السياحة للجميع مفهوم بدأ يتعاظم عالميا فى الآونة الأخيرة، خاصة مع التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، وأصبح هناك تركيزا متزايدا على التزامات قطاع السياحة لضمان قدرة هذه الشريحة من السائحين على ممارسة حقهم فى التمتع بوسائل الترفيه والرياضة والسياحة فى ظل نفس الظروف التى يتمتع بها غيرهم.
وزارة السياحة والآثار بدأت فى اتخاذ خطوات فعالة فى طريق التنمية المستدامة - مصر 2030، حيث تسعى الدولة جاهدة لترسيخ حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة فى كافة مجالات الحياة، وذلك للعمل على دمجهم بالمجتمع، وذلك بعد إعلان عام 2018؛ عامًا لذوى الاحتياجات الخاصة.
وتمثل تلك الشريحة المهمة ما يقرب من 13 مليون شخص من ذوى الاحتياجات الخاصة، والتى كفل لها الدستور والقانون كافة الحقوق، كى تعيش بكرامة، وفقًا للدستور والاتفاقيات الدولية، هذا العام الذى أتاح للمجتمع بأكلمه وكافة فئاته زيادة الوعى بقضاياهم.
ولذلك أعطى الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار تكليف سريع لقطاع المتاحف بمتابعة كافة الأعمال فى المتاحف المصرية للاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن وتأهيلها لاستقبالهم بسهولة ويسر وإزالة كافة العوائق.
وتعمل وزارة السياحة والآثار على رفع كفاءة عدد من المتاحف المصرية وتأهيلها لاستقبال ذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك فى إطار الدور الحيوى والهام الذى تقوم به الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوى الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف، والخاص بتأهيل المتاحف التابعة للقطاع لاستقبال الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
وقالت تهانى نوح، المشرف العام على التربية المتحفية لذوى الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف، بأن فريق عمل الإدارة يقوم بمتابعة جميع الأعمال الخاصة بالتأهيل الحالى لبعض المتاحف، ويتم ذلك من خلال المرور الدورى على المتاحف الجارى تأهيلها، حتى يتم تنفيذ كافة الأعمال اللازمة بطريقة صحيحة.
وأضافت المشرف العام على التربية المتحفية لذوى الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف، أن أعمال التأهيل تتم لمتحف المركبات الملكية والتى أوشكت على الانتهاء، نظرًا لقرب افتتاحه، وجارى استكمال أعمال التأهيل بالمتحف المصرى بالتحرير، والمتحف اليونانى الرومانى، ومتحف كفر الشيخ، والمتحف الآتونى بالمنيا، كما تم عمل جدول زمنى لتأهيل باقى المتاحف غير المؤهلة، والتى تتبع قطاع المتاحف بدءًا من المتاحف التى تحت الإنشاء أو التطوير، والمفتوحة لاستقبال الزائرين.
وأكدت "نوح" على أن الإدارة تعمل جاهدة على تحقيق خطتها من تأهيل كافة المتاحف التى تتبع القطاع، طامحة أن يطبق ذلك التأهيل بمواصفاته الصحيحة (من خلال الكود المصرى الخاص) بجميع المبانى والمنشآت التى تتبع قطاع المتاحف.
وأكدت الإدارة، أنه جارى العمل على ذلك؛ من خلال الإتاحة الهندسية اللازمة بالمتاحف، وذلك عن طريق عمل الطرق والمنحدرات الممهدة (رامب) للكراسى المتحركة بالمتاحف، لتخدم الأشخاص من ذوى الإعاقة الحركية وكبار السن، مع تخصيص أحد دورات المياة (حريمى، وأخرى رجالي) ليتم تأهيلها للأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن بمواصفات خاصة، من خلال تطبيق (الكود الهندسى المصرى الخاص بذوى الاحتياجات الخاصة بالمبانى والمنشآت)، مع القيام بعمل بعض اللافتات والعلامات الإرشادية بلغة الإشارة، لتخدم الأشخاص من ذوى الإعاقة السمعية، والحركية.
كذلك تتابع السياحة والآثار رفع كفاءة عدد من المواقع الاثرية لاستقبال ذوى الاحتياجات الخاصة، حيث يعد معبدى الكرنك بالأقصر أول موقع أثرى فى مصر مفتوح وممهد ومعد لاستقبال زائريه من ذوى الاحتياجات الخاصة، وجارى تنفيذ أعمال رفع كفاءة وتأهيل المعابد عن طريق تمهيد طرق خاصة تسمح باستخدام الكرسى المتحرك لذوى الإعاقة الحركية والبصرية، بالإضافة إلى لوحات إرشادية لذوى الإعاقة السمعية.
وبدأت مصر مؤخرا فى الاهتمام بتنمية السياحة الميسرة وهى مفهوم حديث نسبيًا فى صناعة السياحة العالمية وتتسارع وتيرة نموها، ويرتبط هذا النوع من السياحة بالاهتمام بشريحة كبيرة ومهمة من السياح وهى فئة ذوى الاحتياجات الخاصة.
ويمكن تعريف السياحة الميسرة بأنها "نمط سياحى يقوم على توفير الوجهات والخدمات السياحية والمنتجعات لتكون ميسرة فى متناول الجميع، بغض النظر عن القيود المادية أو الإعاقة أو السن حيث باتت المجتمعات المعاصرة على وعى متزايد لمفهوم إدماج الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة فى المجتمع وتوفير سبل الراحة والتيسير والرفاهية فى تلقى خدماتهم.
يدرك الخبراء والمهنيون السياحيون مدى أهمية سوق السياحة الميسرة وحجم العوائد التى يمكن تحقيقها، ويتم الاستعداد حاليًا لإزالة التحديات والحواجز القائمة وإيجاد حلول مبتكرة للسماح لهذه الشريحة الخاصة بالاستمتاع بالأنشطة السياحية بشكل ميسر كغيرهم من السائحين.
وفى هذا الإطار قامت وزارة السياحة بتأهيل وتدريب مرشدين سياحيين على شرح المعالم الأثرية بلغة الإشارة، فيما يوجد فى مصر أكثر من 500 فندق مؤهل لذوى الاحتياجات الخاصة، أغلبهم فئة 5 نجوم، فى 11 مقصدا سياحيا.
وكان المتحف المصرى بالتحرير الشهير أيقونة الآثار الفرعونية فى القاهرة قد دشن مسار خاص بذوى الاحتياجات الخاصة من المكفوفين، كذلك تم تطوير 15 قطعة أثرية تناسب المكفوفين.