يزداد التوتر بشكل مستمر بين الولايات المتحدة والصين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية. وانعكاسا لهذا التوتر بين البلدين الخصمين، يزداد حدة أيضا صراع الجواسيس بينهما والذى كانت أحدث حلقاته إعلان المسئولين الأمريكيين عن اتهام ضابط سابق بالسى أى إيه بالتجسس لصالح بكين.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن ضابط السى أى إيه السابق تم اتهامها بتقديم معلومات سرية للحكومة الصينية، بحسب ما أعلنت وزارة العدل الأمريكية أمس الاثنين، وهى الحلقة الأحدث فى سلسلة من الاتهامات التى وجهت لضباط استخبارات أمريكيين سابقين بالتجسس لصالح بكين.
المشتبه به ألكسندر يوك تشانج ما، عمل ضابطا بالسى أى إيه فى الثمانينيات، ثم مترجما لدى الأف بى أى فى العقد الأول من الألفية. وألقى القبض عيه يوم الجمعة الماضي.
ووفقا للشكوى الجنائية فإن ما، البالغ من العمر 67 عاما وأحد أقاربه الأكبر سنا البالغ من العمر الآن 87 عاما والذى يعانى من مرض إدراكى موهن، قدما معلومات للمخابرات الصينية لأول مرة فى مارس 2001 عن أفراد السى اى إيه وعملاء أجانب وعمليات سرية والتشفير وطرق أخرى لإخفاء الاتصالات والأسرار التى حصلوا عليها مقابل 50 ألف دولار.
وتلفت الصحيفة إلى أن الاتجاهات الموجهة إلى ما هى الأحدث فى سليلة من الاتهامات ضد ضباط استخبارات سابقين. ففى مايو 2019، صدر حكم بسجن ضابط السى أى إيه السابق كيفين باتريك مالورى بتهمة التجسس لصالح الصين. وفى نوفمبر الماضى، حكم على جيرى تشون شينج لى بالسجن لمدة 19 عاا بعد أن اقر بالذنب بالتآمر لإعطاء معلومات سرية إلى الصين.
ويقول جون ديميرز، مساعد وزير العدل الأمريكى فى بيان إن اثر التجسس الصينى طويل وللأسف ملئ بضباط مخابرات أمريكيين سابقين خانوا زملائهم وبلادهم وقيمها الليبرالية الديمقراطية من أجل دعم نظام شيوعى مستبد.
فى المقابل، اعتقلت الصين العديد من العملاء الأمريكين فى أراضيها، بين عامى 2010 و2012 مما أسفر، بحسب ما تقول نيويورك تايمز عن مقتل العديد منهم وتدمير شبكة مصادر وكالة المخابرات المركزية فى البلاد. وتذهب الصحيفة إلى القول بأن دور بعض ضباط السى أى إيه الأمريكيين السابقين فى الكشف عن هوية العملاء قد تم مناقشته، على الرغم من أن الأمريكيين لم يتهموا أحدا علانية بتقدين معلومات دمرت الشبكة.
وعرّف ما وقريبه لمن يتعاملون معم شخصين على الأقل اعتقدت المخابرات الصينية أنهم كانوا عملاء لصالح أمريكا. وقدما المعلومات للصين فى عام 2006 قبل انهيار الشبكة الأكبر.
ووفقا لوثائق المحكمة، فإن ما الذى عمل فى عام 2006 مترجما فى الإف بى أى منح قريبه صورا لأشخاص اعتقدت المخابرات الصينية أنهم جواسيس أمريكيين، وعرف القريب لما اثنين من خمسة أشخاص سألت المخابرات الصينية عنهم. بعدها سافرت زوجة ما على شنغهاى لتسليم لاب توب للمخابرات الصينية.
ولم يتضح مقدار ما دفعته المخابرات الصينية لما إجمالا، لكن بالإضافة إلى 50 ألف دولار أولية، عاد ما من إحدى الرحلات إلى الصين بـ 20 ألف دولار وأطقم لنوادى الجولف.
وقد ولد ما فى هونج كونج عام 1952 وانتقل عام 1968 إلى هونولولو حيث أصبح مواطنا أمريكيا وتخرج من جامعة هاواى وانضم للسى أى إيه عام 1992 وتم إلحاقه فى العام التالى للعمل كضابط فى الخارج، وترك الوكالة عام 1989.