<< ميشال فرعون: انفجار مرفأ بيروت له أسباب كثيرة جزء منه الإهمال
<< استخدام سياسة الترهيب والترغيب أضعف الدولة
<< لا نبرأ من يعتبرون لبنان قاعدة لإيران من انفجار بيروت
أحداث ساخنة تشهدها لبنان خلال الفترة الراهنة، بدأت يوم الثلاثاء الماضى بانفجار ضخم هز العاصمة بيروت، وكان له ردود أفعال على مستوى المجتمع الدولى، تبعه احتجاجات واسعة فى الشارع اللبنانى بسبب الإهمال الذى تشهده السلطة اللبنانية الحاكمة، وأدى فى النهاية إلى إعلان رئيس وزراء لبنان حسان دياب استقالة الحكومة.
وسط كل هذه الأحداث الساخنة، أجرى لـ"انفراد"، حوارا شاملا مع وزير السياحة اللبنانى السابق ميشال فرعون يكشف لنا ما الأسباب التى أدت إلى تصاعد الأحداث فى لبنان والأزمة الراهنة التى تشهدها بجانب من يتحمل مسؤولية انفجار مرفأ بيروت، بالإضافة إلى ما إذا كانت استقالة الحكومة اللبنانية ستخفف من الأزمة وإلى نص الحوار..
فى البداية كيف ترى استقالة حكومة حسان دياب؟
استقالة حكومة حسان دياب لم تغير بعمق الأزمة اللبنانية التى تعيشها الآن، لأن هذه الحكومة تحديدا ليس لها لا صفة تمثيلية على صعيد الداخل ولا صفة تمثيلية على صعيد الخارج، وكانت تمثل بعض القوى الأكثر تمثيلا نيابيا فقط بانتظار حلول سياسية التى لم تأتِ لذا تتحمل مسؤوليات لعدم تطبيق أى وعد من الوعود التى وعدت بها الشعب اللبناني.
ما سبب فشل حكومة حسان دياب؟
الوعود التى أعلنت عنها الحكومة اللبنانية كانت فارغة لأن القوى التى كانت تغطى هذه الحكومة هى قوى الرئيس اللبنانى ميشال عون أو حزب الله وكان هناك أكثرية لوزراء جبران باسيل لم تسمح بالمضى قدما نحو أى إصلاح ممكن أن يضر بمصالحهم.
أى أن السلطة الحاكمة هى سبب الأزمة اللبنانية الراهنة؟
كانت حكومة حسان دياب رهينة كما أن البلد اليوم ومنذ سنوات أصبحت رهينة والشعب اللبنانى رهين لأكثرية زجت بلبنان فى محور بعيدا عن جوهر ورسالة وتاريخ لبنان وعمقه العربى وأصدقائه فى الغرب، فهذه الحكومة كانت أيضا رهينة وكانت أجبن من أن تستطيع أخذ بعض القرارات.
متى يمكن أن تخفف استقالة حكومة حسان دياب من الأزمة اللبنانية؟
الاستقالة لن تخفف من الأزمة إلا إذا كان هناك اتفاق على حكومة جديدة قد يكون لها الضوء الأخضر لتطبيق بعض الإصلاحات وهذا يبقى السؤال بعد أن وضع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون خارطة طريق منطقية، جزء منها على الصعيد السياسى أى اتفاق سياسى وهذا يعنى بالطبع أيضا بعض الأمور التى تخص السلاح وإصلاحات ونقاشات جدية مع المجتمع الدولى تحت غطاء من المجتمع الدولى.
من يتحمل مسئولية انفجار مرفأ بيروت؟
سبب انفجار مرفأ بيروت والأزمة الكبيرة التى وصلنا إليها فى لبنان ليس وليدة اليوم إنما نستطيع أن نضع محطة أساسية لانزلاق لبنان بداية 2011، فحكومة سعد الحريرى آواخر عام 2009 كانت وليدة اتفاق دولى كبير، وبدأ الانهيار الكبير فى 2011 بمعنى أنه كان هناك قرارا لحزب الله بإمساك البلاد، وتراجع النمو الذى وصل عام 2010 إلى 6 أو 7% وبدأ التراجع وإضعاف القدرات المالية رويدا إلى حين التعطيل، ومع انتخاب الرئيس عون والمضى قدما فى سياسة الترهيب والترغيب والتحالف مع الرئيس عون والذى عزل لبنان لأن لبنان أصبح فى مكان آخر وبدأ انسحاب الأموال وارتفاع الفوائد والأزمة الاقتصادية ووصلنا للأزمة الاجتماعية وإلى الانهيار المالى وهى الأزمة الكبيرة التى بدأت بضعة أشهر بعد انتخاب الرئيس عون وخاصة عند الضغط على رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريرى الذى كان يعكس فقدان التوازن فى لبنان وانقطاع لبنان من حلفاءه واصدقاءه وهذا ما أوصلنا إلى الأزمة الكبيرة فى نوفمبر 2019 مع انهيار لكل القطاعات والغضب جراء هذا الانهيار.
ما أسباب انفجار مرفأ بيروت الذى هز العالم أجمع وليس لبنان فقط؟
انفجار مرفأ بيروت فله أسباب كثيرة جزء منه الإهمال مع بعض علامات الاستفهام حيث إن التداعيات لم تبصر النور بشكل واضح، لأننا فى عمق الأزمة والتفاوض حول الأزمة ولا نستطيع أن نبرأ حكومة الإسرائيلية أو من يعتبرون لبنان قاعدة لإيران والسلاح الإيرانى الموجود فى الكثير من المناطق اللبنانية فهذا الانفجار جزء منه الإهمال وسياسة والترهيب والترغيب التى أضعفت الدولة وأنهكت الموظفين الذين كانوا يعيشون على المحسوبية، وبدأ العمل فى الوزارات يتراجع لأن معيار النجاح كان المحسوبية والتبعية لفريق أكثر من أى كفاءة أو متابعة جدية للعمل وهذا أثر على العمل فى جميع الوزارات.
وما أسباب اندلاع المظاهرات فى وسط العاصمة اللبنانية؟
المظاهرات والغضب نتيجة كل ذلك وعلى رأسه الفساد، والفساد كان جائزة ترضية للنظام كان يبادل الدعم السياسى غير الشعبى لفريق السلاح مقابل الضوء الأخضر للفساد فهذا هو ما وصلنا إليه ولن نستطيع أن نخرج من هذا المأزق إلا باتفاق سياسى وإصلاحات وهذا فى غاية الصعوبة لأنه ليس هناك أى نظام فى العالم يتجرأ أو يمضى قدما نحو إصلاحات مطلوبة والتى ستفضح وتدين المستفيدين من التركيبة السياسية والصفقات لذا وصلنا ما وصلنا إليه من وضع متأزم ومتوتر جدا وسنرى فى الأسابيع المقبلة نتيجة تفاقم الأزمة مع الانفجار الذى أوصل لبنان ليكون من الملفات الساخنة على الصعيد الدولى.