تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتجفيف منابع الفساد فى بيع السلع التموينية والوقوف على أسباب ارتفاع سعر الأرز ومحاسبة المتسببين عن الأزمة، داهمت هيئة الرقابة الإدارية من خلال حملة مكبرة ضمت من 100 من أعضائها، 83 مخزنًا تابعًا للشركة العامة لتجارة الجملة والشركة المصرية لتجارة الجملة على مستوى الجمهورية.
جاء ذلك بعد أن كشفت تحريات الأجهزة الرقابية منذ شهر أكتوبر، وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، عن وجود أكبر مافيا لتجميع الأرز وتخزينه بهدف تعطيش السوق ثم بيعه فى السوق السوداء، كما توصلت التحريات إلى أن بعض أمناء مخازن الشركتين المسئولتين عن توزيع السلع على بدالين التموين – البقالون – فى محافظات الوجه البحرى والقبلى يرفضون توزيع السلع التموينية التى تصرف على بطاقات التموين ويبيعونها على أساس أنها بدل نقاط الخبز، لتحقيق هامش ربح كبير، خاصة أن السلع التموينية تباع بأسعار أقل من التى تباع على أنها بدل نقاط الخبز.
كما رصدت التحريات تخزين بعض التجار للسلع التموينية ومنها الأرز، وتهريبها إلى الخارج من أجل الحصول على العملة الأجنبية، ما يتسبب فى قلة المعروض رغم وجود فائض مليون طن سنويًا من الأرز.
وقال العقيد طلال صدقى عضو هيئة الرقابة الإدارية: بعد أن اكتملت التحريات تشكلت حملة مكبرة ضمت 100 عضو من الهيئة، وداهمت فى توقيت واحد مخازن الشركتين وعددها 83 مخزنًا بينها 61 فى القاهرة، وذلك لجردها وبيان ما بها من سلع تموينية رئيسية، وهى الأرز والسكر والزيت والمكرونة، والإطلاع على الفواتير للكشف عن المتسبب فى أزمة ارتفاع سعر الأرز.
وأضاف "صدقى"، أن هيئة الرقابة ستضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه للتحكم فى قوت الشعب والسلع التموينية التى يتم دعمها بنحو 40 مليار جنيه سنويًا، من أجل وصولها للمواطنين الغلابة، وذلك بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى.
من جانبه قام العقيد أسامة عبيد عضو الرقابة الإدارية، بتفتيش مخزن عابدين التابع للشركة العامة للسلع التموينية، والذى يغذى المحال التجارية بعابدين والدرب الأحمر، وتبين له من الجرد أن أمين المخزن صرف 30 طنًا لـ21 تاجرًا، خلال يوم واحد بدلاً من نقاط الخبز، كما فتش مخزن العباسية، وتبين له عدم وجود أى أجولة أرز.
وحرر عضو هيئة الرقابة الإدارية ومفتش التموين مخالفة لأحد التجار بمنطقة وردان فى الجيزة، بغرامة 80 ألف جنيه، بعد أن ثبت استلامه 14 طنًا و700 كيلو أرز من الشركة المصرية للسلع التموينية، وببيعها فى يوم واحد على أنها بدل نقاط الخبز، رغم أن هذه السلعة استلمها التاجر ليبيعها على بطاقات التموين، وذلك من أجل تحقيق ربح من الفارق بين بدل نقاط الخبز والسلع التموينية.
وفى السياق ذاته، داهم العقيد أحمد عزت عضو هيئة الرقابة الإدارية مخازن الشرابية وغمرة والساحل والدرب، وتبين صرف أمناء هذه المخازن ما لديهم من سلع تموينية إلى البقالين دون وجود مخالفات تذكر، بينما عثر على مخالفة بمخزن تابع لمنطقة البدرشين بالجيزة تتمثل فى السلع التموينية على أساس أنها بدل نقاط الخبز، بما يعد مخالفة جسيمة، حيث يرفع التجار بعد ذلك الأسعار على المواطنين.