لا أحد يختلف على الموهبة التي كان يتمتع بها الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم والتي ساعدته في أن يحفر اسمه بحروف لامعة وسط أبناء جيله، لكنه للأسف ظهر وسط جيل شهد تخبطات كثير وظروف لم تجعلهم نجوما يشار لهم بالبنان في السينما، رغم ما يمتلكونه من موهبة فنية مميزة.
نظرة إلى موهبة ممدوح عبدالعليم وما حققه من ورائها تستدعينا أيضا إلى نظرة أخرى على أنصاف مواهب تحقق أضعاف ما وصل إليه الفنان الراحل الذي توفي مساء أمس الثلاثاء، لنتأكد جيدا أنه لم يأخذ حقه الذي كان قريبا وعلى بعض خطوات منه، حيث كان سيقوم ببطولة الجزء السادس من مسلسل "ليالي الحلمية" والذي شهد تألقه في الثمانينات من القرن الماضي مجسدا شخصية "علي البدري".
"إنفراد" علمت من مصادر خاصة أن الجزء الجديد كان سيعيد تقديم جيلا ظهر في الأجزاء السابقة وهو الجيل الذي يضم ممدوح عبدالعليم "علي البدري" وهشام سليم"عادل البدري، وهو جيل الشباب في الأجزاء الأولى من العمل والذي كان يقوم ببطولته النجمان يحيي الفخراني وصلاح السعدني، لكن في مفارقة قدرية رحل عبدالعليم قبل أن يأخذ جزءا من حقه، والذي طالما كان يبحث عنه حيث كانت تعرض عليه أعمالا كثيرة في العام الواحد تصل إلى 4 مسلسلات لكنها كان يرفضها لضعف السيناريو وعدم ملائمتها لمشواره الفني الذي يعتز به، وذلك على العكس من الشائعات التي كانت تقول إن عبدالعليم لا تعرض عليه أعمالا فنية، بل كان السيناريوهات موجودة لكنه لم يكن يريد الاكتفاء بالوجود فقط بل كان يبحث عن الحق المفقود للجيل الذي بدأ يتحسس خطوات مستقبله في الثمانينات.
تتر الجزء الرابع من ليالي الحلمية
وداعا كتيبة الإعدام
ولا يعد ذلك المفارقة القدرية الوحيدة في حياة ممدوح عبدالعليم بل تداول عدد كبير من جمهوره بموقع فيس بوك صورة لمشهد من فيلم "كتيبة الإعدام" تجمع بين أبطال العمل ممدوح عبد العليم ونور الشريف ومعالى زايد، وشوقى شامخ، وتتمثل المفارقة في أن جميع أبطال العمل ماتوا وبنفس الترتيب الذين يظهرون فيه بالصورة من اليمين الى اليسار " شوقي شامخ، معالي زايد، نور الشريف، ممدوح عبد العليم"، بل إن جميعهم توفوا في العقد السادس من عمرهم.
انهيار السينما في أواخر الثمانينات ومواصلة ذلك الانهيار في التسعينيات من القرن الماضي قلل كثيرا من فرص تواجد مواهب جيل ممدوح عبدالعليم واكتفى الامر على نجوم معدودة أبرزهم عادل إمام وأحمد زكي ونادية الجندي، وقل حجم الانتاج السينمائي بشكل كبير وتراجعت السينما لتظلم طموح ممدوح عبدالعليم وجيله.
لكن رغم ذلك إلا أن اسم ممدوح عبدالعليم استطاع أن يبرز بأعمال فنية مميزة حيث كانت بدايته من خلال التليفزيون ومنذ طفولته في مسلسل "الجنة العذراء" ثم "وليد وراندا في الفضاء"، ليقدم بعد ذلك أعمالا رائعا ومنها "قهوة المواردي " عام 1981 و"ليلة القبض على فاطمة" عام 1982 و"أصابع الزمن" في العام نفسه، لتخطفه كاميرات المخرج حسين كمال إلى السينما بفيلم "العذراء والشعر الأبيض" عام 1983 مع محمود عبدالعزيز وشريهان ونبيلة عبيد، ثم مسلسل "أخو البنات" عام 1984 و"الحب وأشياء أخرى" عام 1986 فيلم "البرئ" مع أحمد زكي عام 1986، حيث وازن عبدالعليم بين تواجده في السينما والتليفزيون.
وبدأ الخطوة أو المرحلة الثانية في حياة عبدالعليم الفنية مع الجزء الثاني من مسلسل "ليالي الحلمية" عام 1988 ليجسد شخصية "علي البدري" مع النجوم يحيي الفخراني وصلاح السعدني، وهو العمل الذي كان بمثابة نقلة فنية للنجم الراحل، حيث فتحت له السينما ذراعيها بقوة ليقدم في العام نفسه 4 أفلام دفعة واحدة منها فيلمه الشهير "بطل من ورق" الذي جسد فيه شخصية رامي قشوع، في دور كوميدي صعب.
وواصل عبدالعليم تقديم أجزاء مسلسل "ليالي الحلمية" ومحافظا في الوقت نفسه على توهجه في السينما مع بداية التسعينات في أفلام تحمل تجارب مختلفة ما بين الدرامي والكوميدي منها "سوبر ماركت" و"كتيبة الإعدام" وفيلم الفانتازيا "سمع هس" الذي قام بالغناء فيه مع النجمة ليلى علوي العديد من الأغاني ومنها أغنية "سنة 2000" والتي تقول كلماتها " هتشوفوا طريقنا مودي لفين.. علي ما تهل سنة 2000 .. هنكون فوق فوق .. واطوال واحد فيكوا هييجي تحت اكتافنا هنا بشبرين".
أغنية فيلم سمع هس
ورغم أزمة الانتاج في التسعينات إلا أن عبدالعليم كان يختار تقديم أدواره بعناية ومنها فيلم "الحب في طابا" وتجربته السينمائية المميزة في فيلم "رومانتيكا" ذلك العمل الذي لم يحقق نجاحا جماهيريا كبيرا لكنه يحمل سحرا سينمائيا خاصا، ويبدو أن الفنان الراحل وجد في التليفزيون مالم يجده في السينما، حيث كما كانت بدايته في التليفزيون كان ختامها أيضا به حيث قدم مسلسلات عديدة مميزة منها "خالتي صفية والدير" و"الضوء الشارد" و"جهورية زفتي" وكان مسلسل "السيدة الأولى" عام 2014 مع غادة عبدالرازق هو أخر أعماله الفنية، في مفارقة قدرية ثالثة في مشواره ممدوح عبدالعليم الفني، وكأنه يرد الجميل للتليفزيون.
تتر مسلسل السيدةالاولى
ممدوح عبدالعليم, ليالى الحلميه, مسلسل ليالى الحلميه, رحيل ممدوح عبدالعليم, افلام ممدوح عبدالعليم, مسلسلات ممدوح عبدالعليم, سينما الثمانينات, سينما التسعينات