معتز الحوت: قطاع الأغذية أقل المتضررين من كورونا.. وتعافى المبيعات بداية من شهر يونيو
90% من منتجات نستله مصنعة محلياً..ونخطط لاستخدام فواكه محلية في إنتاج "السيريلاك"
3.5 مليار جنيه استثمارات نستله في مصر..ونسعى لاستثمار 35 مليون فرانك خلال 3 سنوات
لم نستغن عن عامل واحد وصرفنا حوافز إضافية للعاملين بالمصانع وخطوط التوزيع.. وأجرينا أضخم حملة فحوصات للاطمئنان على صحتهم
إعفاء 350 عميلا من قيمة إيجار ماكينات نستله للقهوة.. ومنحهم منتجات لمدة 3 شهور مجاناً
ترى كافة المؤسسات الدولية، أن جائحة كوفيد 19 هي أصعب أزمة عالمية واجهتها البشرية، وكانت بمثابة اختبار صعب على الحكومات والشركات، والتي نجحت بعضها في مواجهة هذا الاختبار والتغلب عليه، بينما فشلت أخرى، من ضمن النماذج المحلية الناجحة في مواجهة هذا التحدي هي شركة نستله مصر، والتي حققت المعادلة الصعبة في توفير كافة منتجاتها في الأسواق رغم تحديات وقف سلاسل الإمداد وحظر حركة المواطنين لساعات طويلة وانتشار الإصابات بالفيروس المميت، وفي الوقت نفسه لم تتأثر مبيعاتها بصورة إجمالية، ولذا أجرينا حواراً مع معتز الحوت رئيس مجلس إدارة والمدير التنفيذي لشركة نسلته مصر للتعرف على رأيه في إجراءات الحكومة لمواجهة الجائحة، وخلطة نجاح نستله في تجاوزها، علاوة على قرارات الشركة لمساندة عملائها، وإلى نص الحوار..
س- كيف أثرت جائحة فيروس كورونا على الاقتصاد المصري؟
ج- بدايةً الاقتصاد المصري كان مستعداً لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادي، ولو مصر واجهت هذه الأزمة قبل تطبيق هذا البرنامج كان الوضع سيصبح صعباً أمام الحكومة.
أما عن تأثير الجائحة على الاقتصاد، فقد أثرت الجائحة سلباً على؛ أولاً موارد مصر من النقد الأجنبي سواء تحويلات المصريين بالخارج أو السياحة أو إيرادات قناة السويس أو الصادرات أو الاستثمار الأجنبي المباشر، ثانياً تباطؤ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي، حيث كان يتوقع تحقيق معدل نمو يتراوح بين 5-6% خلال العام المالي الماضي إلا أنه تراجع إلى 2.2%، ورغم انخفاض معدل النمو بنحو 50% إلا أن مصر من الدول القليلة في المنطقة التي حققت معدل نمو إيجابي هذا العام، كما يتوقع استمرار زيادة معدل النمو، وهو ما يتفق مع توقعات المؤسسات المالية الدولية.
س- وماذا عن تأثير جائحة فيروس كورونا على قطاع الأغذية؟
ج- قطاع الأغذية أقل المتضررين من جائحة فيروس كورونا، حيث تسببت الجائحة في خفض معدل نمو المبيعات المستهدفة، وذلك بسبب إغلاق الفنادق والمطاعم، والتي تشكل نسبة كبيرة من مبيعات شركات الأغذية، بالإضافة إلى انخفاض مبيعات قنوات بيعية معينة، وهو ما أثر سلباً على نسبة نمو إجمالي مبيعات الشركات.
س – هل تسبب جائحة كورونا في تغيير نمط المستهلك المصري؟
ج- جائحة كورونا ظهرت في توقيت لم يكن المستهلك المصري تعافى تماماً من آثار قرار تحرير سعر الصرف "تعويم الجنيه"، ولكن لأن المستهلك المصري واجه 3 أزمات كبرى خلال آخر 10 سنوات وهم ثورتين وتعويم الجنيه وأخيراً كورونا، لذا أصبحت لديه خبرة في التعامل مع الأزمات، حيث اتجه بعض المستهلكين إلى توفير النفقات عن طريق إعادة ترتيب أولوياتهم في الشراء، كما لاحظنا تغيير في اتجاه بعض المستهلكين لشراء منتجات بمستويات سعرية أقل من التي اعتادوا عليها، وهذا لم يؤثر على نستله لأن لديها منتجات في كافة شرائح الأسعار.
س- وما رأيك في تعامل الحكومة مع التداعيات الاقتصادية للجائحة؟
ج- تميز تعامل الحكومة مع جائحة كورونا بالسرعة والحسم، حيث أصدرت عدة قرارات سريعة لمواجهة تداعيات الجائحة أبرزها سرعة خفض معدل الفائدة 300 نقطة أساس مرة واحدة، وسرعة التفاوض مع صندوق النقد الدولي للاقتراض لمواجهة هذه التداعيات، علاوة على تخصيص 100 مليار جنيه لمواجهة الجائحة، وكل هذه القرارات تمت في وقت قياسي، وهو ما منح مجتمع "البيزنس" الثقة في قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة، لأن هناك قاعدة أساسية في البيزنس وهي أن الأهم ليس اتخاذ القرار، ولكن التوقيت الصحيح لاتخاذه.
وساهمت قرارات الحكومة في تخفيف تداعيات جائحة كورونا الاقتصادية، حيث ساهم قرار خفض الفائدة 300 نقطة أساس في خفض تكلفة الاقتراض، وهو ما منح الشركات مساحة للتعامل مع الصدمة.
س- بعد مرور أكثر من 5 شهور على تفشي جائحة كورونا في مصر، هل انحسرت تداعيات الجائحة؟
ج- نعم بالفعل بدأت تداعيات جائحة كورونا في الانحسار بعض الشئ، إذ تضررت القطاعات الاقتصادية بشدة خلال فترة الربع الثاني من العام، ومع بداية شهر يونيو بدأ الاقتصاد المصري في العودة تدريجياً عدا قطاع الفنادق والمطاعم مازال يعاني من تراجع السياحة، وهو من أهم القطاعات بالنسبة لصناعة الأغذية.
س- كم تمثل مبيعات الأغذية لقطاع الفنادق والمطاعم؟
ج- كما ذكرت فهو من القطاعات المهمة بالنسبة لمبيعات الأغذية، وتختلف نسبة مبيعاته من شركة لأخرى حسب السلعة المنتجة، وبالنسبة لشركة نستله يمثل 15% من حجم مبيعاتنا.
س- وفي نفس الإطار..هل تأثرت صادرات وواردات شركة نستله جراء الجائحة؟
ج- شركة نستله تستورد أقل من 10% من مكونات إنتاجها من الخارج، مثل بعض أنواع القهوة والشيكولاته وألبان الأطفال، وفي البداية حدث ارتباك في استيراد هذه المنتجات من الخارج ولكن لم يؤثر ذلك على تواجد منتجاتنا في الأسواق، خاصة وأننا رفعنا المخزون من هذه الواردات إلى 3 شهور بدلاً من شهر في السابق لتأمين احتياجاتنا وضمان استمرار النشاط الإنتاجي، ولكن اليوم الوضع تحسن بخصوص استيراد مكونات الإنتاج من الخارج.
أما بالنسبة للتصدير، فشركة نستله تصدر بمبلغ 50 مليون دولار سنوياً لدول الشرق الأوسط والمغرب العربي وبعض دول قارتي أوروبا وأمريكا، وفي البداية حدث بعض التأخير في شحن صادراتنا للخارج خاصة بسبب تحديد عدد الموظفين بالجهات الحكومية، ولكن بعد ذلك انتظمت العملية، ولذا ليس هناك تأثير يذكر للجائحة على إجمالي حجم صادراتنا.
س- ننتقل من هذا السؤال إلى ملف تعميق المكون المحلي..سبق أن التقيت رئيس الوزراء بخصوص هذا الملف، ما هي تفاصيل اللقاء؟
ج- الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء عقد عدة لقاءات مع مجتمع الأعمال وكبار الشركات بحضور عدد من وزراء المجموعة الاقتصادية، لمناقشة ملف تعميق المكون المحلي، وهو ملف يتناسب مع استراتيجية الشركة التي تصنع 90% من مكوناتها محلياً، ولدينا خطة لزيادة نسبة الاعتماد على المكون المحلي في بعض المنتجات، ولذا نحن بصدد تعيين اثنين من المهندسين الزراعيين لاعتماد بعض الحاصلات الزراعية المحلية لاستخدامها في إنتاج بعض منتجاتنا، مثل بعض الفواكه التي يمكن استخدامها في تصنيع منتج "السيريلاك"، ولكن بشرط أن تكون بنفس المواصفات العالمية.
س- وهل تناول اللقاء مع رئيس الوزراء ملفات أخرى؟
ج- رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي طالب الشركات بزيادة الاستثمارات، ونحن بالفعل كانت لدينا خطة لزيادة استثماراتنا القائمة البالغة 3.5 مليار جنيه، ونسعى لاستثمار 35 مليون فرانك سويسري خلال الثلاث سنوات المقبلة عبر إنشاء خطوط إنتاج جديدة، ولذا طالبنا من رئيس الوزراء تسهيل بعض الصعوبات المتعلقة باستثمارنا في قطاع المياه، واستجابت الحكومة فورياً لهذه المطالب، ونحن بصدد حل هذه المشاكل.
س- ما هي تفاصيل الاستثمارات الجديدة لشركة نستله مصر؟
ج- الاستثمارات الجديدة لشركة نستله مصر تتمثل في زيادة خطوط الإنتاج لأغلب شركاتنا، حيث نعمل على إنشاء موقع جديد لإنتاج المياه المعدنية، بعد أن وصول موقعنا الحالي في بنها إلى أقصى طاقة إنتاجية، كما سنعمل على زيادة خطوط إنتاج مصنعي ماجي للأغذية، بونجورنو للقهوة، والأخير مصنع جديد كان قد تم افتتاحه مطلع عام 2019، ووصل إلى أقصى طاقة إنتاجية ولذا نعمل على زيادة خطوط الإنتاج لتلبية الطلب على هذه المنتجات.. وزيادة الطاقة الإنتاجية يعني نمو أعمال الشركة وهذا أمر إيجابي.
س- رئيس الوزراء حسبما أعلن طلب من الشركات الكبرى زيادة صادراتها، ما هي خطتكم لذلك؟
ج- شركة نستله تصدر منتجاتها لشركاتها في دول أخرى، ولذا طريقنا في زيادة الصادرات من خلال إنتاج منتجات بجودة مرتفعة وسعر منخفض، ولدينا بالفعل مصنع نستله في المنطقة الصناعية بالسادس من أكتوبر يعتبر من أفضل مصانع شركة نستله عالمياً، وهو ما يساعدنا على زيادة صادراتنا وبالفعل صدرنا العام الماضي لأول مرة منتج "السيريلاك" للمغرب، وفي طريقنا لزيادة صادرتنا من منتجات أخرى لبلدان أكثر..وبخلاف مصانع شركة نستله هناك جزء من منتجاتنا يصنع لدى شركات أخرى، مثل البسكويت الذي يصنع في شركات مصرية أخرى وتصدر لفروع نستله في الخارج.
س- رجال أعمال طالبوا بمد الحوافز الحكومية لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، ما رأيك؟
ج- نحن في شركة نستله نرى أن هناك قطاعات أخرى أولى بهذا الدعم وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة..ولكن ما نحتاجه حالياً هو سرعة إنهاء الإجراءات الحكومية خاصة المتعلقة بالإفراج الجمركي، لأن هذه الإجراءات مازالت متأثرة بالجائحة بسبب انخفاض أعداد الموظفين بهذه الجهات الحكومية، وهو ما يؤثر سلباً على سرعة تصدير واستيراد المنتجات.
س- هل ترى فرص استثمارية بعد مرور جائحة كورونا؟
ج- نعم هناك فرص استثمارية ظهرت من الجائحة، وهي أولاً اهتمام المستهلكين بالمنتجات الغذائية الصحية، خاصة التي تحافظ وتقوي مناعة الجسم، وهذا يمثل فرصة إيجابية لشركة نستله التي تنتج منتجات ذات قيمة غذائية عالية، ثانياً مرونة العمل من المنزل، حيث كانت تمنح شركة نستله فرصة لموظفيها ليوم عمل من المنزل أسبوعياً، ولم يكن هناك تجاوب لاستغلاله، ولكن اليوم بعد العمل من المنزل خلال الجائحة، قد يكون هناك فرصة لتحقيق مرونة العمل من المنزل وهو ما يوفر على الموظفين الجهد ونفقات الانتقال، ولدينا بالفعل خطة لتعميم التجربة بعد تخطي الجائحة.
محور شركة نستله
س- كيف تعاملت شركة نستله مع جائحة فيروس كورونا؟
ج- شركة نستله وضعت استراتيجية للتعامل مع الجائحة تقوم على 3 محاور؛ أولاً الحفاظ على صحة العاملين لديها، ثانياً استمرارية شركة نستله في الإنتاج، خاصة وأن الشركة تنتج بعض المنتجات الضرورية في الأسواق، ثالثاً تقديم مزيد من المساندة للمجتمع لمواجهة الجائحة.
س- نريد مزيد من التفاصيل حول جهود نستله في هذه المحاور خاصة بملف العاملين؟
ج- نفذت إدارة شركة نستله جهود ضخمة لتنفيذ هذه الاستراتيجية، فبالنسبة للمحور الأول الخاص بالعاملين لدى نستله، فقد طبقنا كافة الإجراءات الاحترازية الصادرة من منظمات الصحة محلياً وعالمياً، للحفاظ على صحة العاملين منها توفير المطهرات والكمامات وتعقيم أماكن العمل، تقليل أعداد الموظفين بالأتوبيسات لتحقيق التباعد الاجتماعي، السماح للعاملين من أصحاب الأمراض المزمنة العمل من المنزل مع تقليل أعداد الموظفين بالمقرات الإدارية، علاوة على عقد اتفاقيات مع كبار المستشفيات لإجراء مسحات للعاملين، ونحن من أكبر الشركات في مصر التي أجرت فحوصات لعامليها للحفاظ على صحة موظفيها.
وبالنسبة للمحور الثاني، وهو الحفاظ على استمرارية نشاط مصانع الشركة، فقد عملنا على رفع المخزون من المواد الخام لدى المصانع من شهر إلى 3 شهور، للتعامل مع أي طوارئ خلال فترة الأزمة، كما عملنا على التواصل مع الجهات الحكومية لتسهيل انتقال العمال وسيارات التوزيع خلال فترة حظر حركة سير المواطنين، وكان هناك تجاوب كبير من مجلس الوزراء مع هذه الأزمة.
وبالنسبة للمحور الثالث وهو دعم جهود الدولة لمواجهة الجائحة، فقد تبرعت نستله بمبلغ 15.8 مليون جنيه لثلاث اتجاهات أساسية وهي أولاً توفير أدوات الوقاية للفريق الطبي للتعامل مع المصابين، ثانياً توفير أجهزة التنفس الصناعى للمستشفيات وثالثًا توفير المواد الغذائية للأسر المتضررة جراء الجائحة، وتم توقيع 6 اتفاقيات شراكة مع جمعيات أهلية لمساندتنا في توزيع هذه المواد على المستحقين، وبالنسبة للموظفين بالشركة، تم منح حافز للموظفين في الخطوط الأمامية 3 شهور سواء في المصانع أو التوزيع كرسالة تقدير منا لجهودهم لاستمرار الشركة.
س- وهل هناك إجراءات لمساندة عملاء نستله؟
ج-بالفعل اتخذنا إجراءات لأول مرة في مصر لمساندة عملاء نستله الأكثر تضرراً جراء جائحة فيروس كورونا مثل عملائنا في قطاع المطاعم، حيث تم إعفاء عملائنا من إيجار ماكينات نستله للقهوة خلال فترة إغلاق المطاعم، كما سيتم منحهم منتجات تكفي لمدة 3 شهور مجاناً عقب قرار الحكومة بعودة فتح المطاعم باشتراطات في أعداد العملاء، علاوة على الإعداد لتنظيم حملة دعائية على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لهذه المبادرة وتسليط الضوء على أصحاب المطاعم التي تم إعادة العمل فيها، ويقدر عدد المستفيدين من هذه الإجراءات نحو 300 عميل.
معتز الحوت
رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي
لشركة نستله مصر
معتز الحوت يشغل حاليا منصب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة نستله مصر منذ يناير 2018.
نبذة عن خبرته العملية
لديه تسعة وعشرون عاما من الخبرة في قطاع الأغذية والمشروبات، منها 25 عاما مع شركة نستله. قام بالعمل في أربعة قارات وخمس ة
بلدان مختلفة.
يملك خبرة كبيرة في مجال الأداره الاستراتيجية وإعادة الهيكلة والاستثمار مما أهله لتطوير الأعمال وتحقيق معدلات نمو متسارعة في
جميع المناصب التي تقلدها.
الخبرة المهنية
1995 أخصائي تسويق لمنتج "ماجي"، شركة نستله مصر
1997 أخصائي تسويق للآيس كريم، نستله استراليا
1999 العديد من المناصب المختلفة بقطاع الآيس كريم، نستله مص ر
2002 المدير التنفيذي لقطاع الآيس كريم، نستله مصر
2005 المدير التنفيذي لقطاع الآيس كريم، نستله ماليزيا/سنغافورة
2008 المدير التنفيذي لقطاع الآيس كريم في المركز الرئيسي بسويسرا ، لكل من قارة آسيا وافريقيا واسترالي ا
2011 الرئيس التنفيذي لشركة نستله في غانا
2015 نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمسئول عن قطاع الألبان لمنطقة أوروبا والشرق
الأوسط وشمال أفريقيا، المركز الرئيسي بسويسرا
التعليم
1991 ليسانس الآداب في الاقتصاد والعلاقات الخارجية من الجامعة الأمريكية في مصر