كتاب أجنبى يتناول أيام مجد الإسلام.. "الصليبية والجهاد" يقارن المسلمين بالأوربيين فى العصور الوسطى.. يصف سقوط الأندلس بالقضاء على أكثر المجتمعات تقدما.. والمؤلف: احترموا التنوع والأوروبيون لم يعرفوا ا

دائما بين الشرق والغرب حكايات تصل لحد التناقض، عندما كانوا ساقطين فى الظلام كان النور يشع فى الحضارة الإسلامية، وعندما بدأ الغرب نهضته تراجعنا، ودائما ما نسمع عن "عصور الظلام" وهى عادة تعبر عما حدث فى أوروبا من تحكمات مطلقة للكنسة فى مقدرات الشعوب هناك، فى هذا الوقت كان العلم الإسلامى ينشر معرفته بين الجميع. وبالرجوع إلى كتاب "الصَّليبيّة والجهاد.. حرب الألف سنة بين العالم الإسلامى وعالم الشمال" للمؤرخ والمستشرق والسياسى الأمريكى ويليام بولك 2019 م ترجمة عامر شيخونى ومراجعة وتحرير عماد يحيى الفَرَجى، نجده يتحدث عن هذه المرحلة فيقول تحت عنوان "الأيام العظيمة للخلفاء وتَطَوّر الإسلام": طارد العباسيون الجدد الذين استولوا على السلطة أغلب أبناء عمومتهم من الأمويين وقتلوهم لكى يضمنوا ترسيخ حكمهم، أرادوا توحيد العالم الإسلامى من جديد بعد هزات الثورة، لكنهم فشلوا فى تحقيق ذلك ولم يمكن استعادة وحدته بعدها أبداً، ربما لم تكن العودة إلى خلافة واحدة شاملة ممكنة، ولكن هروب أحد أمراء الأمويين أكد على تمزقها. هرب إلى اسبانيا حيث احتضنته المملكة العربية - البربرية التى كانت قد تأسست هناك على أنقاض مملكة إحدى القبائل الجرمانية التى دمرت الإمبراطورية الرومانية الغربية، عرفت آنذاك بالأندلس، وهو اسم مشتق من اسم مؤسسيها: شعب الفندال. كان حكم الفندال ظالما ومستبدا لدرجة أن السكان الأصليين المتذمرين، خاصة اليهود المضطهدين، شجعوا الغزاة من العرب والبربر المسلمين على عبور البحر الأبيض المتوسط من منطقة المغرب المسلمة إلى جبل طارق فى إسبانيا، وبعد ذلك العبور سنة 711، ظَل العرب فى أجزاء من شبه جزيرة إيبريا حوالى سبعمائة سنة، وطوروا مزيجا رائعا من الثقافتين الإسلامية واليهودية، ظهر فى جامعات الأندلس كثير من الفلاسفة والعلماء والأطباء والشعراء والموسيقيين الذين أعطيت لهم حرية الرأى والإعلان عن مكتشفاتهم وممارسة فنونهم. واندفعت الإمارات المسيحية المحاربة من ليون وكاستيل ونافار وأرغون وبرشلونة وامتدوا جنوباً على مر القرون لاحتلال مدينة بعد مدينة ومنطقة إثر منطقة حتى استطاعوا سنة 1492 طرد عشرات الآلاف من المسلمين واليهود وأخضعوا من بقى إلى محاكم التفتيش وقضوا بذلك على أكثر المجتمعات تقدما فى أوروبا. كانت المقارنة مع بقية أنحاء أوروبا مذهلة، فلم يوجد فيها آنذاك سوى قلة ممن يستطيعون القراءة، وكانوا معزولين فى الأديرة، أما من استطاع القراءة من أهل المدن فربما لم يكن مستواهم أفضل من طلاب المدارس الابتدائية فى هذه الأيام، فمثلاً ربما لم يعرف سوى قليل ممن وقعوا على الوثيقة التاريخية "الماجنا كارتا" (انجلترا 1215) كيف يكتبون شيئا أكثر من أسمائهم، وربما لم يتمكن أحد منهم من قراءتها. ومن الصعب أن نجد دليلاً على وجود أكثر من قلة قليلة من الرجال أو النساء ممن كانوا يتمتعون بالثقافة أو حتى بأية درجة من الرقى الاجتماعى، بينما ازدهرت فى الأندلس الفنون، واخترعت أنواع جديدة من الشعر، وألهم التَّذوق الموسيقى ما أصبح فيما بعد حركة التُروبادور الفنية، وتطور المجتمع الكنائسى المسكونى فى الأندلس من النواحى الفنية والعمرانية والموسيقية والشعرية والطبية والعلمية، وقام بدور مهم للربط بين العالم الكلاسيكى الإغريقى - الرومانى والمجتمعات، خاصة فى إيطاليا حيث وضعت أسس عصر النهضة. وقام العباسيون أيضا بتأسيس دولتهم المتطورة وخلافتهم القوية على ضفاف الفرات ودجلة، وبنوا سلسلة من المدن العظيمة، أشهرها بغداد التى تم تأسيسها بعد اثنتى عشرة سنة من ثورة أبو مسلم فى 762، وحكموا منها امبراطورية امتدت أرجاؤها من البحر الأبيض المتوسط حتى نهر السند، ومن شبه الجزيرة العربية حتى حدود الصين. تعَرف عليها الأوروبيون والأمريكان من خلال الحكايا الخيالية فى "ألف ليلة وليلة". ويقول الكتاب: حيثما حل المسلمون أسسوا ما يسمونه "دار السلام" باحترام نسبى لتنوع الثقافات والأديان إلى حد لم تتخيله أوروبا المسيحية، فقد تَعايش اليهود والمسيحيون والهندوس والبوذيون وأصحاب ديانات وأعراق أخرى جنباً إلى جنب فى انسجام بالمقارنة مع العنف الدائم والتهديد المتكرر بالفصل العنصرى الذى طالما وجد فى أوروبا.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;