بعد شهور من أزمة سقوط الطائرة الأوكرانية، نشرت منظمة الطيران المدنى الإيرانية اليوم الأحد، تقريرها عن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصاروخى الحرس الثورى، وجاء فى التقرير أنه "وفقا لنتائج قراءة الصندوق الأسود للطائرة، فإن صوت ثلاثة طيارين فى قمرة القيادة يشير إلى أن الركاب (176 راكبا) كانوا أحياء لمدة 19 ثانية بعد إطلاق الصاروخ الأول".
ووفقا لموقع العربية، أعلن رئيس هيئة الطيران الإيرانية تورج دهقانى زنكنه، أن التقرير الرسمى عن مراجعة بيانات الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية التى أسقطها الحرس الثورى فى يناير الماضى، يؤكد إصابتها بصاروخين، موضحا أن البيانات أظهرت أنه لم تُسمع أية أصوات من قمرة القيادة حتى 19 ثانية بعد إطلاق الصاروخ الأول على الطائرة إذ كان الركاب سالمين حتى لحظة إطلاق الصاروخ الثانى، لافتا إلى أن الطيارين ومعلم طيار تمكنوا من قيادة الطائرة حتى اللحظة الأخيرة بعد إطلاق الصاروخ الأول.
وأشار رئيس هيئة الطيران الإيرانية إلى أن انفجار الصاروخ الأول تسبب فى "أضرار جسيمة" بالطائرة، مشددا على أن تأثير الصاروخ الثانى غير معروف وفقا لمعلومات الصندوق الأسود حيث استغرقت الفترة بين إطلاق الصاروخين 25 ثانية، داعيا جميع الدول المعنية إلى الامتناع عن تسييس تحليل البيانات من الصندوقين الأسودين لطائرة ركاب أوكرانية قالت طهران إنها أسقطتها بطريق الخطأ فى يناير.
الجدير بالذكر أنه بعد أشهر من إسقاط الرحلة 752، التى أسقطها الحرس الثورى بصاروخين، مما أسفر عن مقتل 176 مواطنًا إيرانيًا وأفغانيًا وبريطانيًا وكنديًا وأوكرانيًا، سلمت الحكومة الإيرانية أخيرًا الصندوق الأسود إلى فرنسا لإعادة القراءة فى 27 يوليو ويعد المؤتمر الصحفى لرئيس هيئة الطيران الإيرانية هو أول إيضاح رسمى من قبل الحكومة الإيرانية بعد قراءة معلومات الصندوق الأسود.
وقال رئيس هيئة الطيران الإيرانية أن التقرير النهائى بشأن إسقاط الطائرة سيُعلن خلال عام آخر، وقبلها دعت جمعية أسر ضحايا الرحلة 752، وهى منظمة مدنية مستقلة لمتابعة الحادث، إلى إجراء تحقيق محايد وشامل فى ما وصفتها بجريمة إسقاط الطائرة.
واعتبرت أسر الضحايا وكذلك عدد من المسؤولين الحكوميين فى كندا وأوكرانيا تفسيرات إيران "غير مقبولة" وطالبوا بالكشف عن المتورطين وتقديمهم إلى العدالة، كانت طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية من طراز بوينج 737-800 قد أقلعت من مطار الخمينى الدولى فى طهران فى 8 يناير متجهة إلى كييف، حيث تعرضت إلى إطلاق صاروخين بعد ساعات من قيام الحرس الثورى بقصف قاعدة عراقية تستضيف القوات الأميركية ردا على اغتيال قائد فيلق القدس الإيرانى السابق قاسم سليمانى فى 2 يناير قرب مطار بغداد ويطالب أسر الضحايا بتدويل القضية وتحميل حكومة إيران والحرس الثورى المسؤولية بسبب عدم إلغاء الرحلات المدنية عندما كانت إيران على وشك مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة عقب قصف القاعدة العراقية.
وفى وقت سابق قال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا أن المحادثات مع إيران بشأن إسقاط طائرة أوكرانية فى يناير بناءة لكن من السابق لأوانه تحديد حجم التعويض الذى ستوافق طهران على دفعه وقال كوليبا فى إيجاز عبر رابط فيديو بعد اجتماع مع وفد إيرانى "انتهت المحادثات فى وقت متأخر الليلة الماضية. استمرت 11 ساعة. بشكل عام كانت بناءة... هناك اتفاق وتفاهم على أن هناك حاجة إلى تحقيق أكثر شفافية وحيادية من جانب إيران".
وتقول القوات الإيرانية إنها أسقطت طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية بوينج 737 بعد أن اعتقدت أنها صاروخ فى وقت تصاعدت فيه التوترات مع الولايات المتحدة وقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة وعددهم 176 من بينهم 57 كنديا.