تعتبر البقوليات وخاصة الفول البلدى " مسمار البطن"، المحصول البقولى الأول فى مصر، من حيث المساحة المزروعة والإنتاج الكلى والاستهلاك، والاعتماد عليه بصورة كبيرة، إلا أن الإنتاج المحلى من زراعته يغطى 41% من حجم الاستهلاك والباقى يتم استيراده من الخارج والبلغ 59%، بسب نقص فى المساحات المزروعة خلال الأعوام الماضية، وعمل مركز البحوث الزراعية خطة لزيادة الإنتاج من الفول البلدى بإنتاج أصناف عالية الإنتاجية وتحقق زيادة فى إنتاج الفدان.
وقال الدكتور علاء خليل مدير معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، فى تصريحات لـ" انفراد"،إن وزارة الزراعة تسعى لزيادة المساحات المنزرعة من الفول البلدى، مضيفا أن أحد أهم المشاكل التى تواجه التوسع فى زراعة الفول البلدى هى المشاكل التسويقية وعدم وجود سعر ضمان للمزارع حيث تتضارب الاسعار من موسم لأخر مما يجبر المزارع على البيع بأقل الأسعار، وعدم تطبيق مبدأ الزراعة التعاقدية والذى يساعد على زيادة نسبة التغطية بالتقاوى المعتمدة والتى تؤدى بدورها إلى زيادة الإنتاج.
وأضاف "خليل "، أن هناك عدة مقترحات للنهوض بزراعة الفول البلدى للحد من الفجوة الغذائية فى إنتاج الفول منها التوسع فى زراعته بمنطقة الوادى الجديد، وتحديد سعر ضمان للفول البلدى لحماية المزارع المصرى من تذبذب الأسعار، تفعيل نظام الزراعة التعاقدية الذى يؤدى إلى زيادة المساحة المنزرعة، وزيادة نسبة التغطية بالتقاوى المعتمدة مما يؤدى إلى زيادة المساحة المنزرعة، ومنع استيراد المحصول فى موسم الحصاد وذلك لحماية المنتج المحلى والمزارع المصرى، تطبيق حزم التوصيات الفنية الخاصة بالمحصول، وزيادة نسبة التغطية بالتقاوى المعتمدة، وإصلاح السياسات التسويقية يمكن الوصول بالمساحة المنزرعة خلال خمس سنوات إلى 350 ألف فدان مما يحقق إنتاج كلى قدره 480 ألف طن الأمر الذى سيؤدى إلى تحقيق الإكتفاء الذاتى من الفول البلدى.
وأكد تقرير معهد بحوث المحاصيل الحقلية، أن المساحة المنزرعة من الفول البلدى موسم 20/2021 حوالى 120 ألف فدان بمتوسط انتاج حوالى 10 اردب/فدان بإنتاجية كلية تصل إلى 180 الف طن ترفع نسبة الاكتفاء الذاتى من الفول إلى 41%، مشيرا إلى أن خطة وزارة الزراعة تستهدف زيادة مساحات المحصول إلى 350 ألف فدان تنتج 480 الف طن.
وأوضح التقرير، أن هناك فجوة كبيرة بين الانتاج والاستهلاك لمحصول الفول البلدى قد تصل الى 59%، مشيرا إلى وجود عدد من المعوقات تواجه زيادة المساحة والانتاج لمحصول الفول البلدى منها محدودية المساحة القابلة للزراعة فى الوادى والمنافسة الشديدة مع المحاصيل الشتوية الاخرى مثل القمح والذى يعتبر المصدر الرئيسى لرغيف الخبز ومحصول البرسيم الذى يمثل مصدرا هاما فى تغذية الحيوان مما يؤدى الى النقص الحاد فى المساحة المنزرعة من الفول البلدى من موسم لأخر.
وذكر تقرير معهد المحاصيل الحقلية، أن المشاكل التى تواجه التوسع فى زراعة الفول هى تعرض المحصول للأمراض الفيروسية والتى تنقل عن طريق حشرة المن وعدم الالتزام بتطبيق حزم التوصيات الفنية الخاصة بالمحصول، فضلا عن إنتشار الهالوك فى الأراضى المنزرعة بالفول البلدى وعدم التزام المزارعين بالتوصيات، ومن الحلول المقترحة للتغلب على المشاكل المحددة لزيادة المساحة والانتاج لمحصول الفول البلدى منها زراعة الفول محملا على محاصيل أخرى مثل القصب الغرس الخريفى فى الوجه القبلى والطماطم والبنجر فى الوجه البحرى، واستنباط أصناف مبكرة النضج تلائم الزراعة فى مرتب القطن .
وقال التقرير،أنه لابد من نشر زراعة المحاصيل البقولية فى الأراضى الجديدة مثل الفول بلدى العدس وفول صويا مع التركيز على منطقة النوبارية، لزيادة المساحة فى هذه المنطقة الواعدة، والتوسع فى زراعة الفول البلدى بمنطقة شرق الدلتا (الممتدة من بور سعيد حتى الاسماعيلية)، وزيادة مساحة الفول البلدى غرب بنى سويف وغرب المنيا ومنطقة يوسف الصديق بالفيوم ووادى الاسيوطى بأسيوط، وتدريب المرشدين والمزارعين من خلال برامج نقل التكنولوجيا، وتكثيف الجهد الإرشادى والحملات القومية وذلك لنشر زراعة الأصناف المحسنة وحزم التوصيات الخاصة بها مما يؤدى إلى زيادة المساحة المنزرعة والإنتاجية وبالتالى الإنتاج الكلى وبإتباع الزراعة التعاقدية
وأضاف التقرير، أن الجهود البحثية التى بذلت خلال السنوات الماضية أسفرت عن استنباط العديد من اصناف الفول البدى عالية الانتاج والمقاومة للأمراض والآفات والمتحملة للهالوك وهى (12صنف)، ومنها استنباط أصناف مقاومة لأمراض التبقع البنى والصدأ : سخا1- سخا3 – سخا4 – جيزة716، واستنباط أصناف متحملة للهالوك : مصر1 – مصر3 – جيزة843، واستنباط أصناف ذات احتياجات مائية قليلة وتلائم الزراعة فى الأراضى الجديدة منها نوبارية 1 ونوبارية 2 ونوبارية3، والصنفين الجديدين نوبارية4 ونوبارية5 المتحملين لأقل احتياجات مائية، فضلا عن إستنباط أصناف تلائم الزراعة فى الوادى الجديد، منها صنف وادى1 .
وأوضح التقرير أن مبررات التوسع فى زراعة الفول البلدى باعتبار إنه أهم المحاصيل البقولية الغذائية الشتوية فى مصر كونه غذاء رئيسى لغالبية أطياف الشعب المصرى بما يعنى أمن غذائى لا يقل أهمية عن رغيف العيش وكذلك هو مصدر رخيص للبروتين عالى الجودة حيث تحتوى البذور على حوالى 24% بروتين و58% كربوهيدرات ونسبة عالية من الحديد والكالسيوم .
وتنعكس الميزة النسبية لزراعة الفول على نسبة المساحة المنزرعة من المحصول مقارنة بإجمالى مساحة المحاصيل البقولية حيث تشكل المساحة المنزرعة من الفول البلدى 85% من إجمالى مساحة المحاصيل البقولية وتعتبر الانتاجية المحصولية للفدان التى تحققت فى مصر من أعلى الانتاجية فى العالم وذلك يرجع إلى الجهود البحثية التى بذلت خلال السنوات الماضية والتى أسفرت عن استنباط عدد 12 صنف الفول البلدى عالية الانتاج والمقاومة للأمراض والآفات والمتحملة للهالوك والتوصل الى حزم التوصيات الفنية التى من شأنها تعظيم الإنتاجية من وحدة المساحة لهذه الأصناف.