قال محمود كامل، الباحث السياحى بمحافظة الفيوم، أنه توجد مفاهيم خاطئة عن محافظة الفيوم وأهمها اعتقاد البعض أن بحيرة قارون هى القصة التى تناولها القرآن الكريم وزعم البعض أنها المكان الذى خسف الله به الأرض بقارون، مؤكدًا أن البحيرة ليس لها أية علاقة بقارون وقصته، ولا يعلم أحد فى أى دولة خسف الله به الأرض.
وأضاف كامل، فى لقاء خاص من أمام بحيرة قارون فى لايف جديد لـ"انفراد"، مع أسماء مصطفى، أن تسمية بحيرة قارون يرجع إلى اسم "قرون" أى المكان المتعرج وليس مستوى السطح، لافتًا إلى أن العرب فى العصور الوسطى هم من أطلقوا عليها اسم بحيرة القرون، موضحًا أن اسمها فى العصر المصرى القديم كان "مِر وِرِ".. وتعنى البحر العظيم، لأن منسوبها قديما كان أكثر من الحالى بكثير وكانت تتسع لتشمل محافظة الفيوم بالكامل.
وأشار الباحث السياحى، إلى أن الفيوم كانت قديما بالكامل عبارة عن بحيرة عظيمة ولذلك أطلقوا المصريون القدماء عليها "مِر وِرِ"، كاشفا أن اسم محافظة الفيوم وسر تسميتها يرجع لكلمة "باى يام" وهى كلمة مصرية قديمة أيضًا تعنى البحيرة والماء لأن الفيوم كانت منخفضا طبيعيا وبحيرة قارون أكثر الأماكن انخفاضا فى المحافظة، بمعدل 45 مترا عن سطح البحر المتوسط، لذلك يجب تصحيح المفاهيم المغلوطة عن المحافظة.
وأكد كامل، أن نهر النيل قديما فى العصور الفرعونية كان متصلا بالبحيرة لأنها منخفض وكانت أهم الأماكن لتجمع الفيضان، لذلك تعد من أقدم البحيرات الطبيعية فى العالم كله.
وأوضح الباحث السياحى، أن محمية وادى الريان بها حفريات عمرها يتعدى الـ45 مليون سنة، مشيرًا إلى أن المحمية شهدت تطور الكائنات البرية لتصبح برية بعدما كانت بحرية من ملايين السنين، كاشفا أن الحيتان هى أقدم حفريات لها وكانت تعيش فى تلك البقعة الجذابة من الأرض منذ 45 مليون سنة، بالإضافة إلى القرد المصرى الذى كان يعيش منذ 33 مليون سنة، لافتا إلى أن ذلك المكان كان عبارة عن غابة يعيش فيها القرود بعد عصر الحيتان، وكانت تعيش بالتحديد فى صحراء بحيرة قارون، وأن الدليل على ذلك تم اكتشاف أشجار متحجرة بتلك الصحراء، مؤكدًا أن الفيوم قبلة محبى الطبيعة.
وقال كامل، أن أقدم شواهد إنسانية أيضًا موجودة فى الشمال الشرقى لبحيرة قارون، وتوجد شواهد عصر ما قبل الأسرات بـ8 آلاف عام أى قبل الحضارات المختلفة والحقب التى مرت على مصر حتى الآن.
واستطرد الباحث السياحي: "توجد قصة أسطورية منذ 5 آلاف عام ذكرها المؤرخ هيرودوت، والذى زار مصر فى القرن الخامس قبل الميلاد، وزار الفيوم أثناء تلك الفترة، وروى أن الملك مينا موحد القطرين بعدما انتهاء حرب التوحيد ومعركته بين المملكة الشمالية والجنوبية فقرر أن يقضى رحلة ترفيهية ويستريح فى بحيرة الفيوم القديمة وهى قارون حاليا، وكان يصطحب معه كلبه، ولسبب غير معلوم قام الكلب بمهاجمة الملك لسبب غير معلوم فقام أحد تماسيح البحيرة بإنقاذ الملك مينا وحمله فوق ظهره، موكدا أنها قصه أسطورية، ومن بعدها حدث تقديس للتمساح ويقال أن الملك مينا أعلن من بعدها أن بحيرة الفيوم مقدسة".
ولفت الباحث السياحى، إلى أن الفيوم تستقبل سنويا أكثر من 120 نوعا مختلفا من الطيور المهاجرة.
وعن الاستراحة الملكية بالفيوم، قال كامل: "بناها الملك فاروق فى أواخر التلاتينات فى القرن الماضى وزارها الكثير من القادة والمشاهر أبرزهم: تشرشل – رئيس وزراء بريطانيا وله فيديوهات مصورة مع الملك عبد العزيز آل سعود وخطط الحرب العالمية الثانية، كما يوجد فى بحيرة قارون "لسان الملك فاروق" وهو المكان الذى كان يفضل فيه اصطياد البط".