كثير من القراء والمواطنين يتساءلون عن السبب الذى يجعل بعض الناس يفضلون تبنى وجهات نظر الجهات والصحف الخارجية عن قضايانا، خاصة تلك التى تحمل هجوما أو انتقادا، بينما يتجاهلون نفس المصادر عندما تكتب تغطيات عكس ما يعتقدون، والإجابة تأتى من المصلحة. هناك جهات تمول مواقع وصفحات وتسجيلات وأفلاما، هذه الجهات تحدد لأصحاب المواقع ما يجب أن ينشروه، بل إنها أيضا تنفق على الترجمة والعناوين، وكل هذا بمقابل، فليس من المعقول أن تكون هذه الجهات تدفع آلاف الدولارات على سبيل الصدقات.
الموضوع أن هناك بعض النشطاء أو الزعماء اكتشفوا هذه اللعبة وبعد أن بارت بضاعتهم وأصبحوا بعيدين عن مساحات التأثير، وجدوا فرص تشغيل مهمة أن يكتبوا ما يرضى الخارج طمعا فى الترجمة والتوظيف، وهى لعبة رائجة، حتى لو لم تكن تؤثر كثيرا فى جمهور اكتشف الزعامات الوهمية.
ومن يريد أمثلة عليه أن يراجع كتابات زعماء التسخين، سوف تجدهم «سخنين» حاسمين تجاه أى خطأ لأمين شرطة أو جندى، يسارعون باتهام الشرطة، لكنهم يصمتون تماما أمام شهداء الشرطة فى حلوان أو سيناء أو أى مكان، وبالطبع من الواجب أن ننتقد جميعا أى تجاوز من أى فرد تجاه المواطنين، وأن نسلط الضوء على أى اعتداء على المواطن من قبل أى شخص، سواء كان ضابطا أو جنديا، وقد فعلنا ذلك كثيرا، وتم التحقيق مع كل من خطأ أو تجاوز، لكن علينا فى الوقت نفسه أن نعترف بجهود أبنائنا فى الشرطة والجيش، وعندما يسقط منهم شهيدا أو جريحا نذكر ذلك، لكن هذا عن الإنسان الطبيعى.
ماذا عن الزعماء الوهميين؟.. هؤلاء لن تجد عندهم سوى الاتهامات، ولن تجد لدى أى منهم تعاطفا مع الشهداء، بل يمكن أن تجد لدى بعضهم تحريضا ونقلا من مواقع التحريض. وعندما يرى المواطن هذا يشك فى كل ما يقدمه هؤلاء، لأنه أصبح يفرق بين من يعارض لوجه الوطن ومن يعارض لأجل التمويل أو بحثا عن جهة ما تستعمله ضمن خدمات التحريض. وكما قلنا بالأمس فإن الخوف ليس من الإرهاب ولا من التهديدات الإرهابية فقواتنا كفيلة بها وجيشنا قادر عليها، لكن الخوف هو من خلايا تدعم الإرهاب وتقدم له الخدمات والاتصالات والمواقع، هناك منظمات مستعدة طوال الوقت للدفاع عن حقوق الإرهابيين والقتلة الذين اعترفوا، وتم توثيق جرائمهم بالصوت والصورة، تجد منظمة مثل الووتش تنشر تقارير تجدها قبلها فى كل المواقع إياها بدون أجر، لأن الثمن مدفوع مقدما. ابحث مثلا لدى الكاتب الذى يمجد تركيا وإيران ماذا قال عن الإرهاب فى حلوان، وما رأيه فى ظهيره أردوغان وأفعاله. تماما مثل باقى أعضاء نادى التمويل والمؤتمرات. كل هذا لا يهم ما دام الناس يعرفون القلوب السوداء، ومن وراء الإرهاب الأسود.