستطيع أن تكسب المنافسة مع حماتها فكانت دائمة ما تتحداها وتجعلها تدرك أنها من انتصرت عليها وبهذا فقدت حب زوجها بعد زواج دام 6 سنوات وهذا ما جاء فى دعوى الحضانة التى أقامتها لضم طفليها أمام محكمة الأسرة بالعجوزة بعد طلاقها.
وتابعت: "كنت أشعر دائما بالتهديد وعدم الأمان فى التعامل مع حماتى فهى تجعل زوجى يتغير 24 درجة ويقارننى بها دائما، مما جعلنى أحارب حتى أستطيع الفوز ومن وقتها وقد خسرت زوجى وحياتى وطفلى بعد أن أخذتهم ورفضت رويتى لهم".
إلزام الزوجة بأداء الأعمال المنزلية لأهل الزوج
ادعت زوجة تعرضها للعنف على يد زوجها، والاستيلاء على منقولاتها، وتعليقها طوال 6 سنوات، ورفض زوجها توثيق تطليقها حتى لا تسترد حقوقها الشرعية، لتؤكد: "واجه زوجى رفضى لزواجه بآخرى بهجرى، وحرمانى من حقوقى الشرعية، وتبرأه من أولاده وتركهم دون عائل، ورفضه منحهم احتياجاتهم من مأكل وملبس ومصروفات مدرسية".
وأضافت الزوجة ع.م.أ، بدعواها أمام محكمة الأسرة: "عانيت خلال سنوات زواجى، من تحكمات وعنف زوجى، لدرجة وصلت لإجبارى على ترك العمل، وتحولى لخادمة لأهله وزوجات أشقائه، أقوم بمهامى متحملة طريقته وعائلته غير الإنسانية بمعاملتى".
تحديد مكان قضاء العطلات والأعياد
كانت "منى. ص" ترى أن منعها لزوجها من قضاء الوقت مع حماتها سلاحها فى كسب قلبه لكنها لم تدرى أن والدته تسن سلاحها للتصدى لها وإرجاع ابنها لحضنها مرة أخرى مما جعله يدخل مع زوجته فى حرب أمام محكمة الأسرة بإمبابة.
واستكملت فى ردها على دعوى الطاعة بعد مرور 3 سنوات زواج: "كنت دائما أخشاها بسبب صوتها العالى وإحراجها لى وانتقادى فاخترت تجنبها لكن زوجى بسبب علاقته الوطيدة معه بدأ فى كراهيتى بسببها وأخيرا انتهى الأمر بتركى لمنزلى، بسبب الخلافات المستمرة على مكان قضاء العطلات والأعياد".
انتقاد حماتك سيدفعك لحرب على قلب زوجك
الكثير من الفتيات يشنوا هجوم على أمهات أزواجهم بسبب بعض النقاط السلبية التى يعانى منها الأزواج، مما يدفع أم الزوج للدخول لحرب على قلب نجلها، خاصة أنها تشعر بالانتقاد والانتقاص من المجهود الذى بذلته خلال سنوات وهذا ما اقترفته الزوجة" ق.م.ك"، وانتهى الأمر بها مطالبة بالوقوف أمام محكمة أسرة مدينة نصر وعليها لمواجهة دعوي نشوز.
وقالت: "زوجى عصبى وغير متعاون ومهمل بشكل كبير فى كل ما يتعلق بالنظافة مما جعلنى أنتقده أمام والدته وهنا دخلت فى الصدام وخسرت حياتى بعد زواج دام 3 سنوات، وانتهى بوقوفى أمام الأقسام ومحاكم الأسرة".
لا تحرميها من أطفالك
كانت الزوجة "شهد.م" أسوأ حالا مما سبقوه فقد حرمت من أطفالها للأبد بعد أن قامت حماتها بأخذهم، وتركها معلقة دون أمل فى الحصول على حقوقها، وذلك بسبب عناد الزوجة وقيامها بتحدى حماتها وحرمانها من أحفادها.
وتابعت الزوجة فى دعوى المطالبة بحضانة أبنائها الثلاثة أمام أسرة الهرم قائلة: "كانت تتصرف مع أطفالى وكأنهم ملكها فكنت أشعر بالغيرة، مما جعلنى أتحداها وأتهرب من جعلها تقضى الوقت معهم، لكنها كانت أعنف فى ردها بعد أن حرمتنى منهم نهائيا".