حالة من الهذيان يعانى منها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو هذه الأيام بهدف رفع شعبيته بين الإسرائيليين وفى حزب الليكود، فبعد اجتماعه بوزراء حكومته بهضبة الجولان شهر أبريل الماضى، وإعلانه أن مرتفعات الجولان ستظل تحت السيادة الإسرائيلية، أعلن نتنياهو أنه هدد مصر بإرسال قوات من الجيش الإسرائيلى لفك الحصار على السفارة الإسرائيلية بالقاهرة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى اعترف بتدخل جهازى الموساد والشاباك (الأمن العام الإسرائيلى) فى الحفاظ على أرواح أطقم السفارات والقنصليات الإسرائيلية حول العالم، مؤكدا أنه كان سيتخذ قرار بتدخل قوات من الجيش الإسرائيلى لإجلاء طاقم السفارة الإسرائيلية بالقاهرة فى عام 2011.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو أطلق هذه التصريح خلال مراسم تأبيبن قتلى العاملون بالسفارات والقنصليات لإسرائيل فى دول العالم، موضحا أن الحكومة تبذل مجهودات وخاصة جهازى الموساد والشاباك للدفاع عن أطقم السفارات فى جميع دول العالم.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو ذكر الحضور بحصار السفارة الإسرائيلية وطاقمها بالقاهرة، موضحا أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية استعانت بكل الأدوات المتاحة لها لإنقاذ طاقم السفارة وذلك فى ليلة الحصار، مؤكدا أنه كان يخطط لتدخل عسكرى لإجلاء طاقم السفارة من القاهرة لولا تدخل قوات الأمن المصرية لفك الحصار وإنقاذ الطاقم بنجاح.
ووصف المصريون الذين كانوا ينون اقتحام السفارة بـ"جماهير متوحشة: وقال أنهم جاءوا لذبح دبلوماسى السفارة الإسرائيلية والعاملين فيها.
وقال نتنياهو إن 'دبلوماسيينا فى الوطن وخارجه يتعاملون منذ سنوات عديدة مع جبهتين: الأولى هى الجبهة الدبلوماسية والإعلامية حيث يبذل دبلوماسيونا فيها جهودا غير متوقفة من أجل إقناع الدول بعدالة قضيتنا ومن أجل تعزيز علاقاتنا الدولية ومن أجل حشد الدعم من قبل الرأى العالم ومن أجل صد الأكاذيب الكثيرة التى تروج ضد دولة اليهود'.
وأضاف أن 'الجبهة الثانية هى جبهة الأمن الشخصي. بصفتهم تمثيلا للسيادة الإسرائيلية، فإنهم يتعرضون بأنفسهم للاعتداءات.، حيث يتعرض موظفو وزارة الخارجية لتهديدات من قبل أطراف تسعى بكل الطرق الممكنة إلى المس بنسيج علاقاتنا مع دول العالم.
واعتبر نتنياهو أن 'إسرائيل موجودة فى عين العاصفة وهى تعتبر من نواح كثيرة الطليعة فى الكفاح المستمر ضد الإرهاب وفى مكافحة الإرهاب الذى يستهدف الدبلوماسيين'.
وكان متظاهرون اقتحموا السفارة الاسرائيلية فى القاهرة، فى 9 سبتمبر من عام 2011، فى تظاهرات أطلق عليها جمعة تصحيح المسار، حيث قام المئات من المتظاهرين المصريين بتكسير أجزاء من الجدار الخرسانى الذى أقامته السلطات المصرية حول السفارة بمحافظة الجيزة .
كما تسلق متظاهرون البرج الذى تقع السفارة فيه، وأنزلوا العلم الإسرائيلى، ورفع العلم المصرى محله، ووصل عدد منهم إلى شقة، قيل إنها تستخدم كأرشيف للسفارة الإسرائيلية، وألقوا بكثير من الوثائق إلى المتظاهرين فى الأسفل. وقد أسفرت تلك الأحداث عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 1049 آخرين بجروح.