على الرغم من التشكيك فى جدوى العاصمة الإدارية وعدم قدرة الحكومة على تنفيذها فإن الوضع تغير تماما بمجرد مشاركة العديد من الشركات فى تنفيذ البنية الأساسية للعاصمة سواء شركات حكومية أو خاصة.
وأصبح المشككون الآن فى مأزق بعدما دبت الحياة فى موقع العاصمة، وبدأت عمليات شق الطرق وتوصيل المرافق وتم الإعلان رسميا عن مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية.
ويرى بعض خبراء الاقتصاد أن بناء عاصمة كاملة اعتمادا فقط على نقل الوزارات يصعب من خلق مجتمع عمرانى دون وجود ظهير صناعى ضخم على غرار مدينة العاشر من رمضان.
ظهير صناعى ضخم
ويؤكد الخبير الاقتصادى الدكتور مصطفى النشرتى أن بناء كيان عملاق يحتاج إلى ظهير صناعى ضخم لخلق مجتمع عمرانى جديد على غرار العاشر من رمضان، معتبرا أن عدم وجود مصانع سيحول العاصمة لمكان للموظفين فقط، ويمثل ضغطا كبيرا على المحاور المرورية نظرا للانتقال من وإلى العاصمة.
وتوقع النشرتى أن يتم بناء العاصمة بطريقة تقليدية، وليس على صورة أبراج عملاقة نظرا للامتداد الكبير لها.
وقال إنه لأول مرة يتم تأسيس شركة لتنمية العاصمة وكان الأمر من قبل يترك لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وبالتالى تشارك العديد من الشركات العامة والخاصة فى البنية حاليا بهدف الاستثمار فى العاصمة مستقبلا بحيث لا تتحمل موازنة الدولة تكاليف البناء.
ولفت مصطفى النشرتى إلى أن هناك مدنا كبيرة أيضا يتم بناؤها على محور تنمية قناة السويس، وهى فى الأولوية الأولى لتوطين نحو 200 ألف مواطن فى سيناء.
الاستعانة بالخبرات الأجنبية
الدكتور أحمد عبد الحافظ أستاذ الاقتصاد بجامعة 6 أكتوبر يرى أن العاصمة الإدارية لابد أن تكون على أحدث طراز عالمى فى التصميمات، لأن العاصمة ستكون قبلة جديدة لمصر، وبالتالى فإنه يمكن الاستعانة بالخبرات الأجنبية فى هذا المجال بهدف الإبهار العالمى وجذب رؤوس الأموال العالمية للمساهمة فى مشروعات العاصمة العقارية.
وقال عبد الحافظ، إن الشركات المصرية ستتحمل عبئا تمويليا إذ لابد من الاستعانة بشركات خارجية لتنفيذ مشروعات محددة وضخ تمويل من خلالها، وأيضا من خلال تنشيط التسويق مبكرا.
وأوضح أنه مع التوسع فى الأحياء يمكن أيضا خلق مناطق صناعية متوسطة وصغيرة حول العاصمة بما يربط بين السكن والعمل ويمثل مجتمعا عمرانيا متكاملا.
تحالف إنشاء العاصمة
على المستوى الحكومى شكلت الشركة القابضة للتشييد والتعمير، تحالف "كونسورتيوم" بين 5 شركات تابعة لسرعة إنجاز العمل فى مرافق العاصمة الإدارية الجديدة.
يقود تحالف الشركات كرئيس للكونسورتيوم شركة النصر العامة للمقاولات، نظرا لخبرتها الطويلة فى مجال المرافق خاصة مد الطرق، ويضم التحالف شركات المقاولات المصرية "مختار إبراهيم" وهى من أكبر شركات المرافق فى الشرق الأوسط، والعبد العامة للمقاولات، وايجيكو النصر للمبانى ومصر لأعمال الأسمنت المسلح.
وقال المهندس محمود حجازى، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للتشييد والتعمير، إن حجم الأعمال المسندة للشركة القابضة فى أعمال العاصمة الإدارية الجديدة يزيد على مليار جنيه.
وأضاف محمود حجازى، فى تصريح لـ"انفراد"، أن مشروع العاصمة الإدارية من المشروعات العملاقة التى سيتم تنفيذها فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، معتبرا أن العاصمة ستكون واجهة حضارية عملاقة ونقلة هائلة لمصر السنوات المقبلة، مؤكدا أن الشركات المصرية لديها القدرة على العمل والإنجاز وفق المخططات الزمنية.
وأشار حجازى، إلى أن تحالف الشركات يواصل العمل فى المشروع من خلال عدة محاور، منها تمهيد الطرق واستكمال أعمال الرفع المساحى لمساحة 1200 فدان من مخطط المرحلة الأولى للعاصمة بدلاً من 750 فدانا، إضافة إلى تنفيذ أعمال الطرق فيها، من بين مساحة 10.5 ألف فدان، لافتا إلى أن الشركات تنتظر استلام الرسوم التخطيطية للهدف المنوط بها تنفيذه.
من جانبه، قال المهندس محمد الشيخة، رئيس شركة إيجيكو إحدى شركات قطاع الأعمال، إن المختصين من الشركة ومن الشركات المعاونة يقومون بأعمال الرفع المساحى بالفعل، مضيفا أن الشركات المشاركة فى تنفيذ المرافق هى: "إيجيكو، والعبد العامة، والمقاولات المصرية، "مختار إبراهيم"، والنصر العامة للمقاولات "حسن علام سابقا"، ومصر لأعمال الأسمنت المسلح"، موضحاً أن الشركات ستقوم حاليا بأعمال تمهيد الطرق وفق خطة التحالف.
فيما كشف المهندس فائق البنا رئيس مجلس إدارة شركة المقاولات المصرية "مختار إبراهيم"، إحدى شركات قطاع الأعمال العام، أن الشركة بدأت العمل ضمن تحالف 5 شركات، فى تنفيذ أعمال البنية الأساسية للعاصمة الإدارية الجديدة.
وأضاف فائق البنا لـ"انفراد" أن الشركة لديها جاهزية كاملة للعمل، وبالفعل تم نقل المعدات اللازمة للتنفيذ وفق المخططات الزمنية، لافتا إلى امتلاك الشركة لخبرات كبيرة فى مجال المرافق مما يجعلها قادرة على الإنجاز فى وقت قياسى.