"سيادة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز.. اسمى عبد الرحمن، وأنا لست إرهابياً"، بهذه العبارة فتح الطفل عبدالرحمن، البالغ من العمر 12 عاماً ملفاً شائكاً، بعدما دونها في منشور على صفحته بمواقع التواصل، من داخل أحد مراكز الاحتجاز على الحدود السورية، والتي تضم زوجات وأبناء عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
رسالة الطفل الأسباني، عكست الأزمة الكبرى الكامنة داخل مخيمات ومراكز الاحتجاز الممتدة على الحدود السورية والعراقية والتي تضم ما بقى من عناصر تنظيم داعش وأبنائهم وزوجاتهم، والذين يحمل كثيراً منهم جنسيات أوروبية ويحلمون بالعودة إلى أوطانهم في وقت ترى فيه دوائر الأمن والاستخبارات الغربية في تلك الخطوة خطراً أمنياً كبيراً لاحتمالات اعتناق هؤلاء الفكر المتطرف.
ويرى خبراء أمنيون بحسب وسائل إعلام إسبانية إن عودة أبناء الدواعش الأسبان تشكل "تهديداً أمنياً"، فيما يري آخرون ضرورة أن تجري إعادة تأهيل هؤلاء ودمجهم في المجتمع بدلاً من الهروب من مواجهة الأزمة.
وبحسب صحيفة لارثون الأسبانية، قال خبراء أمنيون أن غرناطة وقصر الحمراء ستكون أولى وجهات تنظيم داعش الارهابى حال عودته مجدداً، وذلك لأن التنظيم نشر فى العديد من الرسائل التهديدية لأسبانيا صورة لقصر الحمراء، وهو ما يستدعى اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية للتصدى لأى هجمات ارهابية.
وأشارت صحيفة "لاراثون" إلى وجود 17 طفلا إسبانيا عالقين فى سوريا من أبناء الإرهابيين وحتى الآن تدرس اسبانيا احتمالية اعادتهم الى وطنهم مع مخاوف من استغلال هذه الأطفال لشن هجمات ارهابية فى البلاد، مشيرا إلى أن هناك 1700 من النساء والاطفال الإسبان فى التنظيم.
وأشار التقرير إلى وجود مخاوف من وجود اتصالات بين هؤلاء النساء والأطفال فى سوريا مع عائلاتهم فى إسبانيا، والتى منهم لونا فيرنانديز التى قاومت التنظيم الإرهابى بعد أن كانت أحد أعضائه، فهى دخلت أطفالها الأربعة فى احد المعسكرات الارهابية لداعش فى اسبانيا ، والآن ترغب فى العودة مجددا الى بلدها.
وتساءل التقرير، هل يحق لهؤلاء النساء والاطفال العودة مجددا الى اسبانيا، خاصة بعد أن أرسلوا الى عائلاتهم المطالبة بالعودة الى الاراضى الاسبانية، ويقول خوسيه لويس لاسو ، محامي والد يولاندا مارتينيز ، وهو أحد الارهابيين الإسبان الثلاثة الآخرين: "لم نتلق أي نوع من الرد"، واضاف "إنهم يخبروننا أنهم ليسوا في بلد يمكن فيه طلب التسليم" ، في إشارة إلى الفراغ القانوني الذي تنطوي عليه المنطقة الكردية.
وأشار التقرير إلى أن هناك دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا وألمانيا قامت بإعادة أبناء الارهابيين الى وطنهم، ووصل عددهم 63 قاصرا أوروبيا وامرأتين، وتتمثل العملية لأحكام المحاكم التى أشارت الى ضعف الحالة الصحية للصغار، فقامت فرنسا بإخراج 28 من أصل 200 طفل عالق، وبلجيكا 6 من اصل 69 ، وألمانيا 7 من أصل 138 ، والمملكة المتحدة اعادت 3 اطفال، والسويد 7 من اصل 57، ولا يزال هناك 17 اسبانى عالق فى سوريا.
وأوضح أنه بمجرد عودتهم إلى الوطن، سيقدم الكبار إلى العدالة بينما تقع حضانة القصر على الأجداد أو الخدمات الاجتماعية.
كما تحتجز التنظيمات الارهابية العديد من الرجال الاسبان الذين غادروا يوما ما للانضمام الى داعش وحتى الآن لا يعرف عائلاتهم اذا كانوا على قيد الحياة أم ماتوا.
ودعت منظمة إنقاذ الطفولة فى اسبانيا إلى إعادة الأطفال وأسرهم إلى وطنهم بأمان، تماشيا مع التزاماتها بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وقالت فى بيان "إعادة تأهيلهم ضرورية لتعافى هؤلاء الاطفال وأسرهم".
وكانت الشرطة الوطنية الإسبانية، كشفت النقاب عن شبكة غير مشروعة قامت بتجنيد أنصار تنظيم "داعش" في مدينة بادالونا وتلقينهم الإيديولوجي، وأوضحت أن "رجال الشرطة الوطنية ألقوا القبض على ثلاثة أشخاص في مدينة بادالونا لاشتباههم بممارسة أعمال تجنيد مواطنين وتلقينهم الايديولوجي لأهداف الإرهاب"، وذلك فى بداية يوليو الجارى.