لاقت دعوة نقل المحال التجارية والباعة من وسط القاهرة التاريخية قبولا لدى الآثريين وأستاذة الأثار، بعد تعرض المبانى التراثية للطمس واحتراق معالمه، جراء الحريق الذى أصاب عددا من المناطق فى القاهرة الخديوية، بيما طالب عبد الحليم نور الدين بالدعوة إلى ترميم المبانى والمحال الأثرية التى تعرضت للحريق والتدمير والإبقاء عليها.
وطالب الدكتور مختار الكسبانى، عالم الآثار الإسلامية، أستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، باستخدام الحزم والشدة مع الباعة الجائلين وأصحاب المحال التجارية بالمناطق الأثرية والتراثية بوسط القاهرة، وعدم إبداء تعاطف مع هذه الفئة تحت بند "أكل العيش" كما يروجها البعض، مؤكدا ضرورة إبعادهم من هذه المناطق التى تزخر بالمبانى التراثية والأثرية فى مناطق خان الخليلى وشارع الأزهر والغورية، وأن المستهدف من الحرائق المتعددة فى وسط القاهرة هو تحطيم التراث المصرى.
جاء ذلك تعقيبا على غلق محافظة القاهرة للمحال التجارية بمناطق شارع الأزهر وخان الخليلى والنحاسين والقماشين، والسروجية والخيامية والبطانية، ودرب السعادة والمناصرة ودرب البرابرة، والحمزاوى الصغير والكبير والغورية، بالإضافة إلى شوارع عبد العزيز والبياضية والعشماوى، وغلق ورش الخشب تهميدا لنقلها إلى القاهرة الجديدة لافتقاد عناصر الأمان جراء الحرائق المتعددة التى نشبت بمناطق عدة وتكبدت بخسائر فادحة.
وأكد "الكسبانى" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أنه كانت هناك مطالب ملحة بنقل الباعة المتجولين من المناطق التراثية بوسط القاهرة إلى أماكن أخرى، للحفاظ على تراثية وأثرية المبانى والعقارات ، ولكن تدخل كلا من حيدر البغدادى وإبراهيم سليمان لمنع اتخاذ هذه الخطوة ورغبة منه فى الاستعانة بهؤلاء وقت الانتخابات لصالحه.
وشدد عالم الآثار الإسلامية، على ضرورة استخدام القوة والعنف ضد العشوائية والبلطجة التى ينتهجها الباعة الجائلين فى هذه المناطق، والتى تتسبب فى الحرائق المتكررة فى المبانى الأثرية خاصة شارع المعز، مضيفا أن أحد المتضررين كان يصرخ ويدلى لوسائل الإعلام أن خسائر بضائعه وصلت إلى 60 مليون جنيه، ولا يعرف أحدا إذا كان يدفع حق الدولة من ضرائب وخدمات وكهرباء وفواتير المياه.
ومن جانبه، قال الدكتور رأفت النبراوى، عميد كلية الآثار السابق، إن اتخاذ قرار بنقل المحال والمناطق التجارية من المبانى التراثية هى خطوة إبجابية لكنها جاءت متأخرة، وكان من المفترض نقل هذه المحال التجارية ببضائعها منذ فترة كبيرة، وذلك للضرر الكبير الذى أصاب المناطق الأثرية جراء الحريق الذى التهم البضائع وطمس أثرية هذه المبانى فى وسط القاهرة.
وأضاف "النبراوى" فى تصريحات خاصة لـــ"انفراد" أن قرار نقل البضائع والمحال من المناطق الأثرية للحفاظ عليها من الحريق للحفاظ على أثرية المبانى الأثرية، لافتا إلى ضرورة تزويد هذه المناطق الأثرية بوسائل الحماية ضد الحرائق خاصة مع قدوم فصل الصيف، وتوفير أجهزة الإطفاء على أعلى مستوى وأجهزة الإنذار ضد الحرائق لمنع امتداد الحرائق فى المستقبل ومنع امتدادها.
وفى سياق متصل، طالب الدكتور عبد الحليم نور الدين، رئيس اتحاد الأثريين المصريين واستاذ الآثار فى جامعة القاهرة، بترميم المبانى والمحال والإبقاء عليها فى قلب المنطقة الأثرية بدلا من نقلها إلى مناطق أخرى.
وأضاف "نور الدين" فى تصريحات خاص لـ"انفراد" أن موضوع الحرائق الذى امتد فى المبانى التراثية فيه شىء من الغموض والتريث لانتظار نتائج وملابسات الحريق، مضيفا بأنه لا يمكن نقل المحال ذات الطابع الأثرى فى القاهرة التاريخية إلى منطقة أخرى والتى تفقد هذه المناطق من أثريتها ورونقها.