قالت صحيفة التايمز البريطانية، إن عصابات المجرمين الإلكترونيين أجبرت الشركات حول العالم على دفع حوالى 25 مليار دولار خلال العام الماضى، مشيرة إلى أن الشركات البريطانية على دفع أكثر من 200 مليون إسترلينى فى شكل فدية العام الماضى، بحسب ما كشف خبراء.
وأوضحت الصحيفة، أن المبتزين، وكثير منهم من روسيا أو دول أوروبا الشرقية، يستهدفون رجال الأعمال المعروفين ببرامج ضارة ثم يحصلون منهم على عشرات الملايين من الجنيهات لاستعادة الدخول إلى شبكاتهم.
وقال الخبراء، إن الشركات التى تخشى الإحراج العام والبيانات المفقودة والغرامات التى تفرضها الجهات الرقابية تظهر استعدادا أكبر لدفع الفدية، وهو ما سمح للمجرمين بجنى حوالى 19 مليار جنيه إسترلينى سنويا فى جميع أنحاء العالم بهذه الطريقة. وكان بعضهم ناجحا للغاية حتى أنهم بدأوا فى نشر قوائم توظيف على الشبكة المظلمة من أجل جذب أشخاص للعمل معهم.
وتشير التقديرات إلى أن الشركات البريطانية قد تعرضت لـ 5 آلاف هجوم للحصول على فدية العام الماضى، بحسب شركة الاستشارة الأمريكية إيمسيسوفت. وأدى هذا إلى دفع حوالى 210 مليون جنيه إسترلينى للقراصنة، عادة فى صورة عملات إلكترونية مثل البتكوين، والتى لا يمكن تتبعها للوصول لشخص ما.
وقال محلل التهديدات بالشركة بريت كولو، أن إجمالى المدفوع قد يكون أعلى بكثير حيث أن العديد من الشركات لا تكشف عن قيامها بدفع فدية. وأوضحت أن هذه الجماعات تعمل بحصانة شبه كاملة.
ودفع هذا التقرير أعضاء البرلمان البريطانى للمطالبة بقوانين أكثر صرامة ضد دفع الفدى ولمزيد من الموارد للشرطة ووكالات الأمن للتعامل مع القراصنة. وقال وزير شئون الحكومة السابق ديفيد دافيس أنه ينبغى أن يكون غير قانونى، فالشركات غير مسئولة بدفعها لهؤلاء الأشخاص.
ويسمح القانون البريطانى بدفع فدية ما لم تكن لخدمة أغراض الإرهاب. وتقول وكالة الجريمة الوطنية فى بريطانيا أن الأمر يعود للضحية بشأن دفع الفدية لكنها تحث الصناعة والجمهور على عدم الدفع.
وكان تقرير صدر مؤخرا من المنتدى الاقتصادى العالمى قد قال أن هناك فجوة تطبيق مذهلة فى كيفية التعامل مع الجرائم الإلكترونية.
وفى الأسبوع الماضى، تم الكشف أن 33 جامعة بريطانية وعشرات الجمعيات الخيرية قد تعرضت لهجوم للمطالبة بفدية، واستهدف الهجوم برنامج يسخدمونه بسمى بلاك باود.
ومن الضحايا البارزين أيضا صانعة الساعات الذكية جارمين، التى أجبرت على إغلاق كل خدماتها لمدة أسبوع، ومقدم خدمات الصرف الأجنبى ترافل إكس، الذى عاد لاستخدام الورقة والقلم فى خدمة عملائه. ويعتقد أن كلا الشركتين قامتا بدفع فدية.
ويعتقد أن العصابات التى تقف وراء أشهر أنواع هذه الهجمات هم عادة من الروس. ويعتقد أن الهجوم الأخير على جارمين كان سببه عصابة مقرها روسيا تسمى شركة الشر، ويعتقد أن قائدها هو ماكسين ياكوبيتس، البالغ من العمر 33 عاما، الذى يعتقد أنه يعمل مع المخابرات الروسية، والمتزوج من ابنة ضابط بارز متقاعد فى الجهاز الأمنى للرئيس بوتين.
ويقول كولو أن هذه الجماعات تطارد بنجاح لعبة أكبر، فالمنظمات دفعت 25 مليار دولا تقريبا فدية فى عام 2019، وهو ما يعنى أن هذه الجماعات ليس لديها نقص فى المال للاستثمار فى تعزيز عملياتها من حيث حجمها وتطورها.