يتسم موسم الانتخابات الأمريكية هذا العام بظاهرة غريبة ربما لم تشهدها الولايات المتحدة منذ فترة بعيدة، وهى أن كلا المرشحين فى السباق نحو البيت الأبيض يفتقر للشعبية بدرجة أو بأخرى.
فقد أثبتت استطلاعات الرأى الحديثة أن كلا من دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهورى وهيلارى كلينتون التى باتت قريبة من الفوز بترشيح الحزب الجمهورى يعانيان من ارتفاع شديد فى الرؤية السلبية لهم من قبل الناخبين الأمريكيين. ووفقا لموقع ريل كلير بولتيكس المعنى بالسياسة الأمريكية، فإن معدلات عدم شعبية ترامب وصلت 65% بين الناخبين، مقابل 55% لكلينتون، وهو الأمر الذى جعل صحيفة "واشنطن بوست" تصف السباق بأنه بين مرشحين مكروهين.
ودفعت عدم شعبية ترامب وكلينتون البعض إلى الحديث عن مرشح ثالث. وقالت إذاعة "صوت أمريكا" إنه فى ظل عدم توحد الجمهوريين خلف ترامب، وعدم شعبية كلينتون، يرى جارى جونسون مرشح الحزب الليبرالى الأمريكى فرصة حقيقة فى خيار آخر فى السباق.
وكان جونسون فى تصريحات صحفية هذا الأسبوع إنه يعتقد ان كلينتون وترامب أكثر الشخصيات المثيرة للاستقطاب فى السياسة اليوم، وعندما يعلن 50% من الأمريكيين أنفسهم كمستقلين، فإن يفكر فى أنهم ليبراليين، لكن هذا ما لم يعرفونه.
عقبات تواجه "المرشح الثالث"
وسيعلن الحزب اللليبرالى، الذى يقدر الحقوق الفردية على التدخل الحكومى، رسميا ترشيح جونسون فى وقت لاحق هذا الشهر. إلا أن ترشح شخص عن حزب ثالث فى الانتخابات الرئاسية يحتوى على عدد من العقبات الكبرى اولها وأكبرها الاموال. فعلى الأشخاص ان يعلنوا ترشحهم للرئاسة باستمارة بسيطة يتم تقديمها للجنة الانتخابات الفيدرالية. وحتى الآن تم ملء 1700 استمارة لانتخابات 2016، وإن كان الكثير منها على سبيل السخرية يحمل أسماء مثلا "فلاديمير بوتين" و"فيدل كاسترو". ولكى يتم إعلانهم مرشحين رسميين، يتعين على هؤلاء أن يجمعوا على الأقل خمسة آلاف دولار فى مساهمات للحملة الانتخابية، وللترشح فى انتخابات فيدرالية على المرشح أن يجمع خمسة آلاف دولار فى 20 ولاية مختلفة.
ووفقا للبيانات الرسمية، فإن جونسون جمع 320 ألف دولار، ومرشح حزب الخضر جيل ستيلين جمع 2230 ألف، وكانا المرشحان الوحيدان عن حزب ثالث الذين وفيا بشرطة المساهمات المالية بنهاية مارس الماضى.. لكن فى المقابل، جمعت كلينتون 180 مليون دولار، وترامب 48 مليون دولار. وتصبح الأموال أكثر صعوبة خلال الانتخابات العامة.
المناظرات تلعب دورا هاما
أما الصعوبة الثانية فتتعلق بمهمة إقناع الناخبين، وتلعب المناظرات دورا هاما فى الانتخابات العامة وتسمح للناخبين بان يروا المرشحين جنبا إلىجنب يتعاملون مع القضايا الهامة التى تواجه البلاد، وقد حددت لجنة المناقشات الرئاسية ثلاث مناطرات تبدأ فى سبتمبر تطلب من المرشحين الحصول على دعم 15% فى عدة استطلاعات لكى يسمح لهم بالمشاركة.
وكانت آخر مناظرة شارك فيها مرشح عن حزب ثالث أو مستقل فى عام 1992، عندما شارك روس بيرتو المستقل مع الجمهورى "جورج بوش الأب" والديمقراطى بل كلينتون.