تستعد رئيسة البرازيل ديلما روسيف اليوم الخميس للتخلى عن السلطة لنائبها ميشيل تامر بعد بدء إجراءات إقالتها فى مجلس الشيوخ، والذى قرر تعليق مهامها 180 يوما، بعد تصويت 55 مؤيد، و22 معارض، وامتناع واحد من التصويت، وخلال 6 أشهر تنظر روسيف نتيجة محاكمتها بتهم فساد مالى قد تخلعها من منصبها بشكل نهائى.
وبدأ مجلس الشيوخ البرازيلى أمس جلسة استمرت أكثر من 20 ساعة حتى اليوم الخميس، والتى تم فيها تقديم كافة وجهات النظر حول إقالة روسيف وانتهت بتعليق مهامها كرئيسة، وبعد التصويت يتولى الآن مهامها نائبها ميشيل تامر، والذى من المقرر أن يستكمل ولايتها الرئاسية التى تنتهى فى 1 يناير 2019، وذلك فى حالة الفصل النهائى.
وجاء قرار مجلس الشيوخ بعد اتهام روسيف بالتورط فى فضيحة الفساد التى انفجرت فى شركة النفط الوطنية (بترو براس) مؤخرا.
وكان وزير العدل البرازيلى الجديد هدد بعزل المحققين فى فضيحة (بترو براس) إذا تم تسريب معلومات جديدة إلى وسائل الإعلام، وكان عضو مجلس الشيوخ دلسيديو امارال قد قال إن الرئيسة روسيف كانت على علم بالمخالفات الحاصلة فى (بترو براس) وأنها عرقلت التحقيق فيها، فيما نفت الرئيسة البرازيلية أن يكون لها أى دور فى الموضوع.
والبرازيل التى تعتبر من أهم دول أمريكا اللاتينية تستمر بدون روسيف فى ظل تأكيد جميع المحللون أن فرص روسيف للنجاة من الإقالة باتت ضعيفة جدا، وتطوى صفحة 13 عاما من حكومات حزب العمال التى افتتحها فى 2002 الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا .
وستلقى أول امرأة انتخبت رئيسة للبرازيل فى 2010، خطابا اليوم قبل أن تغادر القصر الرئاسى وتلتقى أنصارها، ثم تتوجه إلى مقر إقامتها الرسمى فى الفورادا جيث حيث ستقيم مع والدتها خلال فترة المحاكمة.
وتعد روسيف رئيسة البرازيل الـ36 وأول امرأة برازيلية في هذا المنصب، وهى عضو فى حزب العمال البرازيلى، وعينت كوزيرة لشئون الرئاسة من قبل الرئيس لولا دا سيلفا فى عام 2005 ، لتصبح أول امرأة تتولى ذلك المنصب.
ورشحت لرئاسة البرازيل فى الانتخابات الرئاسية البرازيلية لعام 2010 وفازت بنسبة 58% من إجمالى الأصوات مقابل حصول منافسها مرشح الحزب الديمقراطى الاشتراكى البرازيلى المعارض جوزيه سيرا على نحو 44% من الأصوات فى الجولة الثانية. وتسلمت المنصب رسميا فى الأول من يناير 2011.
وبدأت روسيف عملها السياسى كناشطة وتم اعتقالها للمرة الأولى فى يناير 1970 فى ساو باولو وحكم عليها بالسجن ست سنوات ، لكن تم الإفراج عنها فى نهاية 1972. وفى بداية 1980 ساهمت في إعادة تأسيس الحزب الديموقراطى العمالى وهو حزب يسارى شعبوى الذى كان يتزعمه ليونيل بريزولا، والتحقت بعده بحزب العمال سنة 1986.
ميشيل تامر وتشكيل حكومة
أما ميشيل تامر فإنه سيلقى خطابا أيضا اليوم من القصر الرئاسى، ويرافقه وزير المالية انريكى ميرييس، ومن المفترض أن يعلن خلاله عن تشكيل جزء من حكومته التى ستتمحور حول الانتعاش الاقتصادى، ولكنه سيكون حذرا من الأحزاب اليمينة التى سعت بشتى الطرق إلى إقالة روسيف.
ويعد تامر لمجموعة من التدابير الليبرالية وغير الشعبية التى يمكن أن تدفع بالنقابات للنزول إلى الشارع، تصحيح قاس للميزانية وإصلاح نظام التقاعد الذى يعانى من العجز وقانون العمل، ولكن فى نفس الوقت يرى المحلل سياغو بوتينو أن تامر "سيرث إلى حد كبير استياء البرازيليين من السياسة التقليدية التى يجسدها".
دورة الألعاب الأوليمبية
ومن المقرر أن يجرى مجلس الشيوخ التصويت النهائى فى سبتمبر فى الوقت الذى تجرى فيه دورة الألعاب الأوليمبية المقررة فى ريو دى جانيرو فى أغسطس، والانتخابات البلدية فى أكتوبر.
ومن المتوقع أن تشهد البرازيل حالة من الاضطراب السياسى والاقتصادى فى الوقت الذى تحتفل به بدورة الألعاب الأوليمبية.
وكان رئيس البرلمان البرازيلى أعطى فى ديسمبر الماضى الضوء الأخضر لبدء إجراءات اتهام رئيسة البلاد ديلما روسيف بالتقصير تمهيدا لإقالتها، وقال" إدواردو كونها" إنه يشتبه فى أن الرئيسة زورت فى حسابات الدولة، ولكن فى الوقت نفسه أنكرت روسيف ارتكاب أى خطأ، وقالت إنها تشعر بالاستياء إزاء هذا الاتهام.