تصاعدت حالة الانقسام داخل جماعة الإخوان خلال الساعات الماضية وتوالت حرب البيانات بين الجهات المؤيدة للجبهتين المتنازعتين على قيادة الجماعة على إثر خارطة الطريق التى طرحها أحد طرفى الأزمة وتتضمن إجراء انتخابات شاملة على جميع مستويات الجماعة، وفقا للائحة الداخلية القديمة.
ووصلت حالة الانقسام ذروتها بإعلان قيادى بارز داخل الجماعة استقالته من عضوية مكتب الإرشاد وجميع المناصب التنفيذية، حيث بث محمد كمال عضو مكتب الارشاد المختفى منذ فض اعتصام رابعة، رسالة صوتية من مخبأه أعلن خلالها استقالته من المناصب التنفيذية بالجماعة استجابة لما سماه بـ"مبادرة خارطة الطريق".
وقال كمال الذى يعتقد أنه متواجد داخل مصر فى رسالة صوتية بثتها مواقع إخوانية: "أبدأ بنفسى مبادراً طالباً من الإخوان فى اللجنة الإدارية العليا إعفائى من مهمتى الحالية، ومعلنا عدم التقدم لأى موقع تنفيذى فى الإدارة القادمة، لأظل عوناً لإخوانى فى القيادة الجديدة المنتخبة متى شاءوا وأينما شاءوا من موقع الناصح وموقع الجندى المطيع لقيادته، مغلقاً بذلك كل صفحة المرحلة السابقة" .
قبلها بساعات كان قد صدر بيانا عن المكتب الإدارى لجماعة الإخوان بالإسكندرية قال أنه يثمن ماسماه بـ"خارطة الطريق" التى أصدرتها اللجنة الإدارية العليا، واعتبر أن من شأنها حسم الخلاف، بإنشاء مؤسسات منتخبة لمعالجة حالة الفراغ المؤسسى التى تعانى منها الجماعة ووصف عملية إجراء الانتخابات بالخطوة الجيدة.
وفى المقابل، لم تلق المبادرة ترحيب من جانب جبهة محمود عزت، حيث صدر بيانًا من مجلس شورى الإخوان فى الإسكندرية يعارض بيان المكتب الإدارى للجماعة فى نفس المحافظة، ويعلن رفضه لإجراء انتخابات داخلية عاجلة بالجماعة، مشيرًا إلى أنه يعترف باللجنة الإدارية العليا الجديدة التى شكلها محمود عزت القائم بأعمال تنظيم الإخوان.
وقال فى بيان له: "يؤكد مجلس شورى الإخوان بالإسكندرية التزامه التام بقرارات الشورى العام، وأن اللجنة الإدارية العليا المؤقتة المنوط بها إدارة الجماعة هى اللجنة التى يرأسها محمد عبد الرحمن وهى آخر لجنة انتخبها مجلس الشورى العام الذى اختار اللجنتين السابقتين، والأعضاء الموقوفين ليس لهم الحق فى تكوين لجان موازية وقد تبين لمجلس شورى المحافظة أن لجنة الإدارة مازالت تخالف هذه القرارات باجتماعهم مع الإخوة الموقوفين و تتلقى التعليمات منهم".
وأكد مجلس شورى المحافظة رفضه التام لأى تصرف من شأنه أن يفرق الشمل ويشتت الصف ويعمل على تفرقه وانقسامه، موضحا أن إصرار لجنة الإدارة بالمحافظة على تغييب صف المحافظة وذلك بإيصال معلومات مغلوطة وغير صحيحة وتشويه وتجريح بعض إخوانهم أمر مرفوض.
فيما أصدرت المكاتب الإدارية لمحافظات "أسوان - قنا - سوهاج - أسيوط"، بيانا أعلنوا رفضهم لبيان اللجنة الادارية العليا الذى طالب بعقد انتخابات داخلية عاجلة على اللائحة القديمة للجماعة، معلنين تمسكهم ببقاء محمود عزت القائم بأعمال التنظيم.
وقال البيان الصادر عنهم إن مجلس شورى المكاتب الإدارية يعلن الالتزام بكل قرارات مجلس الشورى العام المنعقد فى مارس 2016، وما نتج عنه من انتخاب لجنة إدارة مؤقتة لتسيير الأعمال تضم خمسة من أعضاء الشورى العام برئاسة محمد عبد الرحمن المرسى، وبإشراف محمود عزت القائم بعمل المرشد العام لجماعة الاخوان، وانتخاب لجنة انتخابات مستقلة من أعضاء الشورى العام لاستكمال الهيئات الشورية للجماعة، وانتخاب لجنة للرؤية تستكمل عمل اللجان السابقة وتقدم تصورها للرؤية وتعديل اللائحة لمجلس الشورى العام بعد استكماله، وانتخاب لجنة من الشورى العام للتحقيق فى أى تجاوزات لتفعيل مبدأ المحاسبية داخل الجماعة.
كما أعلن البيان التزام مكاتب القطاع بمرجعية القائم بأعمال المرشد العام ومؤسسات الجماعة والالتزام بقرارات اللجنة الإدارية المؤقتة برئاسة محمد عبد الرحمن المرسى.